الأربعاء 27 نوفمبر 2024

وصمت ۏجع

انت في الصفحة 35 من 95 صفحات

موقع أيام نيوز

الصغيرين اللذان أصبحا يمثلان لها الحياة 
دخل غرفته بإرهاق وبدل ثيابه وألقى
بجسده المتعب على فراشه يتنهد مخرجا ذلك العناء الذي عاناه اليوم مابين غرف الكشف والمرضى والعمليات ولكن هيئة غصون الخائڤة المرتجفة منه دائما
تتسلط أما عينيه رغم قلة الحوار بينهما وعدد المرات التي اضطر لتوجيه حديث لها تعد على أصابع اليد ولكنه تعجب من ذلك الضعف الذي يتملكها دائما ولكنه ارجع ذلك لما عانته منذ صغرها كما حكت له ياسمين مما جعل بتلك الشخصية الخاضعة دائما ولكنه يمقت ذلك بشدة ويمقت أكثر ضعف النساء مما عاناه في حياته بسبب ذلك رفع بصره لتلك الصورة الكبيرة التي تقابل سريره ينظر لها كعادته كل يوم قبل أن يغفو فعلي الرغم من سخطه عليها منذ أن فعلت فعلتها ولكنه مؤخرا افتقدها بشدة ورغم انهماكه الشديد في عمله ومحاولة الهروب من تلك الذكرى المؤلمة ولكنه يشعر بالوحدة لذا وضع لها صورتين كبيرتين إحداهما في غرفته والأخرى في غرفة مكتبه حتى يشعر بوجودها جواره كانت الصورتين وهي في قمة حيويتها ونشاطهاأراد أن يرى دائما المظهر الذي كان يحبها عليه بإبتسامتها الجميلة وعينيها اللامعة وأعتاد منذ أن وضع تلك الصورة في غرفة نومه ان ينظر إليها حتى يأخذه النوم منها ولكنه اليوم ولأول مرة يريد أن يتحدث معها لا يعلم لما ولكن شىء بداخله يريد أن تشاركه لحظاته خوفا من أن تسرقه الحياة من حبه لها كما سرقها المۏت منه 
قاطع حديثه عدة طرقات خفيفة على الباب فسأل مين 
علم أنها غصون عندما أجابت أنا غصون
مسح وجهه بيده ثم فعل ذلك على شعره كاملا وكأنه يزيل ذلك الضعف الذي تملكه من ذلك الحديث الذي وجعه ينهش بداخله دائما ثم نهض وفتح الباب وجدها تقف بهيئتها التي تركها عليها منذ قليل تنظر أرضا وتفرك فستانها بيدها متوترة فسألها بهدوء أيوة ياغصون عايزة حاجة ولا لسه مصرة تمشي 
هزت رأسها بالنفي ثم قالت بتوتر كنت جاية أسأل حضرتك لو محتاج عشا او حاجة تشربها يعني يعني بعد تعبك طول اليوم في الشغل
نظر لها بإعجاب وإمتنان على ذلك الإهتمام الذي افتقده منذ زمن هو أيضا يريد من يهتم به ويقدر تعبه وعنائه بعدما فقد ذلك منذ أشهر طويلة حتى قبل ۏفاة صبا بسبب الحالة التي مرت بها مهملة خلفها زوجها وولديها ولكنه عندما تذكر ذلك خشي أن فقدانه ذلك يضعفه أمامها وهو ينظر إليها متمنيا تقبيل رأسها شكرا وتقديرا لما تبذله كي ترضى الجميع وتساعدهم تصلبت ملامحه عندما شعر أنه من الممكن أن يضعف ويفعل ذلك فقال لها بحدة هو أنا مش قولتلك قبل كده ملكيش دعوة بأوضتي
تحتاج حاجة
إنما
قاطعها بحدة أنتي هنا عشان الولاد بس ميخصكيش أنا محتاج إيه وعايز إيه وأظن مفيش ست محترمة تخبط على أوضة نوم رجل في وقت زي ده متحججة باللي بتقوليه ده إلا إذا كان لها غرض تاني
رفعت يدها تغطي فمها من صډمتها مما ظنه وتفوه به وهزت رأسها غير مصدقة ماسمعته ثم استدارت من أمامه تغادر الدور العلوي هابطة الدرج في سرعة شديدة وبعد لحظات سمع صوت إغلاق باب المنزل وكأنها تخبره أنها غادرت المنزل بأكمله 
أدرك جرم مافعله وتفوه به فكور يده ورفعها پغضب يلكم الجدار الذي يجاوره قائلا غبي غبي إيه اللي أنت قولته ده
خرجت مسرعة تغادر ذلك المنزل عازمة على ألا تعوده مرة أخرى حتى لو اضطرت لترك المكان الذي تقيم فيه عند أخته سارت بعض الخطوات تبحث عن وسيلة مواصلات تقيلها في ذلك الوقت المتأخر ولكنها تذكرت فجأة أنها تركت حقيبتها في منزل ياسر بما تحتويهاولكنها عزمت على عدم العودة لو اضطرت أن تذهب سيرا على الأقدام لو استغرق ذلك ساعات ولكنها سرعان ما خشيت وغيرت اتجاهها للعودة عندما وجدت شاب ينظر لها نظرة غير مريحة ويتقرب منها وكلما ابتعدت يصر على الإقتراب فأسرعت خطواتها حتى أصبحت تجري ولم تتوقف حتى وجدت نفسها أمام
بوابة منزله مرة أخرى ولكنها اطمأنت بعض الشىء عندما تلفتت حولها فلم تجد ذلك الشاب 
دخلت بثقل إلى حديقة المنزل ثم اتجهت إلى إحدى الأشجار النائية عازمة أن تظل مختبأة تحتها حتى تشرق الشمس وتعود 
دخل غرفته وجلس
على طرف فراشه منحنيا يستند جبهته بكفه يتنهد معاتبا نفسه على ما أخطأ بقوله فهو يعترف لنفسه أنه لم يجد سوءا قط وهو الغبي
الذي أصبح مريضا بفقدان الثقة في الجميع بعدما مر به لذا نهض فجأة يلتقط مفاتيح سيارته عازما على إعادتها والإعتذار منها فهي لم تستحق ذلك الأڈى والإهانة بعد كل مافعلته من أجل ولديه هبط الدرج وخرج من المنزل باحثا عنها بعينيه في المكان متجها ن عندما ظنت ذلك فهي ابنة الحړام الذي يرى الجميع أن بإستطاعتها فعل ذلك كما فعلته أمها تبكي وصمة ألزمتها مدى الحياة وۏجعا لم ولن تبرأ منه 
تبكي بحړقة
34  35  36 

انت في الصفحة 35 من 95 صفحات