لمن القرار بقلم سهام صادق
ملك بنت الأسيوطي
حامد
سكن حامد مكانه مستمتعا من سماع حديثه مع زوجته إنه يتلذذ في رؤية ڠضب من يمقتهم
قولتلك مليون مرة وجودك في بيتي ليه حدوده
ارتسمت المتعة فوق ملامح حامد ملتفا إليه ببطئ
مش عيب يا ابن صفوان تعلي صوتك على أخو مراتك
هتف حامد عبارته بقصد واستدار بجسده نصف استداره نحو الواقفة بالقرب منصته لحديثهم
قصدك اخو طليقتي
طليقتك برضوه هحاول أصدق يا ابن النجار واعمل نفسي مغفل زي زمان لما فضلت تجري وراها واتجوزتوا ف السر
تجهمت ملامح سليم يقبض فوق كفيه بقوه فلولا احترامه لسنوات عمره لكان أراه كيف يفكر قبل أن يلفظ حديثه
أظن الحفلة أنتهت واظن برضوة ملكش حق تدخل غرفة مكتبي ولا التربية الاستقراطيه معلمتكش حاجة يا حامد باشا
جوزك دنجوان عنده مهارات قوية.. ده حتى دينا طليقتي ھتموت عليه
حامد ياريت تتفضل بره بيت
صدحت ضحكات حامد عاليا يجول بعينيه بينهم مستمتعا بنتيجته
انصرف حامد بعد إلقاء عبارته سعيدا بانتصاره يتمنى داخله اليوم الذي يرى فيه ابن النجار رجلا بائسا ووحيدا
اخترقت اللعنات البذيئة أذنيها تنظر إليه مدهوشة مما سمعته
قذر نهايتك على أيدي يا حامد هخليك تتحسر وأنت شايف كل حاجة بتضيع منك
سيطر على غضبه فهو لا يمقت بهذه الحياة أحدا كما يمقت هذا الرجل وما يجعله صامت عن قذارته أبنته وحدها
عجبتك الحفله من ورا الستار سمعتي لقبك الممتع
لم تنتظر أن يخبرها بلقبها الحالي بل أخبرته به بثبات
الزوجة الخفية اقدر أطلع اوضتي ولا لسا في عقاپ تاني
اتسعت ابتسامته ينظر إليها متفحصا تقسيمات خلجاتها
مش هتخليني احكيلك تفاصيل الحفله
زفرت أنفاسها عاليا لا تستوعب ما تعيشه معه.. إنها حياة لا تناسبها يطالبونها أن تكون إمرأة ناضجة وسيدة محنكة تستطيع نيل حقها دون خوف يقيسونها على نموذج من
النساء ونسوا إنها من النموذج الأخر.. نموذج يعيش صامتا يرغب بالعيش لا غير
اتضحك أم تحزن من عبارته هل بالفعل قدراتها لا تظهر إلا أمامه
عايزه ليه تفضلي في الظل يا فتون عايز اعمل منك هانم عايزك تعرفي تكوني قوية وناجحه
اخترقتها الكلمات بالأصح اخترقتها الحقيقة هو يريد أن يجعلها بالنموذج الذي يرغبه وهي تريد العيش بشخصيتها تعلمها الحياة وتتعلم منها
أنا ناحجة يا سليم لكن ناجحة بمقايسي أنا مش بمقايسك
وهذه المرة كانت تنفرج شفتيه في ضحكة قوية دمعت معها عيناه من شدتها
جاوب مبهر مش بقولك قدراتك مش بتظهر غير قدامي يا فتون.. لكن قدام الناس فأر بيجري على جحره
تجهمت ملامحها من إهانته ووصفها بالفأرة
زعلتي من تشبيهي ليك
أنا مش جبانه
لا جبانه يا فتون وعايزة تعيشي ديما خلف الستار.. عايزة تاخدي ديما دور الكومبارس
أندفعت صوبه تدفعه بكلتا قبضتيها فحديثه بدء يضربها بالحقيقة حقيقة تؤكد عليها لكنها لا تريد العيش هكذا تريد أن تعيش بشخصية سوية ولكن كما يقولون الطبع يغلب التطبع وهي طبعها الضعف والرضوخ للأخرين دون مقدرة على إتخاذ القرار
عارفه إني جبانه وضعيفه ما كل الناس مش زيك ولا زي شهيرة هانم ولا كل الستات اللي مروا بحياتك.. أنا مش شبه الصورة اللي أنت عايزاها يا سليم
أسرها بين ذراعيه وتركها تهذي بما تريده كالعاده
كنت هتراجع لكن نظرة خديجة وجعتني.. بنتك كرهتني أوي بعدما ما كانت بتحبني شافتني باخد حق والدتها فيك
خديجة طفله يا فتون شعورها طبيعي ناحيتك ومع الوقت هتفهم وجودك في حياتي
شهيرة هتخرج من حياتنا يا فتون لأنها قررت تنسحب خلاص.. بس قدرت تنسحب وهي رافعه راسها وسط الناس واثبتت ليهم إن لسا مكانتها محفوظة.. لكن أنت حبيتي تاخذي دور الزوجة المحطوطة على الرف الزوجة اللي زوجها مبيتشرفش بيها قصاد الناس والزوج خلاص بدء يعزلها عن حياته عشان دورها أنتهى ..
وابتعد عنها ينهي نقاشهم فيكفيها ما سمعته منه
لو كنت عايزك مجرد ست تشبع رغباتي مكنتش ردود أفعالك فرقت معايا يا فتون ولا كنت هعوز تظهري جانبي واقول للناس ديه مراتي اللي اختارتها وانا متأكد من اختياري
انسحب من الغرفة وتركها في دوامة أفكارها
فتوقفت السيدة ألفت أمامه تطرق رأسها قي خزي وندم عما فعلته دون قصد منها ولكنها استمعت لمكالمة شهيرة ورفيقتها وتلك الخطه التي قرروا فعلها معها ليست إھانتها فقط بل وإظهارها في صورة ليست جيده أمام الناس بل تدبر لها مکيدة وقد تركت شهيرة الأمر لرفيقتها الحاقدة دينا ولكن كل شئ قد تغير فتغير شهيرة وهدوئها اليوم وتصرفاتها الحسنه اذهلتها
شهيرة اليوم أخبرت الجميع أن عدم وجود زوجة سليم بالمنزل بسبب مرض أخيها الصغير وبقائها معه بالمشفى أخبرتهم إنها من اهتمت بصنع أغلب الحلوى والفطائر ذو المذاق الحلو التي أدهشتهم لطيب صنعها
شهيرة كانت في صورة جديده ومختلفه ولا تعلم أهي مکيدة أم بالفعل شهيرة قررت الأنسحاب أخيرا ورحبت بالخسارة
سليم بيه صدقني هو ده اللي سمعته من مكالمة الهانم مع صديقتها
حدقها سليم بنظرات قوية فلم يتم أي شئ من مكائد كما عللت له أسباب فعلتها الحفل مر بسلام إلا وجود ذلك الرجل الذي يدعي مسعد وهو يعلم تماما أن دينا لا تعرف شئ عن حياة هذا الرجل
مش عايز أسمع مبررات تانية يا مدام ألفت وهحاول أنسى سوء تصرفك
اطرقت السيدة ألفت رأسها مجددا فالأول مرة تخطأ في تقدير الأمور
عادت بأدراجها للمطبخ والندم يعتصرها
هبطت شهيرة الدرج تنظر نحو سليم ثم للسيدة ألفت وهي تغادر من أمامه المرأة المخلصة لسليم النجار.. المرأة التي لم يكن بينهم يوما ود حتى عندما كانت سيدة هذا المنزل
هي فين فتون يا سليم محتاجة أشكرها
وشهيرة اليوم تحصد كل شئ بجدارة تعيد له الصورة التي كان دائما يراها فيها شهيرة المرأة القوية الحكيمة في قرارتها العاقلة
أنا هنا يا مدام شهيرة ومش محتاجة تشكريني.. اصل سليم شكرني كويس أوي
واسرعت في الصعود نحو غرفتها غير عابئة بشئ يدور خلفها
طالعتها شهيرة مصډومة من ردة فعلها متسائله
هي فتون مالها يا سليم هي مضايقه من حاجة
وداخله كان يضحك بشدة إنه بات عالق بين أمرأتين احداهن ذكية والأخرى مازال يخطو معها بداية خطواتها نحو النضج
تجاوز الحديث عن أسباب مغادرتها بتلك الطريقة الطفولية فقد ضغط عليها بشدة وسيظل يضغط حتى تفيق من الدور الذي حاصرت حالها داخله
ياريت بكرة يا شهيرة تمهدي للبنت بعدك عن البيت من تاني
ازدردت شهيرة غصتها هي بالفعل قررت الانسحاب ولكنها تعلم إنها ستظل فترة تتعافى من شدة تعلقها به
تمالكت شعورها واماءت برأسها ثم فركت كفيها ببعضهما بتوتر واقتربت منه
أنا قولت لخديجة إن فتون هي اللي عملت ليها تورتة عيد ميلادها بكرة هتلاقيها بتشكرها
البنت ملهاش دخل