الابل
انت في الصفحة 2 من صفحتين
من جانبه، قال الشيخ عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر الشريف، إن هناك أماكن منهي عن الصلاة فيها مثل أعطان الإبل «لما فيها من نجاسات شأنها شأن المق1بر والحمامات، أي مكان به نجاسة نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة فيه،
فمعاطن الإبل مكان النجاسات والصلاة في المقةةبرة لا تجوز، وفي التويلت لا تجوز».وبخصوص مسألة خلق الإبل من الشياطين، أوضح الشيخ عبد الحميد الأطرش، أن هذا الموضوع به ضعف لأن الله تعالى قال «وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى
رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ » [النور 45].
وتابع «الأطرش»: «هذا نصًا قرآنيًا لا جدال فيه بأن كل دابة خلقت من ماء».
مَبارِك وأعطان الإبل
وبالعودة للحديث الشريف الذي ينهى عن الصلاة في أعطان الإبل، فقد ورد في تفسيره أنه قد علَّمَنا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أحكامَ الصَّلاةِ، وسُنَنَها وآدابَها، وكلَّ ما يَتعلَّقُ بكَيفيَّتِها، والأماكنِ الَّتي تَصِحُّ الصَّلاةُ فيها، أو لا تَصِحُّ.
ووفقا لتفسير الحديث: يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «إنْ لم تَجِدوا»، أي: إنْ لم تَجِدوا مكانًا، «إلَّا مَرابضَ الغَنَمِ»، وهو مَأْوَى الغنَمِ، ومَوضِعُ إقامتِها ومَبيتِها للاستراحةِ، «وأعطانَ الإبلِ»، وهو مَبْرَكُ ومكانُ نُزولِ الإبل حولَ الماءِ، والمعنى: مَن أرادَ الصَّلاةَ ولَم يَجِدْ إلَّا أماكنَ مَبيتِ ورَاحةِ الغَنَمِ أو الإبلِ، «فصَلُّوا في مَرابضِ الغَنَمِ».
وفي رِوايةِ أبي داودَ مِن حديثِ البَراءِ بنِ عازبٍ رَضِيَ اللهُ عنه: «صَلُّوا فيها؛ فإنَّها بَرَكَةٌ»، وهذه رُخْصةٌ مِن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالصَّلاةِ في أماكِنِ تَجمُّعِ الغَنَمِ؛ لأنَّها مَأْمونةُ الجانبِ، ولا تُؤذي أَحَدًا، وفيها بَركةٌ؛ مِن حيثُ هُدوؤُها ولِينُ جانبِها، وقِلَّةُ حرَكتِها.
«ولا تُصَلُّوا في أعطانِ الإبلِ؛ فإنَّها خُلِقَتْ مِن الشَّياطينِ»، قيل: إنَّها خُلِقتْ مِن جِنسٍ خُلِقتْ منه الشياطينُ، وقيل: إنَّ منها جِنسًا توالَدَ مِن نَعَمِ الجِنِّ ثم اختلَط هذا الجِنسُ بنَعَمِ الإنسِ، وقيل: يجوزُ أنَّها خُلِقتْ في أصلِها من نارٍ كما خُلِقتِ الجنُّ من نارٍ،
ثم توالدتْ كما توالدتِ الجنُّ، وقيل: نُسِبتِ الإبلُ إلى الشياطينِ لِما في أخلاقِها وطَبائِعها تُشبِهُ الشياطينَ كتوحُّشِ حركتِها ونُفرتِها، والعربُ تُسمِّي كلَّ ماردٍ شيطانًا، وهذا نَهْيٌ صَريحٌ عن الصَّلاةِ في أماكنِ نَومِ الإبلِ.