الإثنين 25 نوفمبر 2024

وصمت ۏجع

انت في الصفحة 18 من 95 صفحات

موقع أيام نيوز

وبعدين خدوني وربوني وكبروني وأنا
مكنش ليا غيرهم أم وأب ومن حوالي أسبوعين أمي
اللي ربتني ماټت ومن بعدها الدنيا قفلت في وشي وحصل اللي حصلي ده وأما جيت أرجع مبقاش ينفع وقالوا ان أبويا هيتجوز في الشقة وانا مينفعش اعيش معاه في بيت واحد ولازم ارجع لجوزي وانا المۏت عندي اهون من أني ارجعله تاني وأنا معرفش أي حد لقيت رجلي جيباني لعندك ومش عايزة منك غير أي شغلانة اشتغل فيها وأنا هدور على أي أوضة أعيش فيها 
سقطت دمعتين من ياسمين علي حال تلك الفتاة البائسة ونظرت ليدها التي تسند بطنها وكأنها تهديء ألم الچرح بها فقالت بصوت حزين وأنتي هتشتغلي إزاي بچرحك ده مش لما تطيبي الأول 
مسحت غصون دموعها بيدها الأخرى وقالت بإصرار مع الوقت هيخف ويطيب وصدقيني انا شاطرة وبعمل كل حاجة وأي حاجة هتطلبيها مني هنفذها
التقطت ياسمين مفاتيح سيارتها من على سطح المكتب المجاور لها ونهضت قائلة قومي معايا 
ردت عليها غصون بعدم فهم أقوم فين 
ردت عليها غصون هنروح البيت عندي هتقعدي معايا اما نشوف هنعمل إيه 
استيقظت سدن فلم تجد غصون بحثت عنها الشقة بأكملها فجلست تبكي بحړقة تبكي أما تركت لهم حياة مظلمة يتخبطون بها من شدة ظلامها تبكي أختا ظلمتها الحياة ونبذتها بوصمة ليس لها ذنب في حدوثها 
عادت سدرة من عملها التي باتت فيه فوجدت أختها تبكي فعلمت أنها تبكي حزنا على أمها التي تركتهم لقسۏة الحياة وظلمها فقالت بحزن بټعيطي ليه ياسدن أمك ارتاحت من الدنيا واللي فيها عقبال عندنا
ردت عليها سدن بصوت باك أنا بعيط عشان غصون
جلست سدرة بجوارها تتذكر محادثة غصون لها ليلة أمس تطلب منها أن تذهب لأخذها من المستشفى بعدما فقدت جنينها فردت على سدن بهدوء آه عرفت إنها سقطت ربنا يعوض عليها 
رفعت سدن عينيها لسدرة وقالت پقهر هو جت على كده بس أنتي متعرفيش إيه اللي حصل ثم قصت عليها ماحدث من زوج غصون ثم عودتها للمنزل ومافعلته عمتها بها وخروجها من المنزل دون أن تشعر بها وأنهت ذلك قائلة أنا مشوفتش أقسى من عمتك حميدة في الدنيا 
ردت عليها سدرة بشرود هي عمتك حميدة بس اللي قاسېة الدنيا بحالها قاسېة واحنا خلاص اتعلمنا واستسلمنا لقساوتها وغصون ماهي عاشت خمس سنين مع الزفت سعد واستحملت نتانته وقرفه ومد إيده وذلته فيها وكانت راضية زعلانة ليه دلوقتى كويس إنها رجعت له حتى تلاقي أربع حيطان يستروها بدل ما تتمرمط هنا ولا هناك 
نظرت لها سدن بتعجب وردت عليها بحدة إنتي بتتكلمي بجد أنتي إزاي كده!! شايفة أنه الأحسن إنها ترجع لجوزها بدل ماتحطي إيدك ف إيدي ونقف لأبوكي وعمتك ونرجعها ولا نمنع أبوكي إن يجيب الهانم اللي اتجوزها البيت معانا 
ردت عليها سدن ببرود تبقى غلطانة لو وقفتي في وش أبوكي ولا عمتك سيبيهم يعملوا اللي يعملوه وسيبي غصون تعيش وربنا مش هينساها أنتي دوري على نفسك امتحاناتك ع الأبواب وهتخلصي جامعة واشتغلي وعيشي حياتك واعتبري انك عايشة في لوكاندة لحد ماربنا يفرجها علينا من عنده ونهضت تسحب حقيبة يدها واتجهت لغرفتها في هدوء 
هزت رأسها بنفي كيف لها أن تفكر في نفسها في فقط كيف لها أن تتخلى عن تلك المسكينة وتتركها تحت براثن ذلك الۏحشي قلبها وعقلها يرفضان ذلك حتى
وأن صدقت في بعض الكلام ولكن كيف لها أن تكون بتلك الأنانية 
يطفئ سيجارته ويفرك جبينه من ذلك الصداع اللعېن الذي يفتك برأسه من مساء الأمس منذ أن عاد من المستشفى يشعر بالحرج من نفسه ومنها بعدما عرض عليها الزواج دون تفكير مسبق وهي الأخرى قابلته بالرفض والإهانة يتذكر وابل السباب الذي أطلقته بعدما طلب منها الزواج وهي تنظر إليه بحنق جواز إيه يامجنون أنت شوية الهبل اللي بتعملهم دول مش عليا أنا أنا مش هفرح واتعلق في رقبتك زي الأفلام وتقضي معايا يومين وتخلص بحجة الجواز هما خلاص بنات الناس لعبة في إيديكم للدرجة دي ثم نهضت وقالت بإشمئزاز عالم مريضة ثم
فاق من تلك دوامة الأفكار الذي أغرقته ليلا بأكمله على طرقات الباب ثم فتحه لتدخل منه أمه الذي لم تتغير منذ سنوات لم يتغير
منها سوي شعرها الذي كساه بعض الخصلات البيضاء وهي تداوم
كل فترة على صبغه حتى تظل كما هي جميلة وقوية رغم أن قوتها الذي عهدها الجميع قد ضعفت منذ سنوات طويلة
عندما تركها زوجها وانفصل عنها وسافر خارج البلاد ولم يعد وترك لها أربعة أبناء أصغرهم يمني خمس سنوات ومنذ ذلك الحين وهي قد انكسر شىء بداخلها لم تصلحه كل هذه السنوات هي تعترف لنفسها أنها لم تكن تلك الأم المثالية في حياة أبنائها فقد انشغلت عنهم كثيرا في عملها التي لم تتركه سوي منذ عشر سنوات وعلاقاتها الإجتماعية الكثيرة التي مازالت تحتفظ بها حتى الآن كانت تريد دائما الظهور في جميع المناسبات
17  18  19 

انت في الصفحة 18 من 95 صفحات