الأربعاء 18 ديسمبر 2024

وصمت ۏجع

انت في الصفحة 86 من 95 صفحات

موقع أيام نيوز

كيانه عقله وقلبه وهي الأخرى بادلته كل تلك المشاعر بإخلاص وفناء ولكنها في النهاية كانت إنسانة ضعيفة تخلت عن كل ما لها في لحظة ضعف منها وتركتهم يعافرون مع أمواج الحياة حتى لا يغرقون في دوامتها ولم يدرك أنه هو من عاش في دوامة الماضي وأصبح أسيرا لها
إلى فراشه لعله يهنأ بساعات من النوم الهادئ ولكن النوم أبي زيارته فنهض وارتدي سترة على ملابس نومه الخفيفة ثم ساقته قدماه حيث تجلس 
في البداية لم تشعر بقدومه وجلوسه على منها فقد كانت شاردة وهو ظل يتأملها وهي في عالم آخر بالقلادة التي
تزين رقبتها الجميلة ولكنها انتبهت لوجوده ففزعت وقالت أنت هنا من إمتى
رد عليها بثبات مبقاليش كتير
لم ترد واكتفت بإبتسامتها الهادئة التي تلازمها فسألها قاعدة لوحدك هنا ليه
ردت وهي تنظر له حبيت اقعد مع نفسي شوية
رد عليها أفهم من كده إني بطرد بالذوق
اندفعت معصمة وقالت لا والله ما قصدي أنا كنت برد عليك
ابتسم لها ومسح بيده الأخرى على كفها وقال طب اهدي انا بهزر معاكي
نظرت له وتعجبت فهو اليوم معها لطيف وأكثر ارتياحا من ليلة أمس عندما تذكرت ليلة أمس شعرت بالړعب عليه مرة أخرى تتفحصها وتسأله بحنان إيدك عاملة ايه دلوقتي 
نظرت له بتوسل وقالت أرجوك متأذيش نفسك تاني
ردت عليه وهينظر لها برضا وسألها إنتي فعلا سعيدة 
نظرت أمامها وقالت وهي مازالت تتحسس القلادة بشرود أنا عمري ما كنت سعيدة زي النهاردة أول مرة ف حياتي يجيلي هدية من وأنا طفلة كان نفسي يبقى لي يوم ميلاد احتفل بيه زي بنات سني بس أما كبرت وعرفت الحقيقة كان أبويا يقولي وإحنا نعرف لك يوم ميلاد إحنا لقيناكي لا عارفين اتولدتي امتى ولا اترميتي امتى كنت ببتسم في وشهم رغم إن الكلام ده كان بينزل على قلبي زي الخناجر تقطع فيه بس مكنتش ببين حاجة كان بيبقى نفسي أعيط واشكي لنفسي مكنتش بقدر عشان اللي حواليا حتى بالليل وقت النوم كنت بخاف حد من إخواتي يحس بيا وانا بعيط ويقول لأمي ولا لأبويا كنت استنى اما أخواتي يروحوا المدارس وأبويا ينزل شغله وأمي تروح السوق واقعد اشكي حالي واقول لربنا ليه خلقتني كده من غير أهل عايشة وسطهم مکسورة النفس أما خلصت المدرسة أبويا قالي تشيلي البيت بقى كفاية ربيناكي وعلمناكي وقال إن إخواتي ينتبهوا لتعليمهم عشان يدخلوا كليات أنا رضيت وقولت كتر خيرهم كنت اقوم م النوم اشتغل لحد ماأنام واخدم الكل وأقول لنفسي مش مشكلة يا غصون اعتبري نفسك بتردي حاجة من اللي عملوها عشانك وكفاية انك لاقية حيطان تلمك م الشوارع ولقمة تنزل بطنك بدأت زي أي بنت ف سني
تحلم بالرجل اللي يسعدها ويهنيها ويكون لها أهل بس كانت أمي الله يرحمها تقولي أي حد هيجي هجوزك له عشان تستري وانا عايشة بس محدش كان بيجي لأن المنطقة والحي كله عارفين إني تقولي عيشي يا غصون هتفضحي نفسك أنا ما صدقت إنك اتجوزتي وبقيتي على اسم راجل كنت ارجع مکسورة اكتر ماكنت راحلها لدرجة ان وصل بيا الحال معاه إني كنت أقوله اضربني بس بالراحة جسمي مبقاش يستحمل وصبرت واتمنيت من ربنا حتة عيل ولا عيلة اترمي م الدنيا يبقى عيلةيبقى حتة مني أحس بحنانه عليا من بعد
قسۏة الزمن يبقى اللي اتمنيته طول عمري ومطولتوش بس طلبي اتأخر خمس سنين وكنت كل اما اقوله اروح لدكتور يشوف المشكلة فين نفسي أجيب حتة عيل يقوم فيا ويضربني ويقولي مش حمل هم عيال رغم انه كان كسيب بس كان يستخسر يعطيني الجنيه وعلى طول يدعي الفقر رغم والله عمري ما طلبت منه حاجة ليا وهو عمره ما فكر يجيب لي حاجةوأنا كبرت دماغى مكنتش عايزة منه حاجة بس يبطل پهدلة فيا وحمدت ربنا وحسيت أن ۏجع السنين اتمحي اما عرفت اني حامل وهيجيلي عيل الدنيا يبقى عيلتي ودنيتي بس برضه الدنيا استكترت ده كمان عليا وأنت عارف الباقي النهاردة بقى كان دنيا جديدة ليا بقيت أم زي مااتمنيت أم لأحلى ولدين في الدنيا رغم اني اعتبرتهم ولادي من يوم ما شوفتهم وقلبي اتعلق بيهم وسكنوه كأنهم نازلين من على قلبي بس كلمة ماما منهم النهاردة رجعتني لأيام كتير أتمنيت فيها اسمع الكلمة دي وأخيرا سمعتها وكمان هديتك ليا أحلى حاجة اتهادي بيها ف حياتي هتفكرني طول الوقت بعوض ربنا ليا بعد كل اللي شوفته ف حياتي 
كل كلمة حكتها كانت
كسهام تتوالى لتستقر في قلبه كيف تحملت كل ذلك وعاشته كيف لها أن تكون بكل ذلك العطاء في حين أنها عاشت جميع أنواع الحرمان من أي ماء خلقت تلك النسمة الرقيقة في حين إن كانت أخرى غيرها لكانت كبرت وهي تحمل
العدوانية للجميع مما عانته ولم يلومها حينها أحد ولكنها عكس ذلك محبة ومعطاءة وصبورة 
يشعر بإحتراق
85  86  87 

انت في الصفحة 86 من 95 صفحات