الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

عندما فقدت عذر.يتى

انت في الصفحة 3 من 43 صفحات

موقع أيام نيوز

وفتحها وهو يبتسم ببرود : " متقلقيش ، من الناحية دي أنا هحل ليكي الموضوع ده ..." نظرت إليه بحيرة وقالت : " تحل ايه ..؟!" صمت لوهلة قبل أن يردف وهو يخرج بعض الأوراق من حقيبة سوداء مستطيلة كان يحملها معه : " المهم توقعيلي عالأوواق دي ..

" انتبهت زينة لما يقوله وشعرت بأن هناك مصيبة جديدة تنتظرها فسألته بتوجس: " أوراق ايه دي ..؟!" أجابها وهو يمد الأوراق نحوها : " أوراق تنازل عن حصتك فثروة علي الله يرحمه ..."

تطلعت إليه بصد@مة ، كيف يفكرون بشيء كهذا وفي وقت مبكر فلم يمر سوى ثلاثة أيام على وفاته وهم يتحدثون بالميراث والأموال ... وجدت نفسها تصيح به : " انت اكيد اتجننت ..

ازاي تطلب مني حاجة زي كده ..؟! أخوك لسه يادوب مدفون من يومين وانت جاي تطالب بفلوسه .." " أخويا اللي اندفن بسببك مش كده .." قالها بلهجة حادة ثم أردف بهدوء خطر

: " لو فاكرة اني هسيبك تاخدي مليم واحد من ثروته تبقي غلطانه ، انتِ ملكيش أي حقوق عندنا .." نظرت إليه بعدم تصديق وقالت : " حقوق ايه اللي بتتكلم عنها ..؟! انت فاكرني زيكوا بفكر بالفلوس وبس ..؟!" منحها ابتسامة قاسية لم تصل إلى عينيه ثم قال بسخرية واضحة

: لا انت بتفكري فحاجات تانية أهم ..بتفكري ازاي تكدبي، تخدعي .. تخوني .." ابتلعت ريقها وقالت وهي تهم بصفعه : " انت واحد سافل وحقير .." إلا أنه كان أسرع منها حيث

أمسك بكف يدها ومنعها من صفعه ثم قال بلهجة صارمة : " أحسنلك توافقي وإلا هنضطر نروح للطب الشر-عي ، وساعتها هتتوورطي اكتر خاصة لما الجيران يشهدوا عاللي حصل ..." " انت بتعمل كده ليه ..؟! حرام عليك .." قالتها ببكاء لم تستطع إيقافه ليزفر أنفاسه وهو يقول بضيق : " انا مش بطلب منك حاجة صعبة يا مدام ، الموضوع أبسط من كده بكتير ..." وجدت نفسها تقول بعصبية

ونفاذ صبر فقد اكتفت من سماع كلامه المسموم : " هات قلم عشان أوقع وأخلص .." أعطاها قلما أخرجه من جيبه لتحمل الأوراق وتبدأ بتوقيعها واحدة الى الأخرى .. انتهت من توقيع الأوراق لتجده يهتف بها : " لو تحبي تروحي مكان معين أنا ممكن أوصلك عادي ..

" نظرت إليه بدهشة ، هل يحاول مساعدتها ..؟! شعر هو بحيرتها فقال بضيق ظهر واضحا في صوته : " انا مش بساعدك حبا فيكي ، بس انا مش متعود أشوف بنت فوضع زي ده وأسيبها كده .." ابتلعت غصة داخل حلقها وهي تفكر بأن والدها تركها هكذا وكأنها ليست ابنته وقطعة منه ...

وقبل أن ترد عليه سمع الاثنان صوت صر-اخ يأتي من داخل الشقة ، اتجهت زينة نحو الباب وأخذت تحاول فتحه وهي تصر-خ بتوسل : " افتحوا الباب أرجوكم ، حصل ايه ..؟!" ثم حاولت دفعه عدة مرات دون فائدة بينما بدأ صوت تح-طيم بعض الإشياء يصل إلى مسامعهما وصوت بكاء والدتها وأختها ظهر بوضوح لتهتف بهما زينه بصوت باكي :

" حد يفتحلي الباب ، افتحوا الباب ..." تقدم زياد نحوها وجذبها بعيدا عن الباب وبدأ يضر-به بقدمه ليفتح الباب بعد عدة محاولات .. دلف الاثنان الى الداخل ليجدا والدة زينه تحتضن ابنتها في أحد أركان الصالة وهي تبكي وترتجف رعبا أما والدها فكان يدمر

كل شيء يراه أمامه حتى أصبح المكان مدمرا بالكامل .. اقترب والدها منها وملامح وجهه لا تبشر بالخير ثم صر-خ بها وهو يجذبها من شعرها : " انت ايه اللي جابك هنا ..؟!

مش قلتلك مش عايز أشوف وشك تاني .." صاحت زينه بألم بينما أخذ زياد يحاول تحريرها من قبضة والدها وما زاد الطين بلة تجمع بعض الجيران أمام الباب وهم يحاولون أن يروا ما حدث ... حررها زياد أخيرا من قبضته وهو يصيح به : " كفاية بقى ، مش كده ..

" والله انا مظلومة ، والله معملتش حاجة ..." بدأت الهمهمات تعلو بين الجيران ليقول الأب بوهن : " انت فضحتيني ، وطيتي راسي ... هتعملي ايه اكتر من كده ..؟!" " والله مكانش ذنبي ، بابا انا اغتص-بوني .. والله اغتص-بوني وخفت احكي .." حاول والدها جذبها من خلف زياد الواقف في وجهه كسد منيع وهو يصيح بها بقهر: " اخرسي يا فاجرة يا حقيرة ..."

" قلتلك سيبها ..." قالها زياد بنفاذ صبر ليرد الأب بحدة : " انا ملكش دعوة ، متدخلش بيني وبين بنتي ..." في نفس الوقت تقدم مجموعة رجال بعضهم يرتدي جلابيب طويلة والأخرون يرتدون ملابس عادية ليهتف الأب بوهن : " عمامك جم من البلد وهم هيتصرفوا معاكِ ، هيغسلوا عارك ..." تجمدت

انت في الصفحة 3 من 43 صفحات