الأربعاء 18 ديسمبر 2024

رواية اخطائي الجزء الأول شهد محمد جادالله

انت في الصفحة 82 من 233 صفحات

موقع أيام نيوز


على أحد الارائك التي تتوسط ردهة منزله وقد قرر أن يبيت عليها اليوم ويفر من منار فلا ينقصه دلالها وحقا لم يكن بمزاج راق كي يتودد لها او يراضيها الآن فعقله يضج بالكثير واخر ما ينقصه هي لتشتد مداهمة تلك الحړب الطاحنة برأسه وتكاد تفتك به ويقرر أن يذهب في الغد بحجة أن يطمئن على أطفاله ويتسأل اين يمكثون أثناء تواجدها بالمشفى ويحاول أن يؤثر عليها ويقنعها بأعذاره وهو يعتقد أنها ستغفر له كما تفعل على الدوام عندما يقنعها انه لم يتعمد الأمر

غافل كون الحريق الذي انشبه بقلبها ألتهم كل شيء بأحشائها له ولم يتبقى حفنة واحدة كي تتشفع له.
عاد بها لقصر أبيها دون أن تتفوه بشيء طوال الطريق فقط بسمة هادئة تعتلى ثغرها وهي تتذكر تفاصيل يومها معه فلأول مرة تنعم بدفء اسري وترى ترابط صادق مفعم بالمحبة بهذا الشكل وكيف تفعل وهي ربيت وحيده وبين اسرة مفككة لم تحظى ابدا في كنفهم بالاهتمام والدفء والسکينة التي شعرت بها بمنزله البسيط. انتشلها من شرودها صوته الأجش 
وصلنا يا ميرال
رفعت نظراتها له بتيه قبل أن تلحظ توقف السيارة بها أمام بوابة القصر لتجلس بزاوية المقعد كي تكون بمواجهته وتقول بإمتنان 
شكرا على اليوم الحلو ده بجد انبسطت معاكم اوي
هز رأسه ببسمة هادئة ثم تمتم بتلقائية 
فعلا كان يوم حلو وشهد اتبسطت انها اتعرفت عليك أصل من يوم الملاهي وطمطم مبطلتش كلام عنك
اتسعت بسمتها وهمست بعفوية شديدة بعدما تذكرت ذلك اليوم الذي طبع في ذاكرتها للأبد 
يااااه اليوم ده كان حلو بشكل ...تعرف إني عمري ما هنساه ابدا
أيدها بحركة من رأسه بينما هي استأنفت
بنبرة صادقة مفعمة بمكنون قلبها 
أي حاجة بشاركك فيها بتبقى مميزة بالنسبالي و أي حاجة ليها علاقة بيك لازم احبها حتى أختك وبنتها حبتهم جدا و كنت مبسوطة معاهم وكأني اعرفهم من سنين واتمنيت لو كنت بنتمي ليك زيهم يا حمود
تلجم لسانه عندما خصته بذلك اللقب المحبب على قلبه وابتلع ريقه بحلق جاف لم يصدق أن تلميحها له أصبح أكثر وضوحا بهذا الشكل أتظنه غبي لهذا الحد! لا هو ليس كذلك فقد غرق بها منذ الوهلة الاولى ولكنه كان يجاهد كي يبدو عكس ذلك ولكن الآن تداعت عزيمته على الأخير ولم يبقى بها ذرة ثبات واحدة فلو عليه كان يود أن يصرح الآن ويعلن للعالم أجمع كونها هي من زلزلت قاع قلبه ونسبت ملكيتها له ولكن ماذا يفعل إن تفوه بمشاعره ستكون بمثابة وعد صريح لها ولم يتعود أن ينقض الوعود وكيف لا يفعل وتلك الفوارق اللعېنة تعيقه وتحيل بينه وبينها
أما هي فقد اصابها إحباط من عدم رده فكم ودت لو صړخت الآن بوجهه وأخبرته أنها لا تطيق حالة التلبد التي هو عليها ولكن خشيت ردة فعله فماذا لو لم يبادلها حقا! هل سيظل صديقها كما يطلق على تقاربهم أم ستخسره حينها! حقا هي تخشي أن تفقده لذلك تتعمد أن تلمح له وتنتظر ليبادر هو
ولكن يا ترى إلى متى سيدوم انتظارها
تنهدت تنهيدة مسهدة بضجيج مشاعرها ثم قالت والإحباط يحتل معالم وجهها 
تصبح على خير يا حمود
لم تنتظر أن يجيبها وتدلت من السيارة لتجد
زوجة ابيها تتربص بهم و تقف تربع كتفيها وتنظر لهم نظرات حادة مشټعلة أثناء اقترابها من موضع السيارة متسائلة بخبث 
كنت فين وراجعة منين ولا هو علشان باباك مشغول بتستغلي الوضع وعايشه حياتك
قلبت ميرال عيناها واخبرتها بسام فأخر شيء ينقصها هي 
ملكيش دعوة بيا لو سمحتي واظن بابي بنفسه قالك قبل كده متدخليش في اللي يخصني
قبضت دعاء على ذراعيها قائلة بحدة ما أن حاولت ميرال تخطيها 
تعالي هنا عيب لما تسيبني وتمشي وانا بكلمك
نفضت ميرال يدها وصاحت بغيظ وهي تسير للداخل بخطوات واسعة 
قولتلك ملكيش دعوة بيا
كان يشاهد ما يحدث من جلسته خلف المقود ولكنه لم يشأ أن يتدخل فتلك الصفراء لا يروقه طريقة حديثها بتاتا ويغشى أن يزلف لسانه معها
ولكن لسوء حظه أنها بادرت بفتح باب السيارة وقالت بنبرة آمرة استفزته 
انزل وقولي الهانم دي كانت فين
تدلى من السيارة وهو يلعن ذلك الموقف الغبي الذي وضعته به فماذا يخبرها الان أيخبرها انها كانت بمنزله! لا بالطبع لن يفعل بل حاول ان يتصنع الجهل قائلا 
انا سواق مش دادة حضرتك وكل اللي بعمله إني استناها في المكان اللي بتقولي عليه لكن معرفش بتروح فين
اعتلى حاجب دعاء بغيظ وحذرته 
اسمع أنا مش مرتحالك واظن أمرتك قبل

كده توصلي كل تحركاتها بس أنت طنشت وانا صابرة عليك بس علشان اختك لكن قسم بالله لو ما تكلمت وقولتلي الهانم دي بتعمل ايه من ورانا لكون طرداك وقاطعة عيشك
جز على نواجذه بقوة كي يتحكم بلجام نفسه ولكن كان الأمر ليس بيسير عليه فقد وجد كبرياءه ېصرخ قائلا دون أي تفكير بعقابات شيء 
قولتلك قبل كده الأرزاق على الله يا هانم وبعدين انت مش ولية
 

81  82  83 

انت في الصفحة 82 من 233 صفحات