رواية اخطائي الجزء الأول شهد محمد جادالله
اني استودعتك عافيته فعافيه واعفو عنه واحرسه بعينك اللي لا بتغفل ولا بتنام.
بينما هو كان يقف بجوار نادين يرتكز على الحائل الزجاجي بجبهته يطالع حالة ابن خالته بملامح متهدلة من شدة حزنه عليه حتى انه لم يستطيع تماسك اعصابه و صړخ بها يسخر من بكائها التي صمت أذنه به منذ لحظة حضوره
ليك عين ټعيطي وانت السبب... صحيح تقتلي القتيل وتمشي في جنازته
أنا عمري ما اتمنيت أذيته يا حسن
صدر من فمه ذلك الصوت المستخف الذي يشتهر به وعقب متهكما
ده بأمارة ايه إن شاء الله ده انت عمرك ما ريحتيه وطول عمره غرقان في مصايبك وأدي اخرتها راقد بين الحيا والمۏت بسبب غبائك
تعالت وتيرة بكائها وتوسلته وهي تخفي وجهها بكفوف يدها وتواليه ظهرها
وهنا هرولت ثريا مدافعة بعدما وصلها صوت صراخه
ملكش دعوة بيها يا حسن وانت اخر واحد تتكلم عن الغباء
وإياك توجه ليها إتهام اللي بتتكلم عنها دي مراته ومستحيل هتقبل تضره هو خالها اللي الطمع عمى بصيرته
لسة بتدافعي عنها وهو ايه اللي جابه هنا لقضاه غيرها
ده قضاء ربنا وهي ملهاش دخل فيه...وإياك تفتح بؤك يا حسن بكلمة وإلا قسم بالله لتكون ابن اختي ولا عايزة اعرفك
وحينها غمغمت نادين بخزي من ذاتها
أنا السبب ياماما ثريا هو عنده حق... يارتني انا كنت مكانه
متأنبيش نفسك يا بنتي ده قدر وبتاع ربنا
لتغمغم نادين بړعب من بين نحيبها
بس أنا خاېفة اوي
تنهدت ثريا وهي تجفف دمعها ثم حاولت طمئنتها رغم شدة ذعرها على فلذة قلبها
إن شاء الله هيقوم منها بالسلامة وهيرجع لينا وهيفرح بأبنه او بنته... مټخافيش ربنا كريم
أمنت بحړقة على دعائها ويداها تشدد على بطنها وكأنها تود أن تطمئن ساكنها عوضا عن نفسها.
حاولت اكلمها كتير يا نغم ومعرفتش اوصلها وحتى تليفون يامن مقفول... هو انت معاك رقم ماما ثريا
قالتها ميرال ل نغم عبر الهاتف بعدما يأست أن تتوصل ل نادين وقد قصت عليها كل ما فاتهالترد نغم من الطرف الأخر بقلق
كان نفسي تبقوا معايا وتشاركوني فرحتي
معلش تتعوض وبإذن الله هرجع قبل الفرح علشان نحضرله سوا بس يارب نطمن على نادين وتبقى معانا
إن شاء الله... ويارب تكون بخير
انا هكلم طنط ثريا معايا رقمها ولو في جديد هقولك
ابقي طمنيني...
تمام
اغلقت ميرال معها وشردت تفكر في صديقتها وقد قررت أنها لن تتمم شيء من دونها.
جلست على المقعد بجواره تسند جانب وجهها بقبضتها بعدما غلبها النوم من شدة تعبها فمنذ ما حدث له وهي لم تذق طعم للراحة أما عنه فقد استعاد وعيه وأول شيء سقطت عينه عليه كان هي بوجهها الصبوح الذي يتلخص في طلته أعظم امنياته
واه هو أني موتت و في الچنة ولا إيه
بعيد الشړ عن جلبك يا حامد
ايه اللي حوصل يا جمر
تسأل وهو يتحامل على ذاته ويستسلم لرقدته
ربنا ستر والحمد لله ربنا نچاك يا حامد
ابتسم بسمة رغم وهنها إلا أنها كانت تحمل الكثير من فيض قلبه
حبة جلب حامد جربي اتوحشتك خليني اطل في عيونك
قالها وهو يؤشر بيده لها كي تقترب اكثر وبالفعل انصاعت له ليستأنف وهو يتمعن بوجهها الصبوح بنظرات والهة
خابرة يا جمر مكنتش هايب المۏت غير علشان هيحرمني منيك
واني كنت ھموت من جهرتي عليك ودعيت ربنا ليل نهار ينچيك
طب تعالي جاري عاوز اشبع من الدنيا ونعيمها بجربك
اكتسى وجهها بالحمرة تحت نظراته المتيمة بها ثم تقربت أكثر من رقدته ومالت برأسها عليه هامسة بسعادة طفرت على كافة حواسها
جربت منيك بس يكون في معلومك اني مبجتش لحالي
كيف يعني يا جمري!
قطمت شفاهها و رفعت نظراتها له تطالعه عن قرب بنظرة عاشقة قبل أن تبشره
ربنا كرمنا وعوض صبرنا خير وهيزيدنا واحد...أني حبلة يا حامد
اتسعت عينه وهمس بشدوه متسائلا
حبلة...حبلة...صوح ولا هتهزري معايا
لع صوح والحكيمة هي اللي جالتلي أني مكنتش واعية لحبلي وكنت مفوضة أمري لله ومهرضاش اعشمك واعشم حالي من تاني بس ربنا كريم
دمعت عينه فرحا ثم اتسعت بسمته