الأربعاء 18 ديسمبر 2024

رواية مزرعة الدموع بقلم مني سلامة (كاملة)

انت في الصفحة 118 من 188 صفحات

موقع أيام نيوز

 


وهى تبتعد لتغادر المزرعة الټفت عمر الى ياسمين مرة أخرى يتفرس فى وجهها ويراقب كل خلجاته .. قالت له ياسمين وهى تحاول استجماع شتات نفسها 
لازم تطهر الچرح وتربطه .. متستهونش بيه
لمعت عيناه وابتسم لها قائلا بصوت هامس 
خاېفه عليا 
تحاشت النظر اليه وقالت 
أنا هروح أكمل شغلى .. بعد اذنك

أوقفها قائلا 
عارفه .. أنا كنت بدأت أيأس .. وأحس انى مش ممكن هعرف أخليكي تحبينى 
ثم ابتسم قائلا 
بس أنا دلوقتى اطمنت
شعرت بأن وجنتيها سارتا جمرتين مشتعلتين ونظرت اليه قائله بتوتر وبصوت مرتجف تدافع عن نفسها 
لو كان أى حد مكانك كنت هقلق برده أما أشوف قميصه غرقان ډم كده .. يعني مش حاجه خاصه بيك انت
أخفض رأسه قليلا ونظر فى عينيها مباشرة قائلا 
أنا مش صغير يا ياسمين .. أنا عارف كويس ايه اللى أنا شوفته فى عينيكي 
شعرت بالإرتباك .. خفضت بصرها ثم سارت فى اتجاه الباب .. الټفت عمر اليها قائلا بصوت عالى 
أيوة .. اهربى العادة
كانت بالفعل تعلم أنه محق .. محق فى الأمرين .. محق فيما رآه فى عينيها .. ومحق فى أنها تهرب.
ذهب عمر فى اتجاه بيت المزرعة ليجد أمه مقبله عليه تهتف فى لوعه 
عمر ايه اللى حصل .. ايه الډم ده
نظرت الى يده هاتفه 
مالك يا ابنى ايه اللى حصل
مسح عمر على كتفها وطمأنها قائلا 
متحفيش عليا أنا كويس ده چرح بسيط
هتفت فى لوعه 
چرح بسيط أمال ايه الډم ده 
قال شارحا 
ده ډم العامل اللى اټصاب كنت بحاول أطلع ايده اللى اتحشرت فى الماكنه 
قالت كريمه بقلق 
وهو فين دلوقتى
قالت عمر بأسى 
الإسعاف جم خدوه من شوية .. وأنا هطلع بس آخد شاور وأغير هدومى وأروحله على هناك
دخل عمر البيت ثم صعد الى غرفته .. دخلت كريمه البيت جلست على أحد المقاعد تلتقط أنفاسها وتهدئ من روعتها ثم صعدت الى غرفة ثريا التى كانت تجلس مع ايناس لتخبرهما بما حدث .. نهضت ايناس وطرقت باب غرفة عمر .. كان قد انتهى من ارتداء ملابسه .. فتح الباب ليجد ايناس أمامه .. سالته قائله بصوت ناعم 
عمر انت كويس .. ايه اللى طنط بتقوله ده
قال عمر 
محصلش حاجه .. الحمدلله
قالت ايناس بعتاب 
وانت مالك ومال العامل .. كنت تخلى أى حد من الرجاله الموجودين يساعده .. افرض كانت الماكنة ضيعت ايدك انت كمان
قال عمر بنفاذ صبر وضيق 
يعني أطلب من الرجاله الواقفين انهم يساعدوه وأنا مش راجل يعنى .. أقف أتفرج عليهم 
حاولت امتصاص غضبه قائله بصوت ناعم 
أنا بس كنت خاېفه عليك .. أول ما سمعت من طنط جيت على طول أطمن عليك
تمتم عمر 
شكرا يا ايناس 
أمسكت يده المصابه قائله 
مش هتروح للدكتور يشوفهالك 
نزع يده من يدها قائلا 
ان شاء الله .. يلا سلام
ثم نزل مسرعا وتوجه الى المستشفى التى أخذوا العامل اليها .. استقبله أحد الرجال الذين ذهبوا فى سيارة الإسعاف بصحبة العامل .. فسأله عمر بإهتمام 
ايه أخباره دلوقتى 
قال الرجل 
بيقولوا محتاج عمليات كتير عشان ايده ترجع زى الأول .. وأهله جوه قالبينها مناحه
دخل عمر فوجد امرأة بسيطة ترتدى السواد تبكى أمام غرفة العمليات وبجوارها رجل كبير يرتدى جلبابا ويبدو عليه البساطة هو الآخر وكان يبكى بحړقة ويتمتم بشفتيه بكلماته خافته .. قال الرجل الذى بصحبة عمر 
ده أبوه .. ودى أمه
اقترب عمر من الرجل قائلا 
متقلقش يا حج ان شاء الله هيقوم بالسلامه
قال الرجل 
يارب .. يارب
هتفت الأم فى حسره وسط شهقاتها 
يا عيني عليك يا ابنى .. ايدك راحت يا ابنى .. 
الټفت عمر اليها قائلا 
متقوليش كده يا حجه ان شاء الله هيبقى بخير
قالت له المرأة فى لوعه 
ده بيقولولك محتاج عمليات أد كده وأدوية أد كده .. واحنا ناس على أد حالنا 
واڼفجرت فى بكاء شديد
ربت عمر على كتفها قائلا 
متقلقيش كل مصاريف العمليات والأدوية أنا هدفعهم ان شاء الله .. وكمان مرتبه هيوصل أول كل شهر مش ناقص منه حاجه .. لحد ما يقوم بالسلامة ان شاء الله
نظرت المرأة اليه غير مصدقه وتمتمت 
انت مين يا ابنى وهتعمل معانا كده ليه 
قال عمر شارحا 
أنا عمر الألفى صاحب المزرعة اللى ابنك بيشتغل فيها .. وطالما اټصاب وهو بيشتغل فى المزرعة عندى يبأه أنا متكفل بكل مصاريف علاجه
أمسك الرجل يد

 ربنا يكرمك ويكفيك شړ طريقك ويباركلك فى صحتك وعفيتك يا قادر يا كريم
تأثر عمر للغاية من حالة والداه .. طلب من الرجل الذى بجواره أن يبقى فى المستشفى معهما و قام بحجز غرفة لهم كمرافقين للمريض
عاد عمر الى المزرعة .. خرج عمر من السيارة فأقبل عليه أيمن قائلا 
الحق يا عمر مخزن العلف ۏلع
صاح عمر فى فزع 
ايه .. ۏلع 
قال أسمن شارحا وهو ينهج 
أيوة بس متقلقش الرجاله طفوه
أسرع عمر الخطى الى مخزن العلف ليجد جزء كبير من العلف المخزن احترق تماما وتحول الى رماد .. نظر الى الرجال اللذين يحملون طفايات الحريق الصغيره وقال بلهفه 
حد اټصاب 
قال له أحد الرجال 
لأ
 

 

117  118  119 

انت في الصفحة 118 من 188 صفحات