روايه تزوجت م.دمنا
حياه -: يارب يا بابا ادعيلي محتاجة دعوتك.!
صديق -: ويهديكي الذرية الصالحة، ويخليلك جوزك دايما وتعيشو في تباات ونبات.. و...
حياه -: خلاص يا بابا ابقى ادعيلي في سرك مش لازم تشحت في التليفون.!
صديق -: انا غلطان اني عبرت اهلك اصلا يا بنت الكلب.!
حياه -: اقلب بقى وشرشحلي !!
صديق-: بعدين، بعدين يا لمضة عشان مش فاضي ورايا شغل.!
حياه-: طيب، ربنا معاك.! وزي ما قولتلك ادعيلي ربنا يبعد عني ولاد الحرام !!
اغلق كريم الهاتف.. وهو يرجع عائدا على مقعده.. أمسك بالكيس البلاستيكي الصغير الموضوع على المنضدة وهو يقفذه في الهواء ويمسكه.. كيس يحتوي على بودرة الهير-ويين..
" انا خارج اتفسح ومعايا مخد-رات، بعمل الاتنين في نفس الوقت ومبسوط جدا.. خليكي انت كدة لغاية ما تتجمدي.! "
حياه -: ايه انت هتسيبني كدة.؟ طب انا عايزة اخش الحمام طيب.!
كريم -: اعملي على روحكك !!
خرج من المنزل تاركا إياها تلوم نفسها على قرارها بالاستمرار معه من البداية..
حياه -: واضح ان دعائك استجاب يا والدي.. انصرف خلاص.!!
خرج ولكن عقله لم يطرد صورتها قط..
عاد بعد فترة طويلة.. أكثر من ثمان ساعات !!
وجدها على نفس وضعها.. لكن نائمة مرهقة.. وجهها مائل للأسفل بذبول..
إقترب وهو يتحسس جبينها، ضر-بها على وجنتها بخفة ولكن لم تجيب.. فقط آهه أصدرتها بألم..
فزع على حالتها البائسة وسارع في فك القيود وحملها بين ذراعيه العريضين..
ظلت تتأوه بين ذراعيه.. نثر القليل من الماء على وجهها لتتململ متآوهة..
قالت بصوتها الضعيف المبحوح
" كل ده سايبني..! "
كريم بلهفة -: حسا بايه.؟!
دفنت وجهها في صدره الدافئ..وهى تجيب بضعف وتألم
" مش حسا بحاجة.. خالص مش حسا.! "
تلك الغصة المتألمة وقفت في حلقه بألم.. شعر بإنقباض لأول وهلة يشعر بها.. أدمعت عيناه ببساطة وخفة فقط لمعان زينهما.. وضمها أكثر لأعناقه مربت على شعرها..
" ياريتني كنت جيبت هيموكلار معايا !! "
تفوهت بها بنفس النبرة الباكية.. ضحك بخفة رغم الألم الذي يغرز قلبه..
ابعدها قليلا ليتأمل ملامح وجهها الباهتة.. واقترب أكثر.. وطبع قبلة على وجنتها..!
كريم بضعف وعيون لامعة -: انا آسف.. آسف على وجعكك الي سببته.!
إبتسمت بحب وهى تتحسس وجنته الخشنة..
" فداكك.. فداكك كل حاجة.!! "
عناق اخير حميم كاد يعصر ضلوعها معه.. قبل ان يحملها متوجها للمرحاض..
أنزلها بخفة وهو يضمها
" خديلك دش سخن وناميلك شوية.. بكرة هحضرلك برنامج فسحة هيبسطك.!! "
~~
ذهبت حياه لغرفة كريم بعد ان انتقت فستان أنيق يليق بسهرة مميزة،، كان للمياه الدافئة والنوم أثر إيجابي معها..
طرقت الباب أولا ولا إجابة.. وثانيا ولا إجابة أيضا..
فتحت باب غرفة كريم ببطئ، وقعت عيناها عليه راقد في الفراش..
إقتربت رويدا رويدا..
باتت على مسافة قصيرة منه..
و في لحظة أقل من الثانية، كانت حياه تشهق منتفضة للخلف..
لحظة من الجمود والرعب سيطرت عليها وهى ترى حالة تشبه الصرع تسيطر على كريم كليا،، حالة من التشنجات سرت في جسده لتصفع حياه صفعة خارسة..
زادت التشنجات وزاد معها شحوب وجه حياه..
بقت جامدة كذلك جاهلة ماذا تفعل،، استجمعت رباط شجاعتها متوجهة لكريم وتحاول تثبيته ولكن مهلا.. التشنجات تزيد أكثر وأكثر مصاحبة صيحات وصريخ ينبعث من كريم..
زحفت للخلف ملتصقة بالحائط، وقمران عيناها اصبحا أوسع من كوكب المريخ.!
لوهلة خطر ببالها "محسن" ذلك رفيق والد زوجها الذي احضرهما لذلك المنزل.!
هبت مندفعة باحثة عن هاتف كريم فللأسف لم تحظى برقم هاتفه..
اتصلت بالفعل ب"محسن"..
" المهدئ.!! "
كذلك هتفت حياه وهى تتذكر حقن المهدئ التي جلبتها معها احتياطيا،،
اقتربت من كريم بحذر، وغرزت سن الحقن بذراع كريم، وما هى الا دقائق حتى خمدت قواه بإستسلام..
~~
وقفت في المشفى تتأك على راحة كفها اليسرى بكفها اليمنى.. تنتظر بفارغ الصبر الطبيب، ومحسن بجانبها منتظر أيضا شهادة الطبيب..
و خرج الطبيب بالفعل بعد دقائق، قائلا بلهجة فرنسية استطاعا انثيهما ترجمتها بسهولة..
" حالة تشنجات، نتيجة لأدمانه نسبة كبيرة من المخد-رات كال"هير-وين" وال"كوكاين"..!! النسبة بدأت تتسلل لمخه وممكن تسبب إتلاف تام، لازم يبدأ العلاج قبل ما الحالة ما تطور.. "
صعق محسن عندما علم بذلك،، وأبتلعت حياه ريقها بتوجس خائفة من الآتى.!
التفتت لمحسن المصدوم وهى تتحدث بصوتها المبحوح
" أستاذ محسن،، اانا بترجاك متقولش حاجة لحد عن الي عرفته.. واكيد اولهم اونكل أحمد.! "
نظر لها بإسنتكار تام،، وهتف صائحا بحنق
" إنت عارفة الموضوع ده من الأول.؟ عارفة وساكتة.!! "
صاحت حياه مدافعة مبررة
" انا عايزة اعالجوا.! اونكل أحمد لو عرف رد فعله هيبقى عصبي، عصبي جدا ومش هيعرف يتعامل معاه.! انا عايزة اعالجه وانقذه من الي هو فيه،، أرجوك.! "
تمعن محسن بحديثها بدون اقتناع، زفر بضيق وهو يمسح حبات العرق المتجمعة حول جبينه..
نظر مرة أخرى لحياه ونظرات الرجاء التي تغلف عينيها، كاد ان يتحدث ولكن قطع ذلك صوت الممرضة مخبرة إياهم عن إفاقة كريم..
يرقص غصبا.. هو الآن يرقص بخفة معها مبتسما بمرح وحب.!
ظلت ترقص وتغني رغم انتهاء الموسيقى..~
شفتك يوم ~.. وعرفتك في حلم من الأحلام ♫ جيتلي فيه ♫ وعينيك قالت فيه بالشوق لـ عينيه كلام ♫ جايز الأيام مش دايمًا بتحقق الأحلام ♫ لكن المقسوم بيجي في يوم ♫ تحبني فيه واعيش معاك فيه أحلى الأيام ♫..🌸2
كانت ليلة رائعة، مؤكدا لن تنساها حياه يوما.! ولا كريم أيضا !