الأربعاء 18 ديسمبر 2024

رواية اخطائي الجزء الأول شهد محمد جادالله

انت في الصفحة 84 من 233 صفحات

موقع أيام نيوز


تتخذ قرارا صحيحا تبني عليه حياتك أحيانا تكون القرارات القاسېة هي السبيل الوحيد لواقع أفضل و حقيقي الوقت يعالج كل شيء و يهدم كل شيء حتى الذكريات الجميلة و أنبل العواطف ټموت و يحل محلها نوع من الحكمة الباردة التي تجعل كل شيء يهدأ
أحمد خالد توفيق
كانت متحمسة للغاية لرؤيته حتى أنها لم تعطي أهتمام لتناول الفطور مع أبيها وزوجته رغم إلحاحه عليها بل كانت كل ما توده هو أن تراه وتنعم بصحبته تجهمت معالم وجهها عندما لم تجده بداخل السيارة ينتظرها فأخذت تبحث عنه بمحيط حديقة القصر لعله هنا أو هناك ولكن بلا جدوى لتقرر أن تسأل الحارس عنه قائلة

هو محمد مجاش النهاردة
هب الحارس من موضعه أمام البوابة وأجابها
لا ياهانم محمد أمبارح شد مع ست دعاءو مشى
تقلصت معالم وجهها وقبل أن يكمل حديثه كانت تهرول للداخل من جديد هادرة بنبرة هجومية لزوجة ابيها
انت اللي طردتيه مش كده ازاي تاخدي قرار زي ده من غير ما ترجعيلي
رمقتهادعاء ببسمة متشفية وكادت ترد لولآ تدخل فاضل بمحاولة بائسة منه أن يهدأ روعها
اهدي يا بنتي متعصبة ليه كده
كادت ميرال تجيبه لولآ أن دعاء
سبقتها قائلة بنبرة تحمل خبث مقيت بين جنباتها وهي تدعي عليه كي تجعل عودته مستحيلة للعمل مرة آخرى
السواق ده أنا اللي مشغلاه وأظن إني أنا برضو اللي مشيته مش فاهمة فين المشكلة وبعدين الولد ده وقح وقل أدبه عليا وكان لازم اطرده
دافعت ميرال باستماتة عنه
محمد مش قليل الأدب واكيد أنت اللي استفزتيه وبعدين هو من يوم ما جه هنا وهو شغال معايا وانا مرتاحة معاه ليه تمشيه
تكاثرت الشكوك برأسها من دفاعها عنه وحمئتها الغير مبررة بالمرة بالنسبة لها لتنظر لها نظرة مطولة كي تسبر أغوارها وتقول وهي تضيق عينيها
ومالك متعصبة كده ده حتة جربوع لا راح ولا جه وميستاهلش حمقتك دي كلها يا ميرال
استنكرت ميرال بإنفعال
محمد مش جربوع ومش من حقك تقللي منه أو من أي حد كلنا بشړ زي بعض
نفخت دعاء أوداجها وزجرت زوجها الذي كان يتابع بصمت مقيت حوارهم المحتد وكأنه كان ينتظر أشارتها كي ينوب الرد عنها بما اقنعته مسبقا
مفيهاش حاجة يا ميرال وبعدين دعاء عندها حق الولد غلط وكان لازم تطرده...
أنت بتصدقها يا بابي دي كدابة...
ميرال عيب كده واعملي اعتبار ليا وبعدين لو عايزة سواق خلاص عم مؤنس خلصت اجازته وهيرجع الشغل يبقى يوصلك ويجيبك
اعترضت هي
بس أنا كنت مرتاحة مع محمد يا بابي
تنهد فاضل وهو يطالع ساعة يده وينهض كي يغادر
ياريت متكبريش المواضيع وتديها أكبر من حجمها لو مش عايزة مؤنس خلاص اللي يريحك وانا معنديش مشكلة أنك ترجعي تسوقي تاني بنفسك عربيتك في الجراچ من يوم ما بتوع الصيانة رجعوها وهي مركونة ابقي خديها لو حابة...أنا اتأخرت على الشغل وعندي اجتماع مهم لازم امشي
لتختم دعاء الموقف بخبث لا مثيل له وهي بأهتمام زائف تدعي أنها تريد مصلحتها
اوعي تسمعي كلام ابوك وترجعي تسوقي بنفسك أنت سواقتك متهورة خالص وانا بخاف عليك اصبري يومين واجبلك سواق احسن منه
نفت ميرال برأسها واخبرتها بنبرة مستنفرة
ابعدي عني أنا مش عايزة حاجة منك...
غادرت هي بينما دعاء حانت منها بسمة شيطانية وهسهست بوعيد
يظهر أن في حاجات فايتاني يا ميرال ومعرفهاش عنك بس ملحوقة ومسيري أعرف وساعتها لو اللي في بالي كان صح يبقى يا ويلك مني انت والجربوع بتاعك.
كان يسير برفقة العساكر بمضض شديد يعترض على معاملتهم العڼيفة معه ويستغرب لم يشعرونه أنه قبض عليه بالجرم المشهود لتوه فكان يسستشيط غيظا ولم يكف عن سخطه وعجرفته طوال الطريق عندما يأمره أحد العساكر بالسير دون مماطلة حتى كانوا يجروا به او يدفعوه من ظهره وكأنه كالدابة التي تجر كي تلقى مصيرها المحتوم.
أمشي من سكات احسنلك قولنالك هتعرف كل حاجة من حضرت الظابط سليم بيه الكومي
قالها أحد العساكر وهو يدفعه داخل مكتب
ذلك الضابط الذي يجلس خلف مكتبه بكل عنجهية ووقار بتلك البنية الضخمة والملامح القاسېة التي تجعل كل من تسقط عينه عليه يرهبه بشدة فأقل ما يقول عنه إن هيئته مرعبة تبث الړعب في النفوس وبالفعل ذلك ما حدث عندما سقطت عين حسن عليه حين أدى العسكري التحية وقال برسمية
تمام يا فندم تم ضبط و إحضار حسن طايل زي ما أمرت ودي بطاقته
قالها وهو يضع أثبات الشخصية الذي أخذه منه مسبقا على مكتبه
رفع سليم نظراته الثاقبة إليه وتناول أثبات الشخصية وأشار للعسكري بالانصراف بينما حسن 
ابتلع ريقه وهو يرى نظراته المرعبة تكاد تخترقه وقال
ممكن افهم انا هنا ليه
شبح ابتسامة متغطرسة ظهرت على فم سليم وتلاها قوله بحدة أجفلت الأخر
مكنتش عايز تشرفنا ولا أيه يا حسن!
قال أخر جملة بحاجب مرفوع بترقب جعل حسن يبتلع ريقه ويجيبه بشجاعة مصطنعة
أنا معترضتش بس أكيد في

غلط انا مش مچرم ومعملتش حاجة واللي حصل معايا ده مش قانوني وأنا مش هسكت
قالها بإنفعال
 

83  84  85 

انت في الصفحة 84 من 233 صفحات