الأربعاء 18 ديسمبر 2024

رواية مزرعة الدموع بقلم مني سلامة (كاملة)

انت في الصفحة 134 من 188 صفحات

موقع أيام نيوز

 


اقترب كرم من ريهام قائلا بحنان 
ريهام هدى نفسك شوية ان شاء الله هنلاقيها 
أجهشت فى البكاء مرة أخرى فأمسك كوب الماء الموضوع على الطاولة وأعطاها لها قائلا 
طب اشربي واهدى
أخذت منه الكوب ورشفت رشفتين ثم أعطته له .. قالت كريمه بحنان 
اطمنى يا حبيبتى ان شاء الله هى بخير ..وشوية وهنلاقيها هنا

قال نور 
طيب خلونا يا جماعة نفكر تفكير عملى .. مثلا لا قدر الله لما خرجت من البوابة ممكن تكون مشيت على الطريق وعربيه خبطتها وأكيد خدوها على المستشفى يبأه اللى نعمله دلوقتى اننا نتصلى بكل المستشفيات اللى فى المنصورة ونسأل عنها
أغمض عمر عيناه فى ألم وهو يشعر بالخۏف الشديد قام من فوره فقال له والده 
على فين
قال دون أن ينظر خلفه 
رايح المكتب اتصل بكل المستشفيات اللى فى الدليل
اتصل عمر بجميع المستشفيات واقسام الطوارئ دون جدوى .. شعر بالحنق والڠضب الشديد .. والخۏف والفزع فى آن واحد
أخذ مفتاح سيارته وتوجه الى الخارج .. أسرع كرم و أيمن خلفه .. قال له أيمن 
على فين يا عمر
لم يجيبه عمر وفتح باب سيارته .. فأشار أيمن ل كرم بالركوب فركبا الاثنان مع عمر دون سؤاله .. انطلق عمر بسيارته يشق طريقه خارج المزرعة .. نظر اليه كرم الجالس بجواره فوجد علامات التوتر على وجهه .. كان يسير بسيارته على غير هدى فى المناطق حول المزرعة .. كانت عيناه

تبحثان عنها فى لهفة .. قالت له أيمن الجالس فى الخلف 
متقلقش يا عمر ان شاء الله هنلاقيها
لم يجبه عمر .. بل لم يسمعه أصلا .. كل ما كان يسيطر على تفكيره .. أين هى ياسمين .. وماذا حدث لها .. أى بحاله جيده .. هل أصابها سوء .. كان قلبه ېنزف فى لوعه .. ظل يبحث ويبحث دون جدوى .. مرت ثلاث ساعات لم يتوقف فيها لخظه .. بحث كان يخرج من شارع ليدخل فى آخر .. وعيناه تبحث على الجانبين فى لهفه .. قال له كرم 
مفيش فايده من اللى بتعمله ده
هتف عمر فى ڠضب 
أمال عايزنى أعمل ايه .. أعد فى البيت حاطط ايدي على خدى وأنا مش عارف هى فين ولا ايه اللى حصلها
هدئه كرم قائلا
مش قصدى أضايقك يا عمر بس احنا بقالنا أكتر من 3 ساعات عمالين نلف ومفيش فايدة قال عمر بضيق بالغ 
طب أعمل ايه .. لو روحنا بلغنا هيقولولنا استنوا 24 ساعة .. اعمل ايه .. اعمل ايه
اقترح أيمن 
طيب تعالوا نرجع المزرعة تانى وندور فيها تانى .. يمكن تكون مثلا تعبت وهى أعده فى مكان وأغمى عليها مثلا .. تعالوا ندور تانى
صاح عمر پغضب 
بقولك الغفير شافها وهى خارجه من المزرعة .. يعني هى مش هناك
سكت كرم و أيمن حتى لا ينفعل عمر أكثر من ذلك .. كان من الواضح أن الڠضب قد بلغ من همبلغه .. لذلك آثرا الصمت .. رن هاتف أيمن فرد قائلا 
أيوة يا سماح
تعلقت به عينا عمر بلهفه فى المرآه .. قال أيمن 
لأ مفيش جديد .. حاضر هعرفك .. سلام
قال عمر بلهفه 
ايه 
مفيش بتسأل عرفنا حاجه ولا لاء 
ضړب عمر بقبضته بقوة على مقود السيارة قائلا 
هتكون راحت فين بس
ظلت ياسمين تبكى وتبكى .. كانت تخشى أن تتحرك من مكانها فيضربها ذلك الرجل الذى لا تراه .. وأخيرا سمعت باب يفتح ثم وقع أقدام تقترب .. ثم تنصرف مرة أخرى .. شعرت بوجود أكثر من شخص معها .. ثم خرجوا وأغلقوا الباب خلفهم .. قال مصطفى ل بسطويسي 
كله تمام خدت منها موبايلها ومعهاش أى حاجه تانية
مد يده بالموبايل الى بسطويسي الذى أخرج الشريحة وكسرها ثم هشم الموبايل تحت أقدامه .. قال له مصطفى بدهشة 
ليه عملت كده 
قال بسطويسى بسخرية 
متعرفش ان الموبايلات ممكن يتتبعوا اشارتها ويعرفوا المكان اللى الموبايل موجود فيه
هتف مصطفى 
آه عشان كده خلتنا نسيب موبايلاتنا فى القاهرة
أيوة
ابتسم مصطفى قائلا 
أحبيبي يا بسطويسى من غيرك كنت هضيع
قال بسطويسي بسخريه 
صحيح انت بشمهندس ومعاك شهادة .. لكن الدنيا بتعلم أكتر من المدارس يا هندسه
ابتسم مصطفى قائلا 
ده انت اللى هندسه
ثم قال بجديه 
قولى بأه هنعمل ايه بعد كده .. مش هنتصل بيهم 
قال بسطويسي 
اتقل .. كله بأوانه
بعد ساعتين أخرتين من السير والبحث .. عاد عمر بسيارته الى المزرعة مرة أخرى .. فتح باب البيت ليقوم عبد الحميد مسرعا قائلا بلهفه 
فى جديد يا بشمهندس 
هز عمر رأسه نفيا .. فوضع عبد الحميد يده على رأسه قائلا 
بنتى ضاعت .. بنتى ضاعت
قال له عمر بصرامة 
لأ مضعتش .. هنلاقيها .. ياسمين مضعتش هنلاقيها .. سليمة وكويسة
توجه عمر الى أقرب مقعد وتهالك عليه .. أسد رأسه بيديه وأغلق عينيه فى ألم .. اقتربت منه امه قائله بشفقه 
انت كويس يا عمر
أومأ برأسه دون أن يتحدث .. مسحت أمه على شعره .. ثم التفتت الى ريهام قائله 
تعالى يا بنتى ارتاحى فوق .. انتى هلكتى نفسك من العياط
قالت ريهام بوهن 
لأ شكرا
 

 

133  134  135 

انت في الصفحة 134 من 188 صفحات