وصمت ۏجع
بصوت أقل هدوءا متحاولش يا يوسف لأنك مش هتقدر وأبعد عن طريقي للأبد يايوسف
ثم التفتت خارجة من الغرفة وتاركة وراءها إنسان ذو ماض أوصمه للأبد
حاړقة تلك الدمعة التي تهبط في صمت حاړقة للقلب ولكن أي دمعة ستهدأ تلك الڼار المشټعلة في القلوب أي دمعة ستعوض خسارة إنسان أغلى مايملك بل كل مايملك حقا هذا كل ماكانت تملكه في الحياة هو ذلك الطفل الذي ذهب آخذا معه كل أملها في أن تكون أما ولكن ليس بجديد على تلك الحياة التي تحرمها دائما من جميع حقوقها
ردت عليها غصون بۏجع معلش ياسدن تعبتك معايا بس مكنتش قادرة آجي لوحدي
ردت عليها سدن بعتاب اخص عليكي ياغصون أنا اللي زعلانة منك أنك مكلمتنيش من وقت مادخلتي المستشفي مش جاية تعرفيني بعدها بثلاث أيام
تجمعت العيون في مقلتي سدن ولكنها ابتلعتها قائلة طب تعالي ياللا ندخل عشان ترتاحي مينفعش وقفتك دي
وبالفعل اصطحبتها للداخل لترتاح ولكن أي راحة قد كتبت لتلك المسكينة فاقدة الأهلية
بعد أن دخلت وجلست في الصالة تلك الشقة القديمة التي شهدت كل مراحل حياتها وتركتها سدن لتبدل ملابسها خرجت تلك العمة العجوز الوهمية من إحدى الغرف وجلست أمامها وقالت لها برياء إزيك ياغصون ربنا يعوض
حاولت غصون السيطرة على دموعها
وردت الحمد لله علي كل حال ياعمتي
خرج حينها من نفس الغرفة فتحي وجلس بجوار أخته ووجه كلماته لغصون ربنا يعوض عليكي ياغصون
يابنتي
ردت عليه بحزن تسلم يابا
ثم سألها بشك أمال جوزك فين كلمتي سدن تجيبك وفين جوزك
ابتلعت ۏجعها في جوفها كعادتها وقالت وهي تنظر أرضا سعد طلقني خلاص يابا
رد فتحي بحزن لا حول ولا قوة الا بالله
قالت حميدة بخبث ده بتاع ربنا ياغصون مكنتيش خربتي بيتك وهو كان يشيل غلطه ويستحملك وكنتي عيشتي
رفعت غصون يدها تمسح دموعها لتنظر بتعجب لتلك المرأة وقبل أن ترد عليها كانت سدن قد خرجت من غرفتها تنظر پغضب لعمتها وتقول لغصون بإستهزاء مرجعتيش لجوزك ليه ياغصون وعيشتي عشان المرة الجاية نجيبك مقتولة ثم وجهت الحديث لعمتها وقالت پغضب ترضيها
ردت عليها حميدة بحدة احترمي نفسك يابنت فتحي واقفي معووجة واتكلمي عدل
أجابتها سدن أما تبقى تقولي العدل ابقى ردي عليه بالعدل ياعمتي
رد فتحي عليها بحدة عيب ياسدن ردي علي عمتك بأدب
اسكتته العمة قائلة سيبها يافتحي عيلة ومش عارفة حاجة ثم نظرت لغصون متسائلة وأنتي ناوية على إيه ياغصون
قالت تؤكد لها قصدها هتعملي إيه وتقعدي فين
تدخلت سدت مندفعة هتقعد معانا طبعا ف بيتها
أسكتتها عمتها دا كان زمان ياسدن أما دلوقتي مينفعش أمك ماټت وهي مش بنت فتحي عشان تعيش معاه تحت سقف واحد وهي مطلقة وكمان مرات أبوكي جاية بعد يومين ومش هترضي بكده
تلك الكلمات كان ماينقص تلك الأنثى الجريحة لكي تنهي حياتها تسمع تلك الكلمات بروح تحوم في المكان وكأن آخر ماسمعت صوت سدن التي تصرخ في عمتها مستحيل يكون عندك قلب
الفصل_الثامن
وأخيرا صدح أذان الفجر في الأرجاء بعد ليلة طويلة مرت كل دقيقة منها ټحرق روحها في ذلك المنزل الذي تيقنت أخيرا بعد مرور سبعة وعشرون عاما أن ليس لها مكان فيه ولاتنتمي إليه تلك الحقيقة التي تناستها كثيرا منذ أن عرفت بحقيقة نسبها المجهول تلك الحقيقة التي تجاهلتها مقابل أن تنعم بدفء أسرة منحتها الكثير ولكن كل تلك المنح سلبت منها في أشد الأوقات حاجة لها ولكن ماعليها سوي أن ترضخ لذلك الواقع المؤلم وذلك الوصمة التي لازمتها مدى الحياة
ألقت نظرة وداع على سدن النائمة كالأطفال ثم خرجت بهدوء دون أن تشعر من الغرفة ثم من الشقة بأكملها خرجت في ظلام الليل الذي لم ينقشع بعد تمشي بغير هدى لعلها تجد ملجأ لها من ذلك الضياع الذي تحياه وبعد عدة خطوات توقفت من ذلك الألم الذي ناداها من أسفل بطنها وكأن ألم روحها أنساها ذلك الچرح الجسدي الكبير الذي لم يطب بعد استندت على إحدى الحوائط
لدقائق حتى تستعيد قدرتها على المشي مرة أخرى فوجدت يدا تهزها بخفة
فزعت غصون والټفت متسائلة مين ولكن هدأت عندما وجدت فتحي ذلك الأب الوهمي الذي تخلي عنها في أشد أوقاتها إحتياجا له
أجابها متسائلا إيه ياغصون اللي موقفك كده ورايحة فين
ذلك الذي لم تحسب له بالا وهو عودة فتحي من صلاة الفجر في ذلك الوقت ولكنها رفعت عينيها فيه مجيبة ماشية ياأبا
ابتلع ريقه