رواية اخطائي الجزء الأول شهد محمد جادالله
بها قسرا تكاد تصيبها بالجنون وتجعل العديد والعديد من الأفكار السوداوية تداهمها وكم عبث الشيطان برأسها حينها وأوهمها بالكثير ولكنها جاهدت بشدة و استعانت بالصلاة كما علمها هو سابقا وكان حافز لها لتواظب عليها والآن لايوجد لديها حيلة لتكبح وساوسه عنها سوى بالتضرع لله فكانت رغم بكائها وانقطاعها عن الطعام إلا أنها كانت صامدة من أجل مالك قلبها فروحها متشبثة به ولا تقدر على مفارقته وقد أقسمت أنها لن تفلته وستصمد من أجله وحين اطلقت محبة سراحها استغربت كثيرا عندما اخبرتها أن دعاء سبب في ذلك...وتوقعت انها فعلت ذلك لغرض ما في نفسها وحقا هي لا تهتم سوى بخبر مجيئه لمقابلة ابيها ورفضه له لذلك هرولت لغرفة مكتبه قاطعة خلوته وتفكيره العضال بكل ما جرى بقولها
زفر فاضل انفاسه دفعة واحدة وقال بهدوء مريب
انت عارفة السبب كويس.
عاتبته بنبرة تفيض بالخذلان
اسبابك متهمنيش...أنت ليه بتعمل فيا ليه كده! أنت وعدتني انك هتعمل أي حاجة علشان تشوفني مبسوطة ليه بتقسى عليا وعايز تحرمني منه.
تنهد فاضل بضيق وتسأل والفضول يتأكله بعد حديث محمد الواثق له
احتلت الحسړة تقاسيمها حين أجابته
انت متعرفش عني حاجة اصلا يا بابي ولا عندك وقت تعرف...
تساءل فاضل مشكك بها
يعني ايه
صرحت هي بمكنون قلبها وهي تظنه سيتفهمها
يعني محمد يعرفني أكتر من نفسي و أنا بحبه ومش هقدر اعيش من غيره ولا أكون لحد غير ليه
يا خبر كلامك ده معناه أن اللي وصلني صح يا ميرال
زاغت نظراتها بعدم فهم بينما تساءل فاضل بحدة
ايه اللي وصلك عنها اتكلمي يا دعاء أنت تعرفي شيء أنا معرفهوش
مطت دعاء فمها وادعت حسرتها
اليومين اللي قالت انها مسافرة مع اصحابها فيهم وصلني أنها كانت قاعدة معاه في بيته يا فاضل...انا مكنتش مصدقة لكن بعد كلامها انها مش هتنفع تبقى غير ليه ده اكدلي أن في حاجة حصلت بينهم
أنت أزاي بالحقارة دي أنا مش مصدقة...أنت شيطان...شيطان
زمجر ابيها وانقض على ذراعيها يسألها بنبرة يقطر منها الشك
حصل...كنت قاعدة معاه في بيته
حاولت هي التوضيح
بابي متصدقهاش دي كدابة أنا مكنتش قاعدة معاه في نفس البيت هو...
صڤعة قوية جعلتها ترتد على أثرها بالعة باقي دفاعها بجوفها تنظر له بعيون متسعة غير مستوعبة أنه بالفعل تطاول عليها بالضړب لأول مرة بسبب تحريض زوجته وادعائها عليها لتبتلع غصة مريرة بحلقها كمر العلقم حين صړخ بها بإنفعال شديد وهو يقبض على رسغها
نفت برأسها بقوة لا تصدق كون ابيها يشكك بها حتى فرت دمعاتها من بحر عيناها وقالت پقهر لا مثيل له نابع من خذلانه لها
أنت متعرفش عني حاجة انت طول الوقت كنت مشغول عني وعندك ألف حاجة أهم مني...ومتعرفش إني كنت كل كام يوم بصاحب واحد علشان نفسي في الأهتمام...نفسي في حد يفكر فيا ويشغل باله بيا وبحياتي...متعرفش إني كنت باخد حبوب مخدرة علشان مفكرش واهرب من كل حاجة حواليا...ولا تعرف كام مرة حاولت اخلص من حياتي وأموت نفسي متعرفش...متعرفش عني حاجة... بس هو يعرف هو عطاني الحنية والأمان اللي عمرك ما عرفت تدهولي... وعلشان كده مليش احلام غيره وعايزة اكمل باقي عمري معاه... لتنظر له نظرة طويلة متمعنة وكأنها تودعه بها وتقول بكل إصرار وهي تراه يقف مشدوها أمامها وقد غرغرت دموع الندم عينه
انا هسيبك زي ما أمي سابتك وعارف كمان أنا لما حبيت بطلت ألومها وفهمت ليه سابتك وفضلت عليك راجل تاني...
قالت آخر جملة بشجاعة نابعة من اقتناع تام وهي تهرع من أمامه باكية تاركته ينظر لآثارها بقلب ېتمزق من قسۏة تلك الحقائق التي لطالما تهرب منها
وحينها داهمته الكثير من الذكريات التي جمعته بوالدتها واشعرته بالاختناق ليحل رابطة عنقه حين تشدقت دعاء كي تزيدها عليه وتستغل الأمر لصالحها
شوفت يا فاضل بنتك وجبروتها كنت بتعارضني علشان خاېفة عليها أهو اللي طول عمرك خۏفت منه حصل وهتخرج عن طوعك وهتعمل زي امها وتسيبك علشان واحد جربوع...
أنتظرت لكي تحصل منه على رد يبرد نيرانها ولكن كان فاضل أبعد ما يكون عن افكارها فكان بعالم موازي يفكر ويفكر وحديث ابنته يتردد صداه برأسه كجرس إنذار كاشف الستار عن تلك الخطيئة التي عرتها ابنته