الخميس 19 ديسمبر 2024

قلوب ارهقها العشق

انت في الصفحة 125 من 222 صفحات

موقع أيام نيوز


تلك الصامته تتابع التلفاز بشرود فقال بتساؤل  مالك يا فتون
نظرت إليه وقالت  هما ازي بيرقصوا كده الخطوات زي بعضها كأنها حافظة الموسيقى حافظة حركاته
صمتت وعادت تتابع بصمت فأبتسم هو ونهض من مجلسه وهو يقف امامها ومد يده قائلا  تسمحيلي بالرقصة دي
نظرت إليه وقالت بأسف  بس انا مش بعرف
يبقى نتعلم احنا الاتنين 

اخذ يحركها بهدوء وهي تحاول تقلد ما يفعله دون جدوى فكل خطوة تخطوا بها تدهس قدمه لتشعر بخيبة الامل وابتعدت عنه قائلة مفيش داعي تغلب نفسك انا اصلا مستحيل اتعلم حاجة زيهم 
لمعت العبرات بعينيها وهي تهم بالرحيل فوجدت يده تمسك معصمها بحنان وهو يقول بهمس  يبقى سيبيني اعلمك
قالها ولم يعطي لها فرصة للاعتراض لتتسع عينيها پصدمة حينما شعرت به يطوق النحيل ويرفعها عن الارض وهو يثبت اقدامها فوق اقدامه
هتفت بتساؤل  انت هتعمل ايه
قاطعها وهو يضع اصابعه على قائلا بصوت عاشق هشششششش سيبي روحك خالص
وهي تنظر إلى عينيه فكان هو ينظر إليها بعشق جعلها تائهة في نيران عشقه 
كان يتحرك بها بخطوات بطيئة وهو ينظر إليها يتعمق بداخلها يشعر بدقات قلبها وخفقانه
وعينيها الحاړقة كحبها الذي بات يتوغل بداخله كشاب مراهق في الخامسة عشر احب جارته كيف لم يري هذا العشق كيف خانته عينيه ولم يتوغل بداخلها مرة واحدة اخذ يقسم انه لم يري لجمال عينيها وسحرها شبيه فهي كالخمر يسكر الناس فبات محرما على القلوب فلست اقوي على ادمانه والا بات قلبي بكي مچنون ارحمي ضعف قلبي و اسكني روحي دفئ فؤادك فعسي تكون روحي لكي مستقرا ومتاع إلى يوم يبعثون
_________________________
كادت ان تغفوا ولكن صوت هاتفها ايقظها وهي تنظر إلى اسم والدها الذي توسط شاشة الهاتف لتجيب عليه قائلة السلام عليكم اخيرا افتكرتني يا سي بابا
تعالت ضحكاته عبر الهاتف واجابها وعليكم السلام ايه هو الجميل زعلان مني ولا ايه
پغضب مصتنع اجابة عليه ايوه زعلانة علشان من يومين مكلمتنيش تقدر تقولي مين شغلك عني
ابتسم بهدوء قائلا خبر ايه يا سلمي هو انا هقدم ليكي تقرير ولا ايه يابنت عبد العزيز
حمحمت بأسف قائلة انا اسفه يا بابا مش قصدي بس حضرتك وحشتني من يومين ولم حاولت اكلمك موبيلك كان مقفول
تنهد عبد العزيز بسعادة قائلا والله يا بنتي لو احكيلك اني اليومين الي فاتوا كنت

طاير من الفرحه مش هتصدجيني
نهضت من فرشها واتجهت إلى خارج غرفتها ونزلت الدرج وهي تتجه إلى حديقة الفيلا لتقول بعدما جلست امام المسبح لا احكيلي يا حاج ايه سر السعادة دي
هتف بسعادة قائلا انتي فاكرة عمار الي حكيتلك عنه الي كان هيشتغل معايا في سوق الخضار 
اغمضت عينيها وهي تحاول تذكر من يقصد والدها إلى أن صاحت بصوتها وهي تهتف بفرحة قائلة معقولة قصدك الشاب الي كنت بتحكيلي عنه
تعالت ضحكاته وهتف بسعادة اه يا سلمي هو عمار رجع وصحته كمان مش جادر اوصفلك فرحتي بيه كنه والدي الي رجع
ابتسمت بخفوت وقالت الحمدلله يا بابا هو علشان كويس ربنا نجاه 
ثم اكملت بمرح انا لازم اقابله علشان اعرف فيه ايه مميز خلي الحاج عبد العزيز يحبه كده ثم اني هحاول اخلص منه ايوة ده بقي له مكانة في قلبك اكتر مني
صمت قليلا وتحدث بسعادة تعرفي يا سلمي انتي وعمار بقيتوا في كفه وحدة بقي زيك بالظبط وهحبه كأنه من دمي ولحمي مش غريب عني
ابتسمت بصدق قائلة ربنا يطولنا في عمرك ويخليك لينا يا احن اب في الدنيا
انهت المكالمة مع والدها وهي تتحسس ساقها پألم ظهر على وجهها بعدما تذكرت ذاك المتعرجف لتزفر بضيق وهي تنهض من مجلسها وانتقلت إلى غرفتها بالطابق الثاني وهي تبتسم على والدها الحنون
دلفت إلى الغرفة واتجهت مباشر إلى الفراش وهي تغمض عينيها ببطئ وقبل أن تذهب في ثبات عميق شعرت بأنفاس حارة تلفح عنقها ويد تجذب الغطاء إلتفت بجوارها لتري شئ في الظلام جسد غريب بجوارها 
اتسعت عينيها وهي تبتلع ريقها بصعوبة وانفاسها تكاد تنقطع 
خرج من حمام غرفته وهو يجفف شعره بالمنشفة وعلى وجهه ابتسامة صافية فقد تذكر رقصته معها كيف كانت تتهرب من نظراته ودقات قلبها السريعة بأنفاسها المضطربة 
تنهد بعشق وهو ينظر إلي الفراش الفارغ ولا يبتعد عن ذاكرته صورة عينيها فأن كان النظر إلى عينيها طمائينة فكيف العناق ان كان اقترابه من انفاسها يثير الجنون اذا فكيف يكون النوم على صدي انفاسها رغبة عارمة احتجته بأن يذهب إليها ولكن رفض الاستسلام لذاك الشعور و حاول النوم في فراشه ولكن شعر بالبرودة تسري في اوصاله شعر بالنفور والضيق لم يهدي له بال الا حينما خرج من غرفته واتجه إليها حيث تنام هي بدون اضطراب او قلق هادئة هي حتى في نومها جميلة ورقيقة 
بينما كانت هي تحاول السيطرة على قلبها حتى لا يفضح أمرها فقد شعرت به حينما ادار مقبس عرفتها ودلف إليها 

مرسي يا بشمهندس  قالتها مرام
 

124  125  126 

انت في الصفحة 125 من 222 صفحات