الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

وصمت ۏجع

انت في الصفحة 30 من 95 صفحات

موقع أيام نيوز

كما تخلت عنه أمه التي أعلنتها له صراحة أنها لم تعد المسئوليات التي على عاتقها ولاترد أن تعلن تخليها عنه كما أنه هو الآخر لايريد زيادة الثقل عليها لذا استسلم أخيرا لإقتراح مربية للأولاد رغم رفضه الشديد لذلك منذ سنوات ورغم موافقته لا يشعر بالإرتياح لذلك ولكنه أصبح مضطرا لأنهما حقا في حاجة شديدة الإهتمام والرعاية ولكن تضاربه أفكاره كيف لإمرأة ليست أمهم ان تهتم بهم وترعاهم كيف تحنو عليهم وهم لم يضعوا في رحمها ولا تربطها بهم علاقة ډم كما يخشى حرمانها من الأمومة أن يكون كون لديها عقدة وتحقد على كل من له طفل وبالتالي يخرج ذلك في معاملتها لأبنائه لديه رهبة كبيرة من أشياء كثيرة عاشها في طفولته ومازالت تطارد مخيلته كل حين وحين ولولا قوته لكانت تركت أثرا سلبيا عليه وعلى شخصيته ولكنه دائما ما واجه الحياة بقوة اكبر من طاقته 
يتناول الإفطار مع ولديه على مائدة صغيرة في مطبخ منزله الكبير الذي أصبح باردا خاليا من الحياة طول النهار هو وولديه خارجه وفي نهاية اليوم يعود بهم حتى يتناولوا العشاء وينامون هو يشعر بعجزه من أن يقدم لهم كل شىء رغم أنه يبذل الكثير في إسعادهم ولكن دائما هناك ماينقصهم وهو أم ترعي وزوجة تهتم تجعل الشمس تشرق في ذلك المنزل المظلم تنهد عن تذكره ذلك وهو يعلم أن ذاك النقص سيظل للأبد فالأم والزوجة رحلت دون رجعة ولم تفكر في كم روح دهستها وكم قلب كسرته في رحيلها 
لاحظ شرود ولديه الصغيرين وحزنهم فسألهم ممكن أفهم حبايبى مبيفطروش ليه وليه مكشرين كده وزعلانين
رد عليه يزيد ابن الخمس سنوات وقال عشان انت قولت مش هنروح عند عمتو ياسمين
ابتسم له وقال بحنان لأن عمتو عندها ظروف وجنى عندها امتحان ومحتاجة هدوء عشان تذاكر وتنجح زي ماأنت نجحت في امتحانك
رد عليه يزيد بتوسل طفولي طب نروح يابابي ومش هنعمل صوت خالص ومش هنعمل لجني إزعاج نهائى
أجابه ياسر بتفهم ياحبيب بابي مش هينفع اما جني تخلص مذاكرة وإمتحانات هنروح 
تدخل يزن الصغير ذو الثلاث سنوات بصوته الطفولي البرئ خلاص يابابي هنروح نقعد مع غصون
في بيتها اللي ف الجنينة
تعجب ياسر من قول ابنه وسأله وانتوا بتروحوا عندها بيتها 
رد يزيد هي بتيجي تقعد معانا عند عمتو كتير وبتلعب معانا في الجنينة ومش بنروح عندها الا نونو صغيرة بس
تنهد ياسر بحيرة وسألهم وهي بتعاملكم كويس 
رد يزيد دي طيبة أوي يابابي وبتعمل كل حاجة بنطلبها منها 
تبعه يزن قائلا بصوته الصغير أنا بحبها أوي
شعر ياسر ببعض الإرتياح لما حكاه الولدين عنها وتعلقهم بها ولكن مازال بداخله شىء يقلقه منها يخشى أن يكون ذلك وجها مزيفا لوجهها الحقيقي الذي يخفى عكس ماتظهره 
ابتسم لهما وقال بتفهم تمام اوي متزعلوش بقى وأنا هجيب لكم غصون هنا
صفق يزن من السعادة وقال يزيد بجد يابابي هي هتيجي هنا
أومأ ياسر بالإيجاب وقال بس بشرط لو عملت أي حاجة تضايقكم او زعلتكم تعرفوني
أجابه يزيد بس غصون مش بتزعلنا أبدا
قال ياسر له بتفهم عارف ياحبيبي بس برضه لو حصل أي حاجة صغيرة تعرفني ممكن يا يزيد
أجابه يزيد بالموافقة ممكن يابابي
ابتسم له أبوه بإرتياح وقال وكمان عايز منكم طلب مينفعش نقول غصون كده نقول لها طنط غصون اتفقنا
أجاب الولدان اتفقنا 
في نفس اللحظة دق جرس الباب علم ياسر أن آسر قد أتى بغصون كما أخبرته ياسمين عبر
الهاتف منذ قليل 
نهض وخرج من المطبخ واتجه ناحية الباب ثم فتحه ليدخل آسر مباشرة ينادي يزيد يزيد يزن
بينما وقفت غصون تفرك يديها من التوتر عند باب المنزل نظر لها ياسر ثم قال ادخلي
دخلت غصون دون أن ترفع عينها فيه وتحركت خلف ياسر ببطء ثم وقفت فجأة عندما الټفت لها وأشار
لها على مكان ما في الصالة الواسعة وقال بصرامة ممكن تقعدي هنا لحد اما ارجع محتاج
اتكلم معاكي شوية قبل ماتستلمي الشغل
هزت رأسها بالموافقة واتجهت مباشرة ناحية المكان الذي أشار إليه 
دخل المطبخ وجد آسر يجلس على طاولة الطعام مبتسما للولدين بينما يقول يزيد خلاص ياعمو كل يوم هستناك زي ما وعدتنا 
رد
آسر وهو يتناول قطعة الخبز من على الطاولة خلاص يابطل كل يوم هخلص شغل وآجي اقعد معاك كتير ونلعب سوا وتغلبني زي كل مرة
دلف ياسر قائلا لآسر أنت مش ربنا كرمك واشتغلت التزم بقى عشان تقف على رجلك
رد عليه آسر وهو يمضغ الطعامأنا لو عندي مليون شغلة مفيش حاجة تقدر تحوشني عن يزيد ويزن 
ابتسم ياسر لأخيه ثم سأله بحيرة أنت شايف إن غصون دي تؤتمن على الأولاد 
أجابه آسر بجدية أنت ربنا بيحبك يا ياسر عشان بعت البنت دي لأولادك دي جوهرة أقسم بالله وكمان بتحب الولاد أوي وانا شوفت ده بعيني اتطمن انت بس ومتشلش هم 
تنهد ياسر لايعلم أيصدق الجميع ام يصدق قلبه القلق والغير مطمئن 
رد عليه ياسر بالسلامة ياآسر
اتجه آسر خارجا
29  30  31 

انت في الصفحة 30 من 95 صفحات