تاخرت كثيرا
في احدى الجامعات كان المحاضر يلقي محاضرة في اللغة الانجليزية.
وبينما كان يشرح، دخل شاب المحاضرة متأخراً، ولم يجد مقاعد فارغة باستثناء مكان واحد بجوار إحدى الفتيات ، فنظر إليها ليجد أنها جميلة جداً وحساسة.
لذلك ألقى نظرة خاطفة عليها طوال مدة المحاضرة وظل يتخيلها، على أمل أن ترده بالمثل بنفس الإعجاب.
بعد انتهاء المحاضرة جمع الشاب أدواته وكان على وشك مغادرة القاعة.
فذهبت إليه تلك الفتاة لتسأله عن بعض النقاط التي فاتتها من المحاضرة الأولى، وبالفعل أعطاها الشاب كل المعلومات التي طلبتها، ثم شكرته وغادرت.
ظل الشاب واقفاً متمنياً أن تعود آنا إليه مرة أخرى لتخبرها بمدى إعجابه بها وأراد التعرف عليها، لكنه فكر قليلاً حتى منعه خجله الشديد من الاقتراب منها مرة أخرى.
مرت الأيام وكان الشاب يجلس بجانبها دائمًا عن عمد في جميع المحاضرات.
حتى نشأت بينهما صداقة قوية مهدت الطريق للحب لاختراق قلبه وكينونته، رغم يقينه أنه بالنسبة لها ليس سوى صديق.
ذات يوم جاءت إليه الفتاة وهي تبكي وتشكو له من اغتراب عشيقها وانفصاله عنها بعد أن وقعت في حبه.
وطلبت منه مساعدتها بعد كسر قلبها وتركها وحدها رأى الشاب أن فرصته قد أتيت إليه لكسب حبها.
بدأ يتحدث معها كثيرًا، وجعلها تبتسم بأي شكل من الأشكال، ودعها ذات مرة إلى فيلم رومانسي.
انتهى عامهم الدراسي الأخير في الجامعة، وحان موعد حفل التخرج، واتفقوا على الخروج معًا كأصدقاء للاحتفال بهذه المناسبة.
وقضيا وقتًا ممتعًا معًا حتى جاء المساء وقادها الشاب إلى منزلها بعد أن شكرته الفتاة على تلك الأمسية الرائعة، ورغم كل هذا لم يكن لديه حتى الشجاعة للاعتراف بحبه لها.
قصص حب طالب جامعي
تخرج الصديقان وعاش كل منهما حياته بعيدًا عن الآخر، لكن ذاكرته لم تفارقه.
ذات يوم تمت دعوة الشاب إلى حفل زفاف مع أصدقائه، وعندما ذهب تفاجأ بعروس بفستانها الأبيض الجميل، وكان زوجها بجانبها يقبلها شعر الشاب بالحزن وتمنى لو كان العريس.
مرت سنوات عديدة حتى أصبح الشاب عجوزا ووجد نفسه جالسا أمام نعش محبوبته ويبكي حزنا.
بعد الانتهاء من الصلاة، فتحت إحدى صديقاتها ملاحظاتها وقرأتها بصوت عالٍ. قالت:
أنظر إليه كل يوم وأتمنى في كل لحظة أن يكون زوجي، لكني أرى أنه لا يعيد إلي نفس المظهر.
وددت أن أقول له إنني أحبه من أجل كسر الصداقة التي أقامها بيننا، ولا أدري لماذا أرغب في أن أسمع منه كلمة أحبك.
بقي الشاب صامتا طويلا، ثم تكلم وقال: تأخرت كثيرا.