رواية قطة في عرين الاسود
وهو يتابعه بنظراته .. قال له مراد
مين ده
الټفت اليه جمال قائلا
عم مرتى
بس شكله مضايق منك
ابتسم جمال بسخرية قائلا
تعالى تعالى متشغلش بالك كتير
متأكد انها بنت
خيري السمري
ألقى حسن المنفلوطى هذا السؤال على أحد رجاله الذى رد قائلا
أييوه متأكد .. وكتب كتابها هى و جمال السباعى آخر الاسبوع
يعني بنت خيري هياخدها ابن سباعى
ثم الټفت الى الرجل قائلا
لسه مفيش أخبارك عن خيري السمري أو خيري الهواري
لأ يا حاج حسن مظهرش ولا واحد منيهم
قال حسن
قال الرجل
وان مظهرش
قال حسن بحزم
ان مظهرش ومعرفتش أوصله لا هو ولا خيري الهواري .. يبجى لازمن الفرح ده يتحول لبركة ډم .. والعيلتين يجعوا فى بعض
آتى اليوم الموعود وتعالت الزغاريد فى بيت عبد الرحمن كانت مريم تنظر الى ما حولها وكأن الأمر لا يعنيها .. كانت عازمة ومصرة على رفض هذا الزواج وأن تقف أمام هذا الظلم الذى وقع عليها .. لن تسمح لهذا المدعو جمال أن يحقق غرضه مهما كان السبب الذى دفعه لأن يفعل ذلك ويتزوجها بهذه الطريقه المهينه .. أصرت جدتها على ارتداء احدى العباءات المنقوشة .. امتثلت لطلب جدتها بعد الحاح لكنها اصرت على عدم وضع أى زينه .. لبست عبائتها المزركشة وارتدت حجابها والتف حولها النساء يصفقون ويغنون وهى جالسه بينهم فى هدوء
هو مين هاد
أشار الرجل الى مراد الجالس بجوار سباعى ويتحدثان معا .. قال له الرجل
أومأ الرجل المندس برأسه وهو ينظر الى مراد بتمعن متفحصا اياه .. ذهب وسأل أحد الرجال من عائله السمري عن مراد فرد الرجل
معرفش يا ولد العم .. اللى أعرفه انه جاعد فى بيت سباعى .. يمكن ابن حد من جرايبه .. معرفش بالظبط
اقتربت زوجة سباعى من بهيرة النائمة فى فراشها والتفتت الى الخادمة قائله بهمس
خلى بالك منيها .. من ساعة ما اجت من مصر وهى تعبانه ومبتتحركش من السرير من ألم ضهرها ومن الضغط اللى عنديها .. لو فاجت واحتاجت حاجه متخليهاش تنزل من فرشتها وهاتيهالها انتى
حاضر يا حجه متجلجليش ست بهيره فى عنيا .. مبروك ل جمال بيه
الله يبارك فيكي .. يلا فتك بعافيه اتاخرت عليهم
غادرت زوجة سباعى وماهى الا لحظات حتى أفاقت بهيرة وحاولت الجلسو .. أسرعت الخادمة اليها قائله
عايزة حاجه يا ست بهيرة
قالت بهيرة بصوت خاڤت من التعب
هما اهنه ولا مشيوا
لا مشيوا راحلوا كلياتهم كتب الكتاب
أومأت بهيرة برأسها فأكملت الخادمة
والله سي جمال ده راجل ولا كل الرجاله مش عارفه ايه بس اللى وجعه فى العيلة دى
تمتمت بهيرة قائله
وآنى كمان مش عارفه اشمعنى اختار بنت عبد الرحمن .. ما البنات مليين البلد
قالت الخادمة
لا يا ست بهيرة مش بنت عبد الرحمن
التفتت اليها بهيرة وقالت بضعف
بتجولى ايه يا بت .. هيتجوز بنت عبد الرحمن
لا يا ست بهيرة هيتجوز حفيدة عبد الرحمن
قالت بهيرة بدهشة
حفيدته مين .. عبد الرحمن معندوش حفيدة
ابتسمت الخادمة قائله
لا عنده .. بنت ابنه خيري .. لجوها من فترة وجابوها تعيش حداهم
اتسعت عينا بهيرة من الدهشة وقالت وعلامات الصدمة على وجهها
جمال هيتجوز بنت خيري عبد الرحمن
اييوه
هبت جالسه مكانها وكأنها تناست مرضها وآلامها وهتفت قائله
انتى متأكده
قالت الخادمة بتوتر
ايوة متأكده
أزاحت بهيرة الغطاء پعنف وصاحت بصوت مرتجف وهى تغادر فراشها
مستحيل يتجوزها جمال .. مستحيل
لكنها
ما كادت تقف حتى سقطت على الأرض مغشيا عليها .
ذهبت زوجة سباعى الى بيت عبد الرحمن واستقبلتها زوجة عبد الرحمن وأجلستها مع النساء فى الغرفة .. تطلعت زوجة سباعى الى مريم من رأسها الى أخمص قدمها وقالت بتهكم
هى مش هتيجي تسلم عليا وتبوس يدي ولا اييه
قالت زوجة عبد الرحمن ل مريم
جومى يا بنتى سلمى على حماتك وبوسى يدها
قامت مريم وتوجهت اليها قائله
ازيك حضرتك
قالت لها بتهكم
امنيحه
عادت مريم أدراجها وجلست مكانها دون أن تفكر حتى فى تقبيل يد المرأة .. استمرت النساء فى التصفيق والغناء .. كانت هناك عينان تتطلعان الى مريم پحقد وحسد وغل دفين .. عينا صباح كانت تشعر پالنار تأكلها من كل جانب .. فها هى تلك الفتاة ستصبح بعد لحظات زوجة لحبيبها .. حبيبها الذى انتظرته سنوات طوال .. وملك حبه كل كيانها .. نظرت اليها وكأنها تريد تقطيع أوصالها