رواية قطة في عرين الاسد شيقة جدا بقلم الكاتبة سمرة
ملامح مراد قليلا وهو ينظر اليها .. صمت قليلا ثم قال
هى مامتك فى الصعيد مع أهل باباكى ولا عايشة هنا فى القاهرة
بلعت مريم ريقها بصعوبة .. تبا لذلك لماذا يذكرها بكل ما فقدت .. قالت بصوت مرتجف دون أن تنظر اليه
اټوفت
قال مراد وهو يمعن النظر اليها
مامتك كمان متوفيه
أومأت برأسها فنظر اليها متفرسا
هنا
قال مراد بإستغراب
انتى كنتى عايشة هنا لوحدك
التفتت تنظر اليه وقالت بنفاذ صبر
أيوة أهلى كلهم ماتوا فى حاډثة وأنا كنت عايشة لوحدى .. طبعا زمانك دلوقتى بتفكر ان أكيد كل الحاجات اللى سمعتها عنى صح وانى عملت اسوأ منها كمان .. ما هو مفيش واحدة عايشة لوحدها تبقى محترمة وعارفة ربنا
خلصت
سبقها الى الخارج .. أثناء نزولهما فتحت احدى الجارات الباب وقالت
ايه ده مش معقول مريم .. فينك يا بنتى قلقتيني عليكى
اقتربت مريم من المرأة وقبلتها قائله
قالت المرأة بطيبة
وانتى كمان يا بنتى وحشتينى أوى انتى قولتى هتتصلى تطمنينى عليكي ولا اتصلتى ولا حاجه
قالت مريم بأسف
معلش يا طنط والله حصلت ظروف واتلبخت
ألقت المرأة نظرة على مراد الواقف خلف مريم .. ثم قالت ل مريم
مين الأستاذ
اضطربت مريم وشعرت بالتوتر .. لم يطاوعها لسانها على قول زوجى حاولت النطق بها لكنها لم تستطع .. تمتمت بصوت خاڤت
ابتسمت له المرأة قائله
اتفضل يا ابنى تعالوا ادخلوا شوية
قالت مريم بسرعة
معلش يا طنط عشان مستعجلين هاجى لحضرتك تانى ان شاء الله
قالت المرأة بطيبة
طيب يا حبيبتى ربنا يوفقك .. زى ما قولتلك لو مش هتحتاجى الشقة عرفيني وأنا عندى اللى ياخدها
قالت مريم بهدوء
لا يا طنط محتجهاها أنا هرجع تانى بعد فترة ان شاء الله
ليه يا بنتى مرتحتيش مع أهل أبوكى ولا ايه
قالت مريم بأسى
يعني حصلت ظروف وهضطر أرجع تانى .. بس شوية كدة
ثم قبلت المرأة وعانقتها قائله
ان شاء الله هتصل أطمن عليكي .. مع السلامة
ودعتها جارتها قائله
مع السلامة يا حبيبتى خلى بالك من نفسك .. مع السلامة يا أستاذ
أومأ مراد برأسه وهو ينزل الدرجات خلف مريم .. انطلق مراد بسيارته ساد الصمت لدقائق الى أن قطعه قائلا
اضطربت مريم وخفق قلبها بشدة .. فتمتمت بصوت مضطرب
كدة أحسن عشان لما أرجع مضطرش أشرحلها ليه اتجوزت وليه اطلقت
ألقى نظرة عليها ثم عاود النظر الى أمامه مرة أخرى .. أوصلها مراد الى البيت ثم عاد الى مكتبه مرة أخرى
دخلت مريم الفيلا وهمت بالصعود الى غرفتها عندما استوقفتها ناهد قائله
مريم عايزاكى لو سمحتى
توترت مريم وسارت خلفها حتى التفتت اليها ناهد قائله
بصى يا بنتى انتى دخلتى البيت ده وأنا مكنتش أعرف انتى مين يمكن لو كنت عرفت من الأول كان هيبقى رد فعلى معاكى مختلف .. بس أنا عرفتك وحبيتك يا مريم .. وبجد لما بقولك انى مش بفرقك عن نرمين و سارة فتأكدى انى بقول الحيقة
اغرورقت عينا مريم بالعبرات وحمدت الله فى سرها فأكملت ناهد مبتسمه
معلش اعذريني امبارح كنت منفعله واللى زود انفعالى انكوا خبيتوا عليا .. يعني كنت مضايقة جدا لان مراة سباعى عرفتنى انتى مين وأنا اللى عايشة معاكى فى بيت واحد معرفش
قالت مريم بسرعة
معاكى حق يا طنط انك تزعلى وتضايقى
ابتسم ناهد وربتت على ذراعها قائله
أنا أهم حاجه عندى سعادة مراد وأنا شايفاكى بنت مؤدية ومحترمة وطيبة ومش هلاقى ل مراد أحسن منك
اتسعت ابتسامت مريم ومسحت العبرات التى تساقطت من عينيها رغما عنها .. شعرت ناهد بالتاثر لمرآى عبراتها فعانقتها .. أغمضت مريم عينيها ودموعها تنهمر كالشلال .. كانت تخشى أن تعاملها ناهد بقسۏة بعدما عرفت من تكون .. كانت مريم تشعر بإفتقادها الحانى الذى يحتويها برقه .. رفعت ناهد رأسها وقد اغرورقت عيناها قائله
بقولك ايه أنا مبحبش العياط ماشى
ابتسمت مريم وهى تمسح عبراتها قائله
ماشى
ربتت على ظهرها قائله
يلا يا حبيبتى اطلعى غيري هدومى عشان تاكلى انتى خرجتى من غير ما تفطرى
أومأت مريم برأسها وصعدت الى غرفتها وعينا ناهد تتابعانها فى حنو.
هتروح الجاليري بتاع سامر
تفوه طارق بهذه العبارة وهو فى مكتب مراد الذى قال
أيوة هروح عشان ميزعلش شدد عليا أوى
قال طارق متكاسلا
مع انى مليش فى الرسم والمعارض بس مضطر أنا كمان أروح
نظر اليه مراد قائلا
أيوة ضرورى تيجي ده أول معرض له وشدد علينا فعلا
طيب خلاص نتقابل هناك
أومأ مراد برأسه وعاد الى عمله .
فى المساء توجه مراد الى منزله وصعد الى غرفته وارتدى حلة أنيقة لحضور الجاليري .. أثناء نزوله توجه الى غرفة المعيشة .. فقالت سارة بمرح
ايه الشياكه دى يا أبيه
التفتت مريم بدون قصد الى حيث تنظر سارة فالتقت