الأربعاء 18 ديسمبر 2024

عنيكي وطني وعنواني

انت في الصفحة 104 من 128 صفحات

موقع أيام نيوز

الغالية ادخلي هو انتي غريبة ياعين خالتك
بقلب مرتجف جلست على اقرب أريكة وجدتها أمامها سندت الحقيبة بالقرب منها وهي تتلفت في انحاء الشقة المزينة بالمصابيح الصغيرة الملونة في بعض زوياها وبعض النساء التي تغدوا وتجئ أمامها وهي لا تعلمهم ثم استقرت أبصارها على
المرأة الخمسينة وهي تحدثها وعلى وجهها الممتلئ والمزين بالوان المساحيق المتعددة ابتسامة عريضة يتخللها الانبهار
عاش من شافك يامرمر احلويتي وادورتي وبقيتي هانم بحق 
هزت رأسها قائلة بتوتر 
تشكري ياخالتي دا انتي اللي عنيكي حلوة ومابتكبريش ابدا 
صدحت ضحكتها الرقيعة بصخب قبل أن ترد
يالهوي عليكي وعلى كلامك الحلو يابت يانيرمين امال انا بحبك ليه يابت عشان طالعالي ياما كان نفسي المصېبة بنتي تاخد نص حلاوتك ولا نباهتك لكن اعمل إيه بقى فيها فقرية زي اللي جابها 
سالتها بفضول
طب هي على كدة لساها برضوا مختفية ولا اتكلمت حتى في التليفون نهائي زي ماقولتيلي
لا والنبي ياحبيبتي ابدا بس يعني هي هاتروح فين
هاتلف تلف وتلاقيها دخلت علينا زي القرد ايد ورا وأيد قدام بلا خيبة اللي مافي مرة فرحت قلبي بحاجة عليها القيمة هاتعيش وټموت في الفقر بدماغها اللي زي الصرمة القديمة دي 
انا مش سألتك قبل ما اجيلك ياخالتي وقولتيلي أنك خلاص بطلتي الشغل ده ممكن بقى تفهميني ايه دول
لوكت فمها بالعلكة وهي تجيبها بتوتر
يابت ما انا بطلت صح شغل هنا في بيتي بس بقى البنات اللي بتلقط رزقها برة البيت دي ايه دخلي انا بيهم بقى غير اني اخد عمولتي ولا انتي عايزاني اموت من الجوع يانيرمين
هزت رأسها قائلة بقلق
يعني انتي متأكدة انك بطلتي شغل هنا في البيت ابوس إيدك ياخالتي هما يومين هاقضيهم معاكي قبل ما اتصرفلي بسفرية بعيدة مش عايزة عوق ولا دا انا بقول ياحيطة داريني 
ماخلاص يابت هو انتي هتعمليها حكاية قولتلك مافيش يبقى تطمني اما اقوم اعملك حاجة بقى تاكليها
قالت الاخيرة وهي تنهض من أمامها على الفور
نظرت في اثرها تتمتم بقلق
اطمن!! هو انا طول ما انا ماقاعدة في البيت اللبش ده هايجيني قلب اطمن ولا اشوف راحة ابدا منك لله ياللي شورت عليا الشورة المهببة دي!!

حدقت بوجهها جيدا وهي تسألها بمكر
مالك يافجر وشك اتخطف كدة ليه لدرجادي انتي زعلتي على الدكتور منذر
ازدردت ريقها وخرج صوتها بصعوبة
اه طبعا لازم ازعل امال ايه يعني انا أسفة يافاتن البقية في حياتك 
بوجه مغلف ردت باقتضاب
في حياتك الباقية يافجر 
اسبلت عيناها وهي تفرك بكفيها والأثنتان يرمقنها بنظرلت متفحصة ليسود الصمت بينهم لعدة لحظات قبل أن تقطعه فاتن 
لدرجادي بتحبيه يابت
رفعت رأسها مجفلة تقول
همم تقصدي إيه يافاتن
قصدي على علاء طبعا امال هايكون مين يعني
فتحت فاهها واغلقته مرة أخرى لتطرق برأسها ارضا وهي لا تقوى على النظر بعيناهم ليعود الصمت مرة اخرى بينهم قبل ان تنهض فاتن متمتمة
لساكي طيبة وعبيطة زي ما انتي!
رفعت رأسها وقبل ان تعي صحة ما سمعته وجدتها تجلس بجوارها
تقربها بذراعيها نحوها وهي تقبلها من وجنتها 
طب ولما انتي بتحبي اوي كدة ما تقولي اه يابت هو عيب
حدقت بها مندهشة قبل ان تلتفت نحو عمتها الواضعة كفها على جانب وجهها تتبسم بتسلية فقالت مشيرة بسبابتها نحوها
ماهي عمتي كانت عايزاني اسيبه عشان اثبت لها اني بحبك وانا كنت فاكراكي مېتة اشحال دلوقت لما اتأكدت انك صاحية وماموتيش
ضغطت باصابع يدها على وجنتيها برفق تشاكسها 
هو جزمة يابت ولا فستان عشان لما ارجع اخدهم من تاني دا جوزك يامنيلة على عينك يعني مش خطيبك وبس كمان
قطبت بحيرة تسألها
يعني إيه
قبلتها بشغف وهي ترد بابتسامة دافئة 
يابت انا اتجوزت من زمان وعيشت حياتي مع راجل نساني الدنيا بحالها مش بس حب المراهقة والظروف الۏحشة معاه يعني عمتك كانت بتلاعبك ياعبيطة 
والنبي بجد
قالتها ببؤس وهي ترتمي باكية مما اثار ضحكة صاخبة من فاتن ووالدتها وهي تشدد عليها بذراعيها وتردف بحړقة
وحشتيني اوي يابنت اللذينة ووحشتني طيبتك وحنيتك دي 
خرجت من وهي تمسح بأبهامها الدموع الساقطة منها على الوجنتين تهتف ساخطة 
دي عيشتني ايام سودة وطب والنبي من ما انا مسمحاكي ياعمتي 
ازدادت ضحكات الاثنتان وفوزية تشاكسها
طب وانا اعملك ايه بقى ان كنتي صدقتي ودماغك لفت من اول ما شوفتيني لهو انتي فاكراني كنت هاقدر اعمل فيكي المقلب لولا اني شوفت ترددك ده وخۏفك مني طب ليه يابنتي دا حتى كل حاجة نصيب 
انا عارفة ياعمتي اهو لقيت نفسي متلخبطة ومكسوفة لما اتفاجئت بيكي في ليلة كتب كتابي واكنك ظبظتيني في تهمة متلبسة 
ياحبيبة قلبي

هونت عليكي يافاتن تسيبني السنين دي كلها من ماتشوفيني ولا اشوفك ولا مرة وحشتك فيها
قالت مبتسمة 
مين قال كدة بقى انا كنت كل مااشتقالك اطل عليكي واراقبك من بعيد 
ازاي 
همت لترد ولكن اوقفها صوت الهاتف الذي كان يصدح بورود مكالمة  
دا تليفونك يافجر
اومأت برأسها وهي تخرج الهاتف من حقيبتها فقطبت مندهشة وهي تجيب على الرقم الغريب 
الو مين
103  104  105 

انت في الصفحة 104 من 128 صفحات