روايه غسان الصعيدى
في المنزل الجديد
كانت نجاة تضع الطعام على سفره صغيره وبسيطه للغايه وكان الجميع يجلس ويتحدث وتملئ البسمه وجههم مع عدا بالطبع المدعوه ولا داعي لذكر اسمها… وبعد قليل خرج غسان من المرحاض يرتدي جلباب صعيدي وشعره مبلل ومتناثر فكان شكله جذاب للغايه…. ثم اقترب منها وبدأ في حمل الاطباق
نجاة بإبتسامه: اي اللي انت بتعمله دا…. روح ارتاح يلا
غسان: انا مرتاح…. انا بجد اسف اني تعبتك كده وخصوصًا انك حامل بدل ما اجبلك اللي يخدمك لا انت اللي بتخدمي الكل1
نجاة بتذمر: وبعدين معاك بقا…. قلتلك انا مش زعلانه بالعكس البيت دا انا مرتاحه فيه اوي بسيط وبعيد عن المشاكل فيه روح حلوه اوي يا غسان…. ثم اكملت بتنهيد: يا غسان افهم انا بحبك عارف يعني اي… يعني ارميني في النار وانت معايا مش هحس بيها… اعمل فيا اي حاجه اهم حاجه انك معايا مش عاوزه غير كده…. ربنا يخليك ليا حبيبي ونفرح بأبننا اللي جاي….. ثم همست في اذنه: بحبك يا بن اسماعيل1
ابستم بعشق ظاهر وكأنه ملك الدنيا بأكملها لمجرد استماعه لهذه الكلمات…..
غسان بحب: طب اعمل فيكي اي دلوقتي… بقلك اي هو ضروري ناكل يعني
نجاة بضحك وخجل: اوعا كده خليني اكمل
كاد ان يقترب منها ولكن قاطعهم صوت ابوه
اسماعيل بغضب مصطنع: ابااااه عليك…. اي اللي موقفك يا واد انت تعالى اهنيه
غسان بأقضاب: جاي يا حج…. ثم همس في اذنها: كده كده هتجيلي يا بنت صبحي صبرك عليا
تركها وذهب لمكان والده وكاد ان يجلس ولكن قاطعه دق الباب…. فذهب وفتح الباب ولكنه صدم عندما رأي رشا ومعها بلال ومن خلفهم صالح ونعمه
غسان بقلق: في اي….. اقصد اتفضلوا…ثم وجه نظره لرشا بغضب: انت اي اللي جابك اهنيه
رشا بخوف: اللي فات م١ت يا ولد عمي انا اتغيرت وكل البلد شاهده على اكده انا بس جايه اشوفكم…. ربنا بيسامح يا ولد عمي انت مش هتسامح؟…. والله عاوزه اطمن عليكم وعلى نجاة
التمس الصدق في حديثها فقام بإفساح الطريق فدلف الجميع ورحب بهم اسماعيل وسميه ونجاة بحب شديد…. اما عن تغريد فذهبت لغرفتها التي تخصصت لها في المنزل لأنها بالطبع لا تود ان تشارك هذا الحديث الحميم….. فا بالفعل… من كان يحمل ذره واحده من الحقد او الكره لدمر نفسه قبل ان يدمر من حوله………
صالح: قلقتني عليك يا بيه….. ثم اكمل بحزن: كيف حصل دا؟
غسان بإبتسامه؛ دا امر الله يا صالح وصدقني انا مبسوط ومرتاح وربنا يقدرني واريح اهلي معايا ومحدش فيهم يكون مدايق
سميه براحه: والله يا صالح يا ولدي البيت دا فيه حاجه غريبه من اول ما دخلته وانا قلبي مطمن
اسماعيل بتأكيد: معاكي حق والله….
رشا بصدق: يا ولد عمي انت ليك في ورث ابوي وزمان اتنازلت ليا عنه ودلوقتي انت محتاجه خدو ودا حقك انا متنازله عنه
غسان بهدوء: مش عاوز يا رشا…. انا مبسوط ومبسوط اكتر يتغييرك دا… ان شاء الله. ربنا هيعوضك عن كل حاجه
نجاة بتلقائيه: ويهدي امك العقربه دي1
صدم الجميع من جملة هذه المعتوه فهي لا تعقل الكلام بالمره
رشا بضحك مفرط: الله يحظك يا نجاة…. والله معاكي حق دي لسه مدياني طريحه من شويه الله يهديها زي ما هداني
اسماعيل بتساؤل: ويبعتلك راجل يعوضك عن اللي فات…. قلبي حاسس انه هيكون قريب يا بنت اخوي
دق قلب كليهما بشده وتلاقت انظراهم لوقت قصير ولكن نفر كلاهم هذا الشعور وانشغلوا في الحديث