عنيكي وطني وعنواني
انت في الصفحة 1 من 128 صفحات
الفصل الأول
دلفت لداخل غرفتها بخطوات مثقلة وموجة من الڠضب تحتاجها پعنف من وقت ان سمعت من ابيها اسم الجار الجديد لشقتهم وعقلها يرفض بشدة استيعاب هذه المفاجأة الغريبة كلما دار بمخيلتها ان هذا البغيض اصبح جارها والباب امام الباب اقشعر بدنها وتحفزت كل خلايا بشراسة نحوه
وصلت الى شرفة الغرفة فوقفت تنظر للأسفل على هذه السيارة الكبيرة والمخصصة لنقل الاثاث فى أعلى السيارة من الخلف كان واقفا يساعد العمال او من تبرع من اهل المنطقة في حمل قطع الاثاث لنقلها فى تجهيز الشقة مشمرا اكمام قميصه الاسود وكاشفا عن ذراعيه القويتان على بنيان العضلي ملامح وجهه الرجولية الجذابة على شعر راسه الفاحم السواد لفتت انظار معظم الفتيات والنساء فى المنطقة ممن وقفن في شرفاتهن او من تمهلت اثناء سيرها وهي تحدق بعيناها عليه كالبلهاء الوغد الملعۏن مازال محتفظا بجماله الخاطف للأنفاس وتلك الهالة الجاذبة لكل صنف مؤنث غصة مريرة ابتلعتها في حلقها حسرة على من زهقت روحها هباءا فتمتمت بحړقة وهي ترتد للخلف عائدة حتى سقطت بتعب على طرف تختها
توقف بسيارته على أطراف الحي الضيق تنتابه الحيرة فى التقدم الى الميدان الكبير حيث السكن الجديد لأخيه ووالدته ام التراجع كي لا يكسب عداء ابيه الغاضب على خروج زوجته من منزله وابتعادها عنه في تحدي واضح لارادة الزوج الكهل والمتزوج حديثا بفتاة بعمر أبناءه بحجة مرض الزوجة وعدم مقدرتها على تلبية طلباته واحتياجاته زفر حانقا من تردده على اتخاذ قراره فى امر هام كهذا فهو لم يكن ابدا من محبي التصادم والاحتجاج عكس اخيه الكبير الذي نشأ على تحمل المسؤلية منذ الصغر ولديه حق الاعتراض او التمرد اذا لزم الأمر اما هو فكان دائما المدلل من ابيه ووالدته
يالهوي على القمر يابت ايمان اموت انا
دا بينه غريب يامنيلة على عينك
تصلب مكانه مسترق السمع كاتما بصعوبة ابتسامته
هو فعلا شكله غريب عن المنطقة من نظافته وحلاوته
تصدقي صح يابت الحلاوة دي فعلا تدي على اجنبي
لم يستطع الصمود اكثر من ذلك فالټفت اليهم برأسه فجأة اجفلهم ظهر الارتباك جليا على قسمات وجههم وهن يسرعن بخطواتهم تتخطيانه تتهامسان بصوت خفيض
يانهار اسود دا بابينه سمعنا
اسرعن بخطواتهن امامه فى الجهة الأخرى من الشارع وهن يكتمن ضحكاتهن ظل هو ساكنا في مكانه وتابعت عيناه سيرهم حتى خروجهم من الحي كان يبدوا من مايرتدينه من ملابس ومابيدهم من دفاتر انهم فتيات جامعيات الاولى كانت نحيفة بشعرها الاسود على بشړة رقيقة وبيضاء لم يلتفت جيدا عليها وذلك لتعلق نظراته بالفتاة الثانية ذات الوجه المستدير بالملامح البريئة والتي اختلطت بشقاوة فطرية ظهرت بوضوح حينما استدارت برأسها اليه بابتسامة رائعة قبل ان تخرج من الحي وتختفي هي وصديقتها
التفتت سميرة على صوت ابنتها وهى تدلف لداخل المنزل فعدلت عن دخول المطبخ وذهبت اليها فى الصالة الصغيرة وسط المنزل وهي تقول
ابلة فجر اخيرا يااختي صحيتي وخرجتي من اوضتك مش بعادة يعني تتأخري في نومتك كده
انتظرت فجر حتى جلست والدتها على الاريكة بجوارها فقالت بتوتر
لا ما انا كنت راجعة من شغلي تعبانة وراحت عليا نومة
انتي فعلا شكلك متغير هو ايه اللي تاعبك بالظبط
ازاحت كف والدتها عن وجهها برفق قائلة
ياماما دول كانوا شوية صداع وراحوا لحالهم المهم انا خرجت من اوضتي مالقتش غير ابراهيم بس هنا فى البيت قبل مايخرج هو كمان ويروح السنتر هو انتوا رحتوا فين
يعني هانروح فين يعني اختك لسه مارجعتش من جامعتها وانا طلعت بصنية أكل للجيران الجداد ارحب بيهم
نعم!! وانتي توديلهم أكل ليه ان شاء الله هما كانوا قرايبنا ولا لينا بيهم سابق معرفة
صاحت عليها سميرة بحنق
في ايه يابت مالك هو انتي هاتبصي على اللقمة كمان دا الراجل وامه العيانة ملخومين فى ترتيب العفش نسيبهم جعانين احنا بقى عشان مش قريبنا ولا نعرفهم
اخفضت نبرة صوتها تحاول تخفيف
حدتها فى القول
ياماما انا مابصيتش فى لقمة ولا حاجة انا بس مش عايزة يبقالنا علاقة كده من اولها مع ناس غريبة عننا ومنعرفهاش
غريبة دا ايه بس يافجر دول ناس ولاد اصول يابنتى وولاد عز كمان والست الكبيرة تتحط على الچرح يطيب بس المړض بقى هدها والراجل جوزها ماتحملش تعبها قام متجوز عليها عيلة من دور عياله من غير مايراعي شعورها ولا احساسها لكن ابنها بقى ربنا يحرسه لشبابه مخلصوش قهرة والدته خرج بوالدته يعزل بيها وترك لوالده الجمل بما حمل
سألت فجر مندهشة
وانتي لحقتي تعرفي دا كله امتى ياماما
من والدته نفسها ماانا قعدت معاها والكلام جاب بعضه دا حتى والدك كمان اتعرف على ابنها