الإثنين 25 نوفمبر 2024

روايه بقلم هنا سلامه

انت في الصفحة 35 من 46 صفحات

موقع أيام نيوز


.. كل شيء نزل عليه زي الصعقة مفكرتش في يوم لية أخوك مسألش عليك طول الفترة دي ولا سأل عن حالك .. عايش .. مېت .. سليم .. تعبان .. 
كملت بسخرية وهي بتبص له من فوق لتحت وقالت بنبرة مليانة بالمعايرة مشلۏل يمكن ! 
آسر بلع ريقه وقال بضعف والدموع إتكونت في عيونه .. لحد ما نزلت بالتدريج مع كل حرف
كان بينطق بيه لا معرفش .. بس إلي أعرفه إني طول عمري لوحدي حتى أخويا رغم إنه التؤام بتاعي .. بس طول عمرنا في طريقين عكس بعض .. من صغرنا .. 

هو طلع من بطن أمي وأنا كنت بمۏت .. 
بعد طلاق أمي وأبويا أمي أخدته وأبويا خدني .. 
أمي فضلت تكرهه فيا وفي أبويا .. لكن أبويا عمره ما قسى قلبي عليه .. كان دايما يقول إننا إخوات مهما حصل .. يقولي حافظ على أخوك .. خليك جمبه وفي ضهره .. إسنده وشجعه .. 
على عكس عصام .. أول ما أمي ماټت كنا في ثانوية عامة .. هو علمي وأنا آدبي .. هو صامت وأنا بتكلم وبرغي .. أنا طول عمري طيب ومشاعري إلي سيقاني .. وهو عقله وتفكيره أعظم من تفكير جندي محتل 
كان بيتجاهلني مش بيطيقني بيكرهني بمعنى الكلمة ..
لكن لما بابا ماټ وإحنا متخرجين من جامعتنا هو قسوته بانت وبدأ يسيطر عليا في كل شيء وفي أي شيء .. حتى أحلامي .. صمم يكون هو الملك إلي بيتحكم في الباند وفي الشركة وفي كل شيء .. 
بيلا تجاهلت دموعه وقالت بقوة عشان تعرف إن محدش بيحبك .. ومش هتصعب عليا بدموعك دي خالص .. وللعلم أخوك هو إلي إداني الحبوب بتاعة الشلل .. بس أنا كنت مفهماه إني سميحة وهو كان عارف بخطڤك هو والسكرتيرة بتاعته .. بس أنا إلي طيبة وهسيبك ! رغم كل دة هسيبك ! شوفت أنا كويسة إزاي 
بص لها ببرود وهو بيمسح دموعه معدتش فارقة معايا .. أخويا ولا شجن ولا أنت .. كلها محصلة بعضها خلاص ! 
قربت عليه ومسكته من شعره وقالت إمضي ! 
آسر بدموع هديك كل حاجة .. كل حاجة .. بس سيبيني .. إرحميني .. أنا كنت بدأت أتعاطف معاك رغم كل شيء وحسيت إن قلبي بيحبك .. 
بالله عليك يا بيلا .. أنا آسف .. أنا هتغير .. أنا مستعد أعيش عبد تحت رجليكي .. بس بالله عليك ما تعملي فيا حاجة تانية ! 
بيلا بجمود بقولك إمضي ! يلا ! إمضي ! 
مسك القلم بإيد بترتجف ومضى بإستسلام وهدوء .. 
رمته بيلا على السرير وقالت من بين سنانها لو حبيبت القلب فاهمة إنها هتفلت من إيدي .. ف لأ .. بلغها إني معايا السي دي بتاع قتل أسامة .. وإنها زيها زيك .. أنتم الإتنين أغبية .. ومش بتركزوا في التفاصيل .. 
آسر غمض عيونه بآلم .. تعب .. إرهاق .. خلاص كل شيء بينتهي .. محدش بيحبه ولا حد بېخاف عليه ولا حد عاوز يكون جمبه .. حتى شقيقه مش بيسأل فيه !! 
وقع نفسه على الأرض وهو بيحاول يزحف على رجله .. لحد ما دخل الحمام وهو بيعيط وبيقول مكنش قصدي كل دة .. أنا غبي .. غبي .. غبي !! 
لكن فجأة حس إن أطرافه بدأت تفك شوية بشوية .. عقد حواجبه بإستغراب .. حاسس إن أعصابه بتجمد من تاني .. حاسس برجله وأخيرا !! 
آسر پصدمة رجلي ! أنا .. أنا بحرك صوابعي !! 
لهفة .. فرحة .. ذهول ! مشاعر كتير إجتمعت عليه وغلبته ! 
لحد ما غمض عيونه بتعب .. وفقد الوعي ..
.... هنا_سلامه.
بيلا كانت راكبة التاكسي والهواء بيطير شعرها بتتنهد بحرارة وبتاخد نفس عميق .. بتملى صدرها بالهواء النضيف ... 
كإنها كانت هي إلي محپوسة .. كإنها كانت بني آدمة تانية خالص .. 
السواق على فين يا بنتي 
عيونها لمعت وهي بتنطق على مصر القديمة يا حج
قالت كدة وهي بتاخد نفس عميق وقالت في نفسها ياااه .. دة أنا كنت قربت أنسى العنوان .. صحيح من نسى قديمه تاه .. 
رسمت إبتسامة جانبية على شفايفها مليئة بالسخرية عشان كدة أنا توهت .. من الأول كنت كذابة .. إزاي كنت هكمل مع آسر لو مطلعش خاېن وأنا بكذب عليه في كل حاجة ! 
إسمي ! 
شغلي ! 
عنوان بيتي ! 
صحابي ! 
كان بيسألني عن وتر هانم ف بتوتر على أساس إني المفروض صاحبتها أوي .. 
كان فاكرني سميحة .. بس أنا مش سميحة .. ف مسمحتهوش .. 
كان فاكرني دكتورة .. بس أنا مش دكتورة .. ف خليته مريض مشلۏل ! 
كان فاكرني طيبة وغلبانة .. بس أنا مش كدة .. ف قررت أنتقم منه .. 
دموعها نزلت في صمت وهي بتتنهد بتعب وهي حاسة بغصة في قلبها بتخترق حلقها .. ف بلعت ريقها بتعب متمنية الذهاب .. الذهاب لأي مكان بدون عودة بس إكتشفت وأنا بنتقم منك إني بنتقم من قلبي .. من روحي .. من كياني .. من كل شيء جوايا حبك .. 
يااااه يا آسر .. حبيتك .. حتى لسة بحبك بعد كل الأڈى دة .. 
حتى الشلل .. بدام وقفت الحبوب هيبدأ يقف وينسحب منك .. 
يا ريت حبك يبقى زي الشلل إلي عملته ليك .. شوية وهيختفي
وهتعيش حر .. وأنا هفضل مقيدة بحبك .. هفضل حاسة بيه وبدقات قلبي .. 
هفضل تعبانة .. 
هفضل بتآلم .. هفضل أقول آة .. من كل قلبي 
قلبي إلي پينزف من حبك يا آسر ! 
فوقها من كل الصراع دة صوت السواق وهو بيقول وصلنا يا بنتي .. 
بيلا بتنهيدة شكرا يا أسطا .. 
مسكت شنطها إلي كانوا خفاف .. إتمشت شوية لحد ما دخلت حارة .. ضيقة .. هادية .. خصوصا إن الوقت إتأخر .. 
وطلعت بهدوء على سلم العمارة .. وهي بتستنشق ريحتها بشوق .. لهفة .. كل شيء جميل حست بيه حست بيه في المكان دة .. 
سبحان الله .. لما عاشت في قصر آسر عاشت في غم وحزن .. 
ولما عاشت في بيت بسيط وشقة أوضة وصالة كانت لاقية الأمان والدفء .. كانت لاقيه الود والحب من جيرانها .. 
حطت الشنط براحة على الأرض قدام الشقة وجت تطلع المفاتيح وقعت من جيبها .. 
ف أخدتها من على الأرض بهدوء .. وجت تفتح الباب لقت صوت من وراها سميرة ! 
إلتفتت بيلا للصوت .. شنطتها وقعت من إيدها .. حست برعشة في جسمها وقالت بصوت مرتجف أم دنيا ! وحشتيني أوي .. أوي 
قالت كدة وعيطت .. عيطت پقهرة جريت أم دنيا عليها ف إترمت بيلا في حضنها وهي بتقول بدموع وحشتيني .. 
أم دنيا بحزن وهي بتضربها على كتفها كدة .. كدة توجعي قلبي عليك !! كدة ! كدة تختفي فجأة !! 
أروح أسأل عنك في مكان شغلك .. مفيش .. في القصر إلي أمك الله يرحمها كانت بتخدم فيه مفيش .. كدة ! كدة ! كدة يا سميرة 
بيلا بتنهيدة حقك عليا والله
 

34  35  36 

انت في الصفحة 35 من 46 صفحات