السبت 30 نوفمبر 2024

وصمت ۏجع

انت في الصفحة 43 من 95 صفحات

موقع أيام نيوز

تواجه به المجتمع بنفس القسۏة التي صفعها به حينها مايهدأ نفسها قليلا هو أن آسر لم ېفضحها أمام عائلتها والمجتمع وإلا كانت بالفعل حينها تخلصت من حياتها إلى الأبد ولم تحزن لرفضه مقابلة والدها وأختها وعمتها حينما أتوا لزيارتها ثاني يوم زواجها بل إطمأنت حينما غادر عندما أخبرها والده أنه آت فكان هذا هو الأفضل رغم استياء والدها من ذلك ولكن وجوده كان سيكون أكثر إستياءا وكان من حسن حظها أنها سمعت مكالمة تدور بينه وبين أخته الكبرى أنها تعتذر عن قدومها هي وبقية عائلته بسبب سوء حالة أخته الصغرى وأن الجميع يهتم بها هي والدكتور
البرود ده عشان مندمكيش ع اليوم اللي اتولدتي فيه 
قاطعها قائلا بحدة لحد ماجيت انا وقولتي عبيط ويشيل الليلة 
قاطعها قائلا بإشمئزاز رخيصة وغشاشة ومهما قولتي مستحيل حاجة تشفع لك جريمتك ف حقي 
ثم انحني واقترب منها
يقول بصوت احتد فجأة وأنتي وجودك هنا مجرد وقت ولحد ما الوقت ده يعدي ملقيش غلطة ف أي حاجة وقومي فذي اغسلي هدومي دي ونشفيها واكويها ونضفي أوضتي دي هنزل نص ساعة اطلع الاقي كل حاجة خلصانة فاهمة 
أومأت برأسها وقالت حاضر 
فهي ظلمته وظلمت نفسها في تلك العلاقة المؤذية لكليهما وما عليها سوى أن تتحمل غضبه بجميع أشكاله حتى تنتهي تلك الفترة فهي المتسببة فكل ذلك الڠضب والحزن 
تسند رأسها على ظهر مقعد السيارة بإرهاق شديد بعد أسبوع شاق تقضي معظم الوقت في المستشفي مع أختها وقليلا ماتعود إلى منزلها بينما زوجها بجوارها يقود السيارة و يمسك يدها بين الحين والآخر يدعمها لعله يزيل ذلك الإرهاق البادي على ملامحها شددت هي على يده وقالت آسفة يا مراد لأني مقصرة في حقك أنت والأولاد اليومين دول
نظر لها مبتسما ثم أعاد النظر إلى الطريق وقال لها ولا يهمك يا حبيبتي أهم حاجة طمنيني على يمني عاملة ايه دلوقتي لأني كنت مستعجل معرفتش انزل أشوفها
ردت عليه هي أخيرا بدأت تتقبل الوضع وتقف على رجليها لأن يوسف محتاج أما يفوق يلاقيها جمبه
تنهد مراد بحزن وقال شئ محزن جدا اللي حصل ليوسف ويمني عندها حق في الحالة اللي عليها لأن حسب كلام الدكاترة الغيبوبة لأجل غير معلوم وكمان الأصعب أنه يفوق ويعرف پوفاة والدته دي صدمة تانية 
اعتدلت ياسمين ونظرت له وقالت فعلا ۏفاة أمه صدمة كبيرة بس المهم دلوقتي يفوق عشان الدكاترة تطمن على نجاح العملية 
ابتسم لها مراد وقال هيفوق طول مايمني جمبه ومعاه هو كان بيتمني رجوعها وأما يحس بوجودها هيتمسك بالحياة 
هزت رأسها بموافقته وقالت فعلا يامراد ويمكن
ده كمان سبب عڈاب يمني إنها نفسها أن الزمن يرجع وتعرفه أنها بتحبه ومسامحاه بس دي إرادة ربنا وله
في ذلك حكم
أجابها آسر بصوت خاڤت عاملة ايه ياياسمين ومراد والولاد عاملين إيه 
شعرت بالقلق من نبرة صوته فأجابته كلنا بخير ياحبيبي أنت اللي عامل ايه وسدرة عاملة ايه صوتك ماله كده 
تنهد ثم رد عليها محتاج اتكلم معاكي شوية بعيد عن أي حد مخڼوق وعايز اتكلم معاكي
تملك الخۏف منها قلقا عليه فقالت تمام ياحبيبي عشر دقايق وهكون في الأتيليه نقعد سوي شوية ونتكلم
أجابها بهدوء تمام وأنا كمان هروح على هناك على طول وأغلق الخط 
عندما أغلقت الهاتف سألها مراد أتيليه إيه اللي رايحاه إحنا مش رايحين البيت 
نظرت له بأسف وقالت معلش يامراد آسر شكله مضايق ومحتاج يتكلم معايا وأنا اوعدك مش هتأخر 
زفر مراد ولم يرد عليها وغير اتجاه سير السيارة حتى يوصلها إلى المكان التي تريده وهو في داخله بدأ ينفذ صبره مرة أخرى فلقد عادت في تقصيرها تجاهه وتجاه أولاده وهو يتغاضي عن الكثير حتى لا يختلق المشاكل ولكنه يرى أن الجميع يشاركوه فيها بشكل مبالغ حتى كاد أن ينفجر 
حينها دخلت
إحدى الممرضات تحدثها بهدوء كفاية كده حضرتك دلوقتي واتفضلي معايا وادخليله وقت تاني 
مسحت يمني دموعها وتركت يده بهدوء ونظرت للمرضة وقالت بصوت حزين أنا التزمت ولبست الزي اللي طلبتوه مني ومش بعمل حاجه سيبوني معاه وانا مش هأذيه والله 
شعرت الممرضة بالشفقة على حالها فقالت لها طب اخرجي معايا
دلوقتي وأما الدكتور يجي يشوفه ويمشي هدخلك تاني
ابتسمت لها يمني ونهضت خارجة معها من الغرفة وهي تنظر له وتقول مش هتأخر عليك ياحبيبي شوية وهرجعلك ثم غادرت الغرفة 
وأخيرا انتهت من رسم تلك اللوحة التي استغرقت منها جهد كبير حتى تنهيها فاللوحة تلك المرة لعائلة كاملة جد وجد وأبنائهما وأحفادهما طلب منها رسمها أحد الأبناء الذكور كهدية لوالده في عيد ميلاده السبعين لوحة تضم خمسة عشر فردا كل منهم بملامح مختلفة وتعابير وجه مختلفة ولكنها رسمتها بكل حب وتعايشت مع ذلك الدفء الذي تحتويه الصورة المقرر عليها رسمها ابتسمت وهي تنهيها بإمضائها الصغير ككل مرة تنهي فيها لوحة ترسمها والحقيقة أن تلك اللوحة لها الفضل عليها في أنها شغلت وقتها وتفكيرها عن ذلك عمران التي باتت ترى نظرته
42  43  44 

انت في الصفحة 43 من 95 صفحات