حكايه هينه والغول
شعرا تشكين فيه همومك لنقلت إليه خبرك وعندئذ يأتي ويخطفك ثم يقتلك معه إياك أن تنسى وصيتي وتندمين.
سألتها هينة هل سأرى يوسف مرة أخرى أجابتها الله وحده هو من يعلم ذلك ليس عندك سوى الصبر أما الآن فأغلقي عينيك وعندما فتحتهما هينة وجدت نفسها زنجية ذات لون بني غامق إنزعجت البنت وقالت هل سأبقى طول عمري هكذا ردت البومة قبلة على شفتيك من الحبيب سترجعك كما كنت !!! وعليك بالإتجاه شرقا فمن هذه الناحية جاء يوسف باحثا عنك ولما أتمت البومة كلامها طارت واختفت عن الأنظار .
بقيت هينة تمشي دون راحة ولا تقدر أن تنسى يوسف وكلما همت أن تنشد شعرا مثلما تعودت أن تفعل تذكرت وصية البومة وهذا ما زاد في قلقها ولما وصلت لقرية يوسف ذهبت لعمها وقالت له أنها تبحث عن عمل فكلفها برعي الماعز وحلب البقر وهو لا يعلم أنها هينة وأسكنها في الزريبة . تحملت المسكينة هذه الحياة القاسېة وكلها أمل أن يرجع يوسف .
عاد يوسف ولا عتاب
فما أحلى وجود الأحباب
بعد طول غياب
إلتفت إليها التاجر بدهشة وقال لها إسمي نور الدين ولا أعرف من يوسف الذي تتحدثين عنه أكيد أنك خلطت بيني وبين شخص آخر !!! ندمت هينة على حمقها وحاسبها عمها حسابا عسيرا على القلة التي كسرتها وقال لها سأقتطع ثمنها من أجرك لكنها لم تنصت إليه فلقد كانت تتسائل إن سمعت الغربان شعرها وعرفت سرها .
...
يتبع الجزء الرابع والاخيره
هينة_والغول
الجزء الرابع والاخير
وكان عم هينة مارا في تلك اللحظة فسمعها وفي الغد أعطاها غرفة في داره وتركها تستريح وتعشت كسكسي باللحم . لما حل المساء جاء الطائر وحام حول الدار وتكلم يوسف يا هينة كيف حالك ...
ردت عليه الزنجية لقد رفق بي عمك وأنا اليوم شبعانة أجاب يوسف لقد استراح قلبي ونفسي لك فرحانة أصبح الطائر يحوم كل مساء ولاحظ عم يوسف ذلك وأن هينة تخاف كلما تراه وتجري للاختفاء في غرفتها .ذهب إلى مشعوذ وحكى له القصة فقال له إن الزنجية هاربة من الغول ولقد تحول إلى طائر يعرف ما في السرائر وفي بطنه فتى بالعشق حائر من كرام العشائر وكأني به يعرفك !!! عليك الآن أن تنقذه وتقتل الغول فإنه إذا لم يحصل على الزنجية سيحرق القرية الدار تلو الأخرى حتى تسلموها له وعندئذ سيخرج الفتى من بطنه ويقتلهما معا ويأكلهما !!!
إختار عم يوسف من بقره ثورا سمينا فذبحه وقطع لحمه وجعله كدسا كبيرا ووضع التعويذة في الأعلى وسط قطعة لحم وأمضى اليوم وهو يبعد االعقبان والكلاب حتى جاء الطائر وعندما رأى الكدس أعماه الطمع و نزل فوقه وبدأ يأكل حتى شبع ولما حاول أن يطير عجز عن ذلك وبدأ يدور حول نفسه في حيرة