وصمت ۏجع
تلك النظرة التي لمست شئ بداخله تلومه كما يلوم نفسه ولأول مرة يقسو على أحد بهذه الطريقة ولكنه يرى أن هذا هو الصواب فيجب أن يكون صارما معها منذ البداية
حتى لا تتهاون مع أولاده أو تقسو عليهم ومجرد أن أخفضت بصرها مرة أخرى شعر بحرجها وتوترها فاكتفي بهذا القدر من التعليمات ونهض واقفا وهو يقول قومي معايا عشان اقابلك بالأولاد والبس عشان اتاخرت على شغلي
تجلس تتفقد الساعة تنتظر قدومه بعد أن أخبرها أنه يريد مقابلتها والتحدث معها قبل التقدم لخطبتها وبالفعل وافقته وطلبت أن يكون مكانا بعيدا عن مقر عملهما سواء المستشفي أو المطعم واتفقا على الجلوس في إحدى الحدائق العامة وهاهي تنتظره تعلم أنها تسرعت في إتخاذ القرار وهي وحدها من ستتحمل عواقبه ولكنها ليس لديها حل آخر كي تبعد عن منزل أبيها بكل مشاكله نظرة التعجب في عينيه عندما سألته إن كان مازال يريد الزواج منها لم تنساها ماحييت مفاجأتها له بهذه الطريقة أربكته وظل دقائق غير قادر على الرد عليها حتى ظنت أنه أعرض عن ذلك لذا كانت ستغادر حفظا لماء وجهها ولكنه استوقفها قائلا لو غيرتي رأيك فأنا معنديش مانع
سألها بإبتسامة ماكرة بس مقولتليش إيه سبب تغيير رأيك
ردت عليه بنبرة سخرية لقيتك عريس لقطة ميترفضش
أخرجت من حقيبتها مفكرة صغيرة وقلم وكتبت فيها ثم قطعت الورقة وسلمتها له وقالت ده رقمي شوف نويت على أمتي واتصل وانا هقولك تعمل إيه
زاد عبوسها وقالت هنتظر منك مكالمة سلام
وقف ينظر في أثرها بتعجب ويقول لنفسه لا دا أنتي الجواز منك عملية إنتحارية ثم ابتسم وهز رأسه مستكملا بس قمر يخربيت طعامتك
وهاهو اليوم يدخل بطلته الجذابة التي تسحر الكثير من الفتيات ورأت ذلك بعينيها وهي تسمع همسات الفتيات على وسامته وجماله وجاذبية عينيهابتسمت بداخلها متهكمة لأنهم لا يعلمون أن ذلك الذي يتهامسون عليه هو
الجميلات وأعجب بها وبشخصيتها المړيضة التي تعلم جيدا أن من الصعب علي أي إنسان التعامل معها ولكنها مضطرة
وهذه فرصتها الوحيد التي يجب عليها كسبها
لأول مرة تتأثر ببإبتسامته التي تعلن عن طيبة قلبه ونقاء سريرته لا تعلم لما حزنت بداخلها على ذلك الوضع هو يتعامل بطبيعة ونقاء وهي تستغله حتى تتخلص من هموم ازداد تراكمها على رأسها حتى أصبحت غير قادرة على السير بها وعليها تجاوز كل ذلك بأي وسيلة كانت لأول مرة تنظر أرضا خجلة من نفسها
نفضت يده بسرعة ووضعت يدها مكان يده تتحسس المكان وكأنه انتشل تلك القطعة من جسدها ورفعت عينها له تنظر بشرر يتطاير منها ولهجة تحذيرية لو لمستني تاني هقطعلك ايدك
تداركت مافعلته فرفعت يدها تمسح وجهها بكفها وكأنها تزيل من جسدها بعض التوتر ثم أطلقت زفيرا ساخنا لعله يهدي بعض الحمم بداخلها ورفعت وجهها له وقالت بتوتر حصل خير
ضيق عينيه وهو ينظر لها بحيرة من شخصيتها وسألها أنتي إنسانة غريبة جدا وأنا مش عارف افهمك
استعادت جمودها وردت إيه اللي محتاج تفهمه أو
تعرفه
نظر لوجهها بحدة وقال محتاج اعرف عنك كل حاجة منكرش إني أعجبت بيكي بس أنا معرفش عنك غير إسمك
أخذت شهيقا باردا وهي تنظر حولها ببعض التوتر ثم عادت وثبتت نظراتها على وجهه وقالت أنا إسمي سدرة وبشتغل ممرضة زي ماأنت عارف وعندي
٢٤ سنة وليا أخت بس عايشة مع أبويا ومراته وأختي ووالدتي مټوفية من ٣ شهور وأظن عندك علم بكده
هز رأسه نافيا وقال مش ده اللي عايزة اعرفه عنك أنا عايزة افهمك مش عارف شخصية غامضة ومعقدة
تنهدت وأجابته بحدةأظن فهم الشخصيات ده بيجي بالوقت والعشرة ومش لازم اهزر واضحك وادلع معاك عشان ابقى فري ومش معقدة
رد عليها مسرعا ليمحي سوء فهمها لما يعنيه وقال لا مش قصدي كده تماما بالعكس يمكن تحفظك ده اللي جذبني ليكي
شعرت بصداع مفاجيء وكأنها أصيبت برأسها فجأة فمالت على المنضدة أمامها ورفعت يدها تسند رأسها
هيئتها ذلك أثارت الذعر بداخله عليها حاول مد يده للإطمئنان عليها ولكنه تذكر ماحدث فتراجع وسألها أنتي تعبانة أنا ممكن أساعدك
هزت رأسها بالنفي دون أن ترفعها وقالت بصوت مرهق أنا كويسة
رفعت رأسها