الخميس 19 ديسمبر 2024

رواية كاملة بقلم داليا سعيد

انت في الصفحة 44 من 116 صفحات

موقع أيام نيوز


تعمل كعادتها دون راحة ابتسم يونس عليها ثم قال
طنط كشړ

اللى جواكى دى مش هتتغير ابدا
لم تنظر له آسيا حتى فهى ليست بمزاج أن تمرح أو تلهو أو أى شئ اندهش يونس لأنها لا تصرخ بوجهه كما تفعل او تأمره بالرحيل لذا قال
ده واضح أن فى شغل مهم قدامك جدا كده عشان تبقى حتى مش عاوزة تبصيلى
ارجووووك امشى
رفع يونس أحد حاجبيه ولكنه لم يكن يريد أن يجادلها فشعر أن فى الأمر أمر لذا قرر الخروج والانتظار حتى يأتى وقت الأستراحة ٠٠

فى ايه يا كارمه مالك
نظرت له وهى تشعر پغضب شديد فهى لا تريد أن تتحدث مع احد ولا تناقش أحد خصوصا ذلك المهرج الذى أمامها فقالت
انا مش قولتلك مش عاوزة اشوف وشك النهاردة بالذات
تحدث يونس بهدوء
لا مقولتيش
ادينى قلت امشى بقى
فى ايه ! مالك شكلك مش طبيعى
ارجوك سبنى فى حالى دلوقتى مش عاوزة اتكلم مش قادرة اتكلم
تحدث يونس بلهجة آمرة 
قلت فى ايه !
نظرت له نظرة طويلة ثم قالت
امشى ٠٠ امشى من قدامى بقى مش عاوزة اتكلم ارحمنى بقى هو انا اللعبة اللى بابا وماما جبهولك فى ايه مبتزهقش مبتحسش طيب واحدة مش طايقاك ومش عاوزة تشوف وشك وطلبت منك تمشى حس بقى ع دمك وامشى شوف اى واحدة من الژبالة بتوعك طلع عليهم هيافتك دى
نظر لها يونس بشدة ثم قال
لمعلوماتك يا آسيا انا اقدر اضربك ع البوقين اللى انتى قولتيهم بس انا مبعملش كده فى واحدة ست وانتى عارفة كده كويس ٠٠ وانا مش من الرجالة اللى اقبل ان واحدة تعتبرينى شماعة عشان تطلع عقدها عليا بس انا معاكى بعدى بعدى كتييير اوووى وصبرى اللى له حدود بيبقى ملوش حدود معاكى 
نظرت له بأعين يملؤها الدموع
انا معقدة وبطلع عقدى عليك ! اصلك عمرك ما هتحس يعنى ايه تبقى متكتف يعنى ايه اقرب الناس ليك يبقوا محتاجينك وانت مطلوب منك تضحك وتهزر وتعيش حياة مش حياتك اصلا عشان شغلك وبس ٠٠ عمرك ما حسيت بده لانك اصلا مبيفرقش معاك حد وعايش لنفسك ومش بتهتم بأى حد
نظر لها ولأول مرة يشعر بضيق شديد ثم قال
لا حاسس بيكى يمكن انتى اللى عمرك ما هتعيشى حياتى عمرك ما هتحسى يعنى ايه تعيشى من غير أب وأم أو أخ أو أخت حتى اهلك ماتوا وانتى عندك 10 سنين يدوب فاكراهم ويدوب فى كم ذكرى ليهم فى دماغك لا واضطرتى تعيشى مع خالتك وجوز خالتك تحسى انك عالة ع ناس مهما كان غرب برده عنك ابويا مكنش غنى زى جوز خالتى يعنى 
حتى شغلى معاهم عمرى ما صرفت ع نفسى منه عشان عمرى ما حسيت انى استحق الفلوس دى حاسس انهم ليهم دين فى رقبتى و٠٠ انا مش مضطر احكيلك ده كله بس عاوز اقولك حاجة انتى اللى اختارتى شغلك وحياتك يبقى لازم تتحملى
اتحمل !! و٠٠ اعيش بدون مشاعر صح انا مش بنى ادمة من ډم ولحم بحس
انتى عارفة ايه مشكلتك يا آسيا انك بالظبط زى السفنجة بتشرب كتيييييير بس لو اتعصرت بتنزل كل اللى شريته
نزلت الدموع من عيناها وقالت
ا٠٠ انا تعبت و ٠٠
عيطى براحتك يا آسيا واوعى تتكسفى من دموعك دى أو تفتكرى أن دموعك دى بتقلل منك وبالمناسبة الدموع دى بتليق ع طنط كشړ اووووى
نظرت له بطرف عينيها وجدته قد غمز لها بعينه اليسرى فأبتسمت بين دموعها فهزت رأسها بأسى ٠٠
فى منزل مدحت الشريف منذ الليل لم ينم وقد حاول الاتصال بأحدى رجاله لكن دون جدوى فقد كان الهاتف مغلق شعر پغضب شديد فمن المفترض أن يكونوا وصلوا منذ الصباح ولكن وجد أحد رجاله يدخل عليه المكتب ويبدو على مظهره انه مذرى للغاية فنظر له مدحت وهو لا يصدق
حصل ايه وتليفونك مقفول ليه يا بجم انت 
لهث ذلك الرجل واخذ انفاسه بصعوبة
بعد ما استلمنا البضاعة طلعوا علينا رجالة أنس وحصل بينا وبينهم اشتباك رجالة أنس كانوا اكتر منا بكتير ومعرفناش نعمل حاجة انا فجاءة لاقيت كل اللى معايا بيموتوا وانا واقف معرفتش اعمل حاجة لوحدى
اتسعت اعين مدحت بدهشة وغرابة وضړب كف

يده بقوة على مكتبه وقال
وهو عرف منين ميعاد استلام البضاعة !!
صمت ذلك الرجل ولم يعرف إن يجيب عليه فأبتسم مدحت بصعوبة على حاله ذاك ثم قال
وطبعا سابوك انت عشان تيجى تبلغنى المصېبة ٠٠ انا مش هرحم أنس ده ابدا وهو اللى حفر قپره بأيده ٠٠
مر الليل على مراد وهو جالس فى الغرفة التى تجمعه هو وزوجته اخذ يتذكر ذكريات تخصهم سويا لم يكن يستطيع النوم فكل ركن بتلك الغرفة به ذكرى تجمعهم سويا ٠٠
حاولت آسيا الأتصال ب مراد مرارا وتكرارا كى تطمئن عليه ولكن دون اى جدوى لذا قررت أن تتصل ب برنسيس كى تعلم كيف حاله الآن اتاها صوت برنسيس ضعيف وهى تقول
ا٠٠ الو
ايوة
 

43  44  45 

انت في الصفحة 44 من 116 صفحات