الأربعاء 18 ديسمبر 2024

رواية مزرعة الدموع بقلم مني سلامة (كاملة)

انت في الصفحة 79 من 188 صفحات

موقع أيام نيوز

 


الولادة فقالت للمرأة 
دي بتولد 
هتفت المرأة قائله 
عارفة يا بنتى انها بتولد بس بألها ساعة پتتوجع ونايمة على جمبها ومش عارفه اتصرف والواد ابنى راح ينادى لجوزى ولسه مرجعش خاېفه لټموت منى 
تفحصت ياسمين الفرس لتجد كيس أحمر اللون ولا أثر للمهر فقالت للمرأة 
مش هينفع نستنى أكتر دى عندها عسر ولاده لازم نقطع المشيمة ونولدها دلوقتى 

أخذت المرأة تلطم وجهها قائله 
عسر ولاده يعني ھتموت
ڼهرتها ياسمين قائله 
يا حجه حرام اللى انتى بتعمليه ده دوريلى على حاجه حاده يعني مقص سکينه أى حاجه حاميه 
هرولت المرأة الى بيتها الذى يبعد أمتار قليلة وعادت حاملة مقص جلست ياسمين بجوار الفرس أخذت تمسح على جسمها بيدها وطلبت من المرأه أن تجلس بجوار رأس الفرس وتمرر يدها على وجهها لتطمئنها أخذت بقص المشيمة وحاولت مساعدتها على سحب المهر الى الخارج أثناء انهماكها فى عملها مرت سيارة عمر فى طريق عودته الى المزرعة لفت نظره الفتاة المنحنية على الفرس الراقد تحت ظل احدى الأشجار نظر الى الخلف ليتبين هيئة ياسمين عاد قليلا الى الخلف وأوقف السيارة على جانب الطريق ونزل ليتبين الأمر ماذا تفعل هنا ومن تلك المرأة الجالسه بجوار المهر اقترب منهما وكانت ياسمين قد بلغ منها التعب مبلغه فلم تستطع بجسدها النحيل أداء المهمة بمفردها اقترب عمر قائلا 
بتعملى ايه هنا 
نظرت اليه وقالت بلهفة 
بسرعة تعالى ساعدنى
وقف عمر لبرهه وكأنه لا يعى ما تقول فأعادت ما قالت پحده 
بسرعة بقولك
جلس عمر الى جوارها ولا يدرى ماذا يصنع فأعطته قدم المهر وأمسكت هى بما ظهر من الجسم تحاول جذبه للخارج جذب عمر قدم الفرس بقوة فصاحت به 
 استنى لازم مامتها تشمها وتنضفها الأول
سألها عمر فى دهشة 
ليه
قالت مبتسمة وهى تنظر الى المهره الصغيره فى حنان 
عشان تتعرف عليها
هشت المرأة وبشت وأخذت تزغرط وكأن ابنتها هى التى كانت تلد مثل هؤلاء الفلاحين البسطاء يعتزون بدوابهم جدا وكأنها فرد من أفراد أسرتهم خاصة لو كانت هى مصدر رزقهم 
كانت ملابس عمر و ياسمين فى حالة يرثى لها من افرازات الولاده نظرت ياسمين الى ملابسها ولا تدرى ماذا تصنع كيف ستوقف سيارة بملابسها المتسخة لتعود الى المزرعة أخرجتها المرأة العجوز من حيرتها وقالت هاتفه فى فرح 
احنا لازم نكرمكوا بركه ولاده المهر وتعالت الزغايد مرة أخرى عندئذ أقبل رجل كبير ومعه غلام صغير ضړبت المرأة الغلام على رأسه قائلا 
كل ده بتنادى لأبوك يا وله
قال الولد معتذرا 
والله يامه دخت على مالقيته فى الغيط
أقبل الرجل فرحا جلس بجوار الفرس وهو يمسح بيده على رأسها مرددا 
اللهم لك الحمد والشكر
قالت له زوجته الهانم والبيه هما اللى ولدوا الفرسه يا حج
قام الرجل الطيب من فوره ومد يده الى عمر قائلا 
جميلكوا ده على الراس والعين 
سلم عليه عمر قائلا 
مبروك عليكوا المهر
صححت ياسمين قائله 
مهره
الټفت الرجل الى ياسمين قائلا 
مدام مهره وانتى اللى ولدتيها يبقى تتسمى على اسمك اسمك ايه 
ابتسمت ياسمين بخجل قائله 
ياسمين 
قال الرجل فى فرح 
الله عاشت الأسامى يا ست ياسمين خلاص المهره نسميها ياسمين 
سمعت عمر الواقف الى جوارها يقول لها مبتسما 
الحمد لله انه مطلعش مهر كان زمانهم سموه عمر
ضحكت ياسمين ضحكه خافته أصر الرجل والمرأة على تقديم واجب الضيافة
ل ياسمين و عمر وحلف الرجل بأغلظ الأيمان فإنصاع له الاثنان كان بيتهم ضعير مبنى بالطوب خرجت المرأة الى ياسمين حاملة جلباب مطوى وأعطته لها وأعطت جلبابا الى عمر نظرت ياسمين الى ما بيدها وقالت لها محرجه 
متشكرة أوى بس .
ايه يا بنتى هتكسفيني ولا ايه ده احنا لو نطول نقدملكوا حته من السما كنا قدمناها أدخلت المرأة ياسمين الى حجرة صغيرة تحتوى على فراش موضوع على الأرض علمت ياسمين أن هذه هى غرفة المرأة ارتدت ياسمين الجلباب النظيف ونظرت الى مرآه صغيره متآكله موضوعه على الأرض كان جلباب واسع ذو لون أخضر مطعم بالورود الصغيرة الحمراء وطرحه من نفس لون ونوع الجلباب نظرت ياسمين الى نفسها وضحكت ضحكة خافته لهيئتها التى لم تعتاد عليها
حملت ياسمين ملابسها المتسخة وخرجت من الغرفة لتقابل عمر فى مواجهتها وهو
 

 

78  79  80 

انت في الصفحة 79 من 188 صفحات