فتاه قبيحه
تلعثمت كثيرًا، تمنيت لو أني أعلم أساسا سبب حديثي هذا..
فاسترسلتُ قائلًا: أريد شيئًا منكِ، يبقى معي للأبد!
ابتسمت باستغراب وخجل وقالت: لماذا؟فقلت:
أريده فقط، غدا موعد التحاقي، نفذي ذلك لطفًا !
فأخرجت من جيب معطفها الأبيض كتيبًا صغيرًا مكتوبٌ على صفحته الأولى (حصنُ المسلم)… كتاب أدعية صغير
فقالت بكل طيبة: تفضل.
كنت سعيدا وحزينا بالوقت ذاته، متناقضة مشاعري معها..فـــبالحقيقة احرجتني
ازل.. تمنيت لو انها تعاملني بقسوة ولو لمرة، لو انها ترد اعتبارها ولو بكلمة جارحة.. حتى ولو برفض طلبي ذا.. (الا تتعب من كونها جيدة دائمًا؟)
شكرتها كثيرًا واكتفت هي بكلمة (موفق)..
ودعتُ #مرتضى، والمستشفى وكل شيء، كمن ينظر لهم نظرات أخيرة!وضعت كتاب
#أزل في جيب قميصي ومضيــت!!
و #مضت_الايام
و أنا اخدم في جبهات القتال، اعالج الجنود الجرحى، واعلن وفاة كثيرين، اكلت اشياء غير قابلة للأكل، نمت سويعات معدودات، اصبت مرات عدة، وكدت أن أموت حقا بسبب الاكتئاب! وفي كل مرة كنت أقرأ من كتاب #ازل.. ولا اذكر أن مرّ يوم الا وأنا اتذكرها بدعاء!ثـــم وبـــــــــ#معجزة_
سماوية…. عدت!!
و قبل دياري، وقبل عائلتي، تعنيت للمستشفى بذريعة العلاج!
و ما ان دخلت بحثت عنها، وبالفعـــل رأيتها غارقة في عملها، كانت تضحك مع أحد كبار السن الراقدين هناك..
فاقتربت منها بملابسي الرثة وحقيبتي الضخمة التي كانت على كتفي..
لم تبقي لي العسكرية
وجها وسيما هه كنت مليئا بتراب الحرب، وبعض من الدماء المتيبسة على جبيني!
لم اهتم لهيئتي.. كان جل همي أن أراها!
فالقيت التحية وردت عليّ مرحبة بي وقالت: مبارك لك عودتك بسلام!
قلت لها: لا تهنئي أحدا خرج من الحرب بسلامته، فحتى من عاد لم يعد فقالت بابتسامة:
جعلتك الحرب عميقًا !!
وبعد برهة صمتٍ قلت لها: #ازل شكرًا لك على الكتيب الذي اعطيتني إياه!
فقالت بنبرة جدية: عفوا.. انا لم اعطك اياه للأبد، إن تفضلت أعده لي حين ترتاح!
لا أعلم لماذا توترت انذاك..
فقلت لها:
لماذا؟ أريد أن يبقى منك كـــذكرى!