الأربعاء 18 ديسمبر 2024

حكايه شهد مع الايام

انت في الصفحة 2 من 21 صفحات

موقع أيام نيوز


ده رجع الجيران حملينه ماټ وهو شغال فى المحل ومن يومها الدنيا اسودت فى وجهى والمحل صاحبه اخده لان ما حدش بقى شغال فيه واتقفل مصدر رزقنا وفضلت والدتى تعافر مع الدنيا واشتغلت كل شغله ممكن حد يشتغلها عشان يقدر يوفر لقمة العيش بس ماقدرتش تتحمل العيشه والايجار لوحدها فبعد كام سنه تحملتهم أتقدم ليها واحد مقطوع من شجره زينا صحيح كان متجوز قبل كده بس طلق وما كنش مخلف فوجدته مناسب لانه معندوش اولاد وبالتالى هيعاملنى كويس وبدأت الأمور تتصلح شويه لحد ما فى يوم والدتى طلبت منى نروح عند دكتور نساء عشان زوجها مسافر يخلص شغل مع المهندس اللى شغال معاه فى محافظه اخرى وهيقعدوا شهر تقريبا وهى حاسه انها تعبانه 

وفعلا رحت معاها للدكتور وعرفنا أنها حامل وللأسف زوج والدتى 
وهو راجع مع العمال بعد الانتهاء من عمالهم السياره اللى كانوا فيها عملت حاډثه واتوفى هو ثلاث عمال اخرين 
والخبر وصل لينا وكأن الايام بتعيد نفسها وتعبت نفسية والدتى ورجعت الايام اسيت تانى علينا صحيح المهندس صرف لينا مبلغ عيشنا فتره بس مصاريف الولاده وإيجار الشقه ومصاريف البيت اقضت على المبلغ كله وأثناء الولاده الدنيا كملت عليا واټوفت والدتى اثناء الولاده وسابت لى طفلتين تؤم وماټت وسابتنى بيهم لحد ما بقيت هتجنن وكنت بوفر انى اكل عشان ازود ليهم يوم اقدر اوفر ليهم فيه الاكل بس خلاص الفلوس خلصت وبكائهم من الجوع بيموتنى كل لحظه دورت على شغل فى كل حته بس مالقتش وكنت بفضل الف فى الشوارع وانا شيلاهم على ايدى لحد ما بقتش قادره اتحمل صراخهم وبكائهم وعشان اخلص من صړاخها سبتهم عند واحده جارتى عجوز وقولت ليها انى خمس دقايق وراجعه وجيت عشان ارمى نفسي من هنا وأخلص
حازم والدموع نزلت على خده 
طب مافكرتيش لما ترمى نفسك وتموتى هما هيحصل ليهم ايه ما هيموتوا هما كمان
شهد هما بقى ربنا يتولاهم كنت عاوزنى افضل اتفرج عليهم وهما بيموتى امامى من الجوع لحظه بلحظه 
حازم اركبى يا مجنونه السياره وتعالى انتى فاكره لما تموتى نفسك كده اتحلت وارتحتى 
شهد اكيد هو ده الحل اللى هيرحنى انت معندكش فكره انك تسمع أطفال بيبكوا من الجوع وبيصرخوا وانت قاعد بتتفرج عليهم
حازم دا انتى تقعدى تشحتى او تسرقى وتأكليهم ارحم من انك تموتى نفسك وتسبيهم يموتوا من الجوع اتفضلى اركبي 
شهد عاوز منى ايه سبنى اخلص بقى انا تعبت ومش قادره استحمل صوت صريخهم اللى محاصرنى
حازم بزعيق بقولك اركبي بسرعه 
شهد اركب ليه هنروح على فين
حازم يعنى هنروح على فين هنتفسح يعنى هنروح على المكان اللى سيبه فيه اخواتك
وطلع بالسياره
شهد وبعد ما نجيب اخواتى ايه اللى هيحصل يعنى 
حازم هنجبهم وهتيجى تعيشوا معايا
انا قاعد لوحدى وعاوز حد يكون ونيس ويشوف احتياجاتى
شهد لا نزلنى انت فهمتني غلط انا صحيح مش لاقيه اكل ولا ااكل اخواتى إنما لسه ما بعتش نفسي ولو كنت اقدر اعمل كده ما كنتش رحت عشان اڼتحر وسبت اخواتى بيصرخوا من الجوع
حازم يابنتى انتى اللى فهمتينى غلط كل الحكايه انى سايب أهلى وجيت عيشت هنا عشان شغلى وانا هنا عايش لوحدى وبخدم نفسي بنفسي دا انا اكلى كله من بره وغسيلى بغسله فى المغسله والشقه بتيجى واحده تنظف وبتكلف فلوس كتير سواء من ده او من ده انتى هتيجى انتى واخواتك وتكونى مسؤوله عن البيت وليكى غرفتك تقفليها عليكم وكمان اللى كنت بدفعه لكل دول هدهولك فى شكل مرتب ها ايه رايك
شهد بس انت لوحدك فى الشقه وما ينفعش اعيش معاك لوحدنا
حازم اوعدك اكون زى اخوكى ياستى جربى ولو لقتينى كده ولا كده خدى اخواتك وامشي مش احسن من الاڼتحار ومۏت اخواتك بعدك
شهداوعاك تكون ملاوع ومن شباب اليومين دول اللى بيضحكوا على البنات انا شړانيه انت ماتعرفنيش
حازم يابنتى بقولك انا شاب ريفى جى من البلد يعنى حاجه كده زى ما بيقولوا خام
شهد يا سلام يا اخويا يا خوفى من اللى بيقولوا على نفسهم كده
بس تعرف لو طلعت كده ولا كده ھقتلك واقتل نفسي
وفضلوا يتكلموا وتقول ليه ادخل هنا وبعدين هنا 
حازم استغرب المكان بس يابنتى دا
 

انت في الصفحة 2 من 21 صفحات