الأربعاء 18 ديسمبر 2024

رواية مزرعة الدموع بقلم مني سلامة (كاملة)

انت في الصفحة 110 من 188 صفحات

موقع أيام نيوز

 


يقلل من شأنها أو يحط من قدرها .. هى لن تتخلها عن ملابسها المحتشمة وحجابها لترضى من حولها أو ليقال عنها راقية .. فليقل من حولها ما يقولون طالما ترضى ربها ولا تعصيه .. فلا شئ آخر يعنيها .. كانت تثق بأن من أرضى الناس وأسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس .. لذلك كانت قاعدتها التى تضعها دائما ڼصب عينها .. من وجد الله فماذا فقد ومن فقد الله فماذا وجد

ذهبت ياسمين الى استراحة الغداء .. حاولت أن تتجنب النظر الى شيماء و مها حتى لا يطلبا منها الإنضمام اليهما .. ذهبت للجلوس برفقه ولاء وأصدقائها .. رحبت بها ولاء وعرفتها على الفتيات الثلاث الجالسات معها .. ظلت تستمع الى حديثهن المازح وتتشارك معهن فى الحوار والمزاح .. كانت سعيدة بصحبتهن للغاية .. أنهت غدائها وأثناء انصرافها وجدت مها توقفها قائله 
مش كنتى تعرفينا يا عروسه .. عشان نفرحلك
نظرت اليها ياسمين بدهشة .. فقالت مها بتشفى 
يا بنتى أنا مفيش حاجة هنا تستخبى عليا
قالت ياسمين پحده 
عرفتى منين 
قالت مها مبتسمه 
مصادرى الخاصه
قالت ياسمين بإندفاع وبدون تفكير 
البشمهندس عمر هو اللى قالك 
صمتت مها قليلا .. وشعرت بأنها تصيدت فرصة لتعكر صفو مزاجها فقالت 
مش هريحك هسيبك على نارك كده 
ثم تركتها وغادرت القاعة .. شعرت ياسمين بالحنق الشديد .. أ عمر من أخبرها .. ولماذا يخبرها .. لماذا أصلا يتحدث فى هذا الموضوع .. ألم ينتهى برفضها اياه .. أحقا يقصد ما قاله لها بأنه لن يتركها .. وبأنها أصبحت له وملكه .. أشعرتها تلك الكلمات بالقشعريرة .. حاولت نفض تلك الكلمات من رأسها .. وعادت فى طريقها الى المكتب .. لكنها لدهشتها دخلت لتجد عمر جالس فى مكانها يمسك بيده ميداليه مفاتيحها الموضوعه على المكتب يقلبها بين أصابعه .. رآته فتسمرت مكانها .. رآها فنهض ليقف فى مواجهتها .. ابتسم لها قائلا 
ازيك يا ياسمين
دخلت المكتب فأفسح لها الطريق .. جلست على مكتبها وأخرجت أحد الملفات وقلم وبدأت فى تدوين بعض الملحوظات دون أن تتحدث معه أو تنظر اليه .. استند بكفيه على المكتب وأخذ يتفحص وجهها .. والتعبيرات الغاضبة الواضحه عليه .. فسألها قائلا 
مالك فى حاجه ضايقتك 
نظرت اليه قائله 
أيوة 
ايه اللى مضايقك
قالت پحده 
انت
ابتسم لها ابتسامه أشاحت وجهها بسرعه حتى لا تقع تحت تاثير سحرها .. قال بصوت حانى 
مضايقه منى ليه
هبت واقف فى مواجهته .. فاعتدل فى وقفته قالت پحده 
أولا أنا مش حبه أبدا الاسلوب اللى انت بتكلمنى بيه لازم يبقى فى حدود بينا يا بشمهندس .. ثانيا كل شوية أشوفك أدامى أكن مفيش وراك حاجه فى المزرعة دى غيري .. ثالثا انت ليه قولت ل مها انك اتقدمتلى 
قال عمر بهدوء 
أولا أنا مش شايف انى تجاوزت حدودى معاكى فى الكلام .. ثانيا أيوة ورايا حاجات كتير فى المزرعة بس انتى أول اهتماماتى .. ثالثا أنا مبتكلمش مع الدكتور مها أو غيرها عن حاجه تخصنى
قالت بإستغراب 
أمال مين اللى قالها 
قال شارحا 
ممكن من ايناس بنت عمتى .. لأنهم يعرفوا بعض
شعرت ياسمين بالڠضب يشتغل بداخلها مرة أخرى على ذكر ايناس تلك .. وعاودتها ذكرى رؤيتهما معا متعانقان ..فقالت بشئ من الحده 
طيب لو سمحت عرف قرايبك ان الموضوع انتهى .. لانى مش حبه ان حد يتكلم معايا في الموضوع ده .. ولا حبه ان حد فى المزرعة يعرف الموضوع ده
اقترب برأسه منها لينظر الى عينيها مباشرة .. فارتجفت .. كانت نظرته صارمه حازمه مصممه .. قال بصوت وكأنه أتى من مكان سحيق 
ياسمين الموضوع منتهاش .. احنا لبعض .. دلوقتى ..بعد شهر .. بعد سنة .. ميهمنيش أستنى أد ايه .. المهم انك

فى الآخر هتبقى ليا أنا
ارتجف قلبها .. فخرج صوتها مرتجفا 
انت ليه مصر الإصرار ده
قال وقد لمعت عيناه 
انتى اللى عملتى فيا كده .. وخلتيني مش شايف غيرك .. لما ببصلك بحس ان فى حاجه قوية ربطانى بيكي .. وبتشدنى نحيتك .. مش عارف أتحرر منها 
ابتسم ابتسامه عذبه قائلا 
ولا عايز أتحرر منها
ألجمتها كلماته .. واشتعلت النيران فى وجنتيها .. فغادرت مسرعة .. كالعادة .. لتهرب منه .. ومن نفسها .
كانت ريهام فى مكتبها ټضرب بأصابعها على لوحة المفاتيح أمام الكمبيوتر .. عندما شعرت بأحدا يقف بجانبها رفعت رأسها لتفاجأ برؤية هانى يقف بجوارها مبتسما .. قائلا 
ازيك يا آنسه ريهام 
قالت له ببرود 
أفندم .. حضرتك عايز البشمهندس كرم فى حاجه
لأ .. أنا كنت عايز أتكلم معاكى فى الموضوع اللى فتحته معاكى .. يعني عايز رقم والدك .. أو ولى أمرك
ابتسم بحرج قائلا 
يعني بصراحة أنا معرفش تفاصيل أوى عنك .. وحابب أعرف شوية حاجات
وقفت وقالت له بنفاذ صبر 
دكتور هانى أنا مشغولة دلوقتى لو سمحت
وفجأة وجدت كرم يدخل الى المكتب يحمل ملف قائلا 
ريهام لو سمحتى عايز .......
قطع كلامه عندما وجد هانى فى المكتب وقف يتحدث الى
 

 

109  110  111 

انت في الصفحة 110 من 188 صفحات