الأربعاء 18 ديسمبر 2024

رواية مزرعة الدموع بقلم مني سلامة (كاملة)

انت في الصفحة 174 من 188 صفحات

موقع أيام نيوز

 


.. وكوب الشاى الذى برد .. علمت أنه فى المكتب لم يخرج .. نزلت ببطء .. طرقت باب المكتب بهدوء .. لم تسمع صوتا يدعوها للدخول .. وقفت .. ترددت .. لكنها أخيرا عزمت أمرها وفتحت الباب .. أطلت برأسها لتجد عمر جالسا على احدى الأرائك وبيده ألبوم صور .. رفع رأسه ليلقى عليها نظرة لا مباليه وكأن وجودها لا يعنيه ثم عاد ليقلب صفحات الألبوم .. دخلت ياسمين وأغلقت الباب خلفها .. جلست على الأريكة التى يجلس عليها لكنها تركت بينهما مسافة .. لم تعرف ماذا تقول .. هرب منها الكلام .. كانت تشعر بأحاسيس كثيره متناقضة .. كان مازالت يطالع الألبوم فى يده .. قالت دون ان تنظر اليه 

أنا مبفكرش أبدا فى مصطفى 
نظر اليها پغضب وحده .. نظرت اليه وأكملت 
أنا أصلا مكنتش بحبه يا عمر .. عمرى ما حبيته أبدا
رقت نظراته قليلا فأكملت 
أنا مكنتش أعرفه قبل الخطوبة .. هو شافنى واتقدملى .. كانت أول مرة أشوفه يوم ما اتقدملى .. واتخطبنا على طول .. واتجوزنا على طول 
ترك الألبوم من يده واعتدل فى جلسته .. ساد الصمت لفترة .. ثم قطعه قائلا 
يعني عمرك ما حسيتى بحاجه ناحيته
هزت رأسها بقوة قائله 
لأ
تفرس فيها قائلا 
ولا مرة 
قالت بثقه 
ولا مرة
أكملت قائله 
لما بفتكره مش بفتكره على انه جوزى خالص .. بفتكره على انه واحد غريب .. عمرى ما قدرت أفهمه .. ولا عايزة أفهمه
أومأ برأسه وقد فهم ما قالت .. قال بهدوء 
أنا اسف على الله قولته
قالت بأسى 
وأنا اسفة على اللى عملته
نظر اليها بصمت فأكملت قائله 
عمر .. أنا كنت طول عمرى فى حالى .. عمر ما كان ليا علاقات بحد .. حتى صحابي أيام الكلية كانوا معدودين على الصوابع .. لانى مش برضى أصاحب أى حد .. مبصحبش غير البنت اللى بثق فيها وبحس انها شبهى .. ومفيش منهم غير سماح هى اللى علاقتنا متقطعتش من أيام الجامعة ..
نظرت اليه پألم وحيرة قائله 
يعني اللى عايزة أفهمهولك .. انى معنديش خبرة فى أى حاجه .. وحسه ان فى حاجات كتير أول مرة أتعرضلها .. ومش قادرة أحكم على مشاعرى صح .. حتى أفكارى حساها مشوشة
اقترب منها .. ثم قال 
أنا آسف انى اتسرعت 
رفعت رأسها لتنظر الى عينيه قائله 
لأ انت متسرعتش .. ده حقك .. بس أنا محتاجه وقت أطول .. فى حاجات كتير جوايا محتاجه أظبطها الأول
أمسك كفيها بيده وقال 
طيب ليه ما تتكلميش معايا فى الحاجات اللى جواكى دى .. ونظبطها سوا
ابتسمت قائله 
اوعدك .. انى هحاول أعمل اللى انت بتقوله .. وانى فعلا أقولك على كل اللى جوايا .. أنا بس محتاجة وقت 
تبللت عيناها بالدموع ونظرت اليه برجاء قائله بصوت أوشك على البكاء 
المهم بس انت متزعلش منى .. أنا مش عايزاك تزعل منى يا عمر .. انا عارفه انى تعباك معايا .. بس حاول تفهمنى ومتزعلش منى
أمسك وجهها وقبل جبينها قائلا بجديه 
طيب ممكن تبطلى عياط .. مش عايز أشوف دموع فى عنيكي أبدا .. وأنا مش زعلان منك .. ومش ممكن أزعل منك .. الحاجة الوحيدة اللى تزعلنى منك هى بعدك عنى .. لكن طالما انتى معايا خلاص .. هصبر لحد ما انتى اللى تقوليلي أنا عايزاك يا عمر .. أنا نفسي أبقى مراتك بجد يا عمر .. أنا بحبك يا عمر
ابتسمت له .. وقالت وهى تنظر الى عينيه ساهمه 
انت حنين أوى على فكرة
ابتسم لها .. فأكملت 
وطيب أوى .. ومريح أوى .. وراجل أوى .. وشهم أوى ..
اقترب برأسه منها حتى أسند رأسه على جبينها قائلا 
طيب اسكتى بأه بدل ما تشوفيني مچنون أوى
تلاقت أعينهما وابتسامتهما .. اعتدلت فى جلستها قائله 
بما انها جلسه مصارحه فأحب أسألك سؤال 
أجاب مبتسما 
اسألي
قالت بهدوء 
يعني انا عارفه انك كنت خاطب قبل كده
صمتت لتراقب تعبيرات وجهه الساكنه .. ثم أكملت 
يعني اللى سمعته انها كانت مختلفة عنى .. حتى ماما كريمه قالتلى كده
أومأ برأسه دون أن يتكلم .. فأكملت 
ليه 
ايه اللى ليه 
ليه اخترتها 
صمت وبدا عليه التفكير .. ثم

نظر اليها قائلا 
اخترتها لانى كنت فاكر انى ممكن أغيرها .. بس هى كانت بعيده أوى أوى عنى .. بعيده بعد صعب انى أقربه .. خطوبتى ليها كانت من اكتر الحاجات اللى ندمت عليها فى حياتي
تفرست ياسمين فى وجهه تراقب تعبيراته وقالت 
فى حاجات كتير ندمت عليها 
بدا ليه التفكر ثم قال 
مش كتير أوى .. بس أى انسان عنده غلطات قاتله أكيد بيندم عليها
شعرت بالألم يغزو قلبها .. اقتربت منه .. اندهش عندما وجدها تمسك يده بيدها .. نظر اليها فقالت بحنان 
المهم اننا نندم فعلا على الغلطة دى ونستغفر ربنا كتير عشان يغفرهالنا .. ومنكررش أبدا الغلطة دى تانى مهما حصل
قال بهدوء 
صح كلامك مظبوط
سألته بلهفه
يعني انت ندمت على الغلطات دى
أومأ برأسه 
أيوة ندمت 
ابتسمت .. شعرت بالراحة تسرى فى كيانها .. قالت له بحماس وبأعين
 

 

173  174  175 

انت في الصفحة 174 من 188 صفحات