الأربعاء 18 ديسمبر 2024

رواية مزرعة الدموع بقلم مني سلامة (كاملة)

انت في الصفحة 67 من 188 صفحات

موقع أيام نيوز

 


المړض ساعديني أدخل أتكلم مع رئيس العمال يمكن يرضى يرجعنى تانى
كاد قلب ياسمين أن ينفطر لحال تلك السيدة المسكينة وقررت أن تساعدها فقالت لها 
طيب أنا هساعدك يا حجه وهشرحلهم ظروفك تعالى بكرة فى نفس المعاد وأنا أقولك عملت ايه
حاولت السيدة تقبيل يدها فسحبتها ياسمين بسرعة قالت لها 
ربنا يباركلك يا بنتى ويكفيكي شړ طريقك أنا كل يوم باجى هنا هاجى بكرة ويارب أسمع خبر حلو

ابتسمت لها ياسمين فى حنو وربتت على كتفها قائله 
ادعى ربنا وان شاء الله يرجعوكى الشغل تانى
تركتها ياسمين ودخلت وهى متأثره بشدة كيف يطردون سيدة مثلها وهى فى أمس الحاجة للمال توجهت الى المبنى الإدارى حيث مكتب عمر طرقته طرقات خفيفة سمعت صوت من الداخل 
اتفضل
دخلت رفع عمر رأسه ليجدها أمامه هز رأسه لتتقدم تركت الباب مفتوحا كما المرة الماضية ودخلت وقفت أمام المكتب قائله 
صباح الخير يا بشمهندس
رد عمر 
صباح النور
نظر عمر الى الباب المفتوح ثم نظر اليها قائلا 
هو مينفعش الباب يتقفل لازم اللى رايح واللى جاى يتفرج علينا
ارتبكت ياسمين نظرت الى الباب ثم اليه كان يرقب ردود أفعالها قالت بتوتر 
آسفه مش هينفع أقفله
همت بالإنصراف ثم قالت 
خلاص مفيش مشكلة شكرا
أوقفها عمر قائلا 
استنى
الفتت اليه فنظر اليها قائلا 
انتى على طول متسرعة كدة
صمتت ولم تجب أشار برأسه الى الكرسي أمام المكتب قائلا بصرامة 
اعدى
تقدمت ياسمين وجلست نظر اليها كانت تحاول استجماع قواها وترتيب
أفكرها صمتت لحظات ثم التفتت اليه تنظر اليه قائله 
فى واحدة كانت بتشتغل هنا فى الحلب هى ست كبيرة فى السن وشكلها على أد حالها كانت واقفة على البوابة الراجل مش راضى يدخلها اتكلمت معاها طردوها من الشغل عشان كانت بتغيب كتير بس هى معذوره ابنها كان تعبان فى المستشفى وهى كنت أعده جمبه
كان عمر يراقبها وهى تتحدث وعلى وجهها ملامح التأثر لحال تلك السيدة بلعت ريقها ثم استطردت قائله 
هى غلبانه أوى وملهاش شغل تانى تصرف منه على ولادها يعني لو ينفع يعني حضرتك 
قاطعها قائلا 
بتتوسطيلها عندى يعني 
بللت شفيها بلسانها وقد شعرت أن حلقها جاف من التوتر قالت 
لو ينفع حضرتك ترجعها الشغل تانى يبقى خدت فيها ثواب لأن فعلا شكلها محتاجة للشغل أوى
صمت عمر لحظات ثم نظر اليها قائلا 
لو فعلا مشوها للسبب ده يعني بسبب غيابها فأنا هقول لرئيس العمال يرجعها تانى
لم تصدق ياسمين ما سمعت شعرت بفرحة عارمة أن استطاعت مساعدة تلك السيدة الفقيرة نظرت الى عمر وهتفت والابتسامه تعلو شفتيها 
بجد يعني هترجعوها الشغل 
راقب عمر ابتسامتها والفرحة التى تعلو وجهها من أجل سيدة لا تعرفها ولم تلتقى بها من قبل ساد الصمت لاحظت ياسمين تفرسه فيها فشعرت بحمرة الخجل وهى تتصاعد الى وجنتيها فخفضت بصرها قال بعد برهه 
أيوة لو كان زى ما قالت هو ده السبب اللى طردوها عشانه يعني متكنش عملت حاجه غلط سړقت مثلا أو سببت تلفيات 
شكرته ياسمين قائلا 
شكرا لحضرتك وهى عامة بتيجي تقف كل يوم أدام البوابة وهى هتيجي بكرة عشان تعرف اذا كانت هترجع الشغل ولا لأ
هز عمر رأسه فنهضت ياسمين ونظرت اليه قائله 
متشكره مرة تانية
ثم خرجت وأغلقت الباب وراءها ظل عمر ينظر الى الباب المغلق و هو يفكر فى رقة قلب تلك الفتاة التى شعرت الفرح الذى أنار وجهها من أجل تلك السيدة الفقيرة كم هى رقيقه تحب الخير للآخرين كان مستغرقا فى تفكيره عندما طرق أيمن الباب ودخل قائلا ببشاشة 
ازيك يا عمر
ابتسم له عمر قائلا 
تمام الحمد لله
جلس أيمن على المقعد التى كانت تجلس فيه ياسمين منذ قليل تفرس فى صديقه الشارد الذهن قائلا 
ايه مالك فى ايه
ابتسم عمر قائلا 
لا أبدا مفيش حاجه 
قال أيمن لصديقه وهو يشير الى ذراعه اليسرى الموضوعه على المكتب 
أخبار دراعك ايه دلوقتى
رفع عمر ذراعه ونظر اليه قائلا 
الحمد لله أحسن كتير من ساعة ما فكيت الجبس وأنا مواظب على العلاج الطبيعي وحاسس بتحسن المشكلة بس انى كل فترة بحس فيها بتنميل شديد ومبكنش قادر احركها
قال أيمن بقلق 
ما قولتش للدكتور اللى متابع معاك الكلام ده ليه
تنهد عمر قائلا 
قولتله وقالى طبيعي ده نتيجه لضعف الأعصاب فى دراعى بعد الحاډثة وان العلاج الطبيعي هيقوى الأعصاب وهترجع ايدي تانى زى الأول
حث أيمن صديقه قائلا 
يبأه ركز فى موضوع العلاج ده ومتهملوش يا عمر
ابتسم له عمر فى صمت ثم استأذن أيمن فى الإنصراف الى عمله .
دخلت ياسمين غرفتها لتجد ريهام جالسه على فراشها هبت واقفه بمجرد أن رأتها وقالت 
أخيرا شرفتى سيادتك
قالت ياسمين وهى تغير ملابسها
 

 

66  67  68 

انت في الصفحة 67 من 188 صفحات