الأربعاء 18 ديسمبر 2024

عنيكي وطني وعنواني

انت في الصفحة 114 من 128 صفحات

موقع أيام نيوز

ونضجها وتحمل بيدها طفلا اكبر من ابنته بقليل ولكنه اجمع بين صفات ابيه الشكلية وجمال والدته طرقت فجر بقبضتها على المنضدة بقوة
هاتفضل متنح لها كدة كتير مش ناوي بقى تقولنا اتفضلوا 
نفض رأسه وهو ينهض عن مقعده بارتباك
ااه طبعا اتفضلوا ياجماعة 
مدت اليه كفها الحرة بابتسامتها المعهودة 
طب مش تسلم الأول يادكتور 
مد كفه المرتجفة يصافحها بتوتر 
أهلا بيكي يا فاتن انتي عاملة إيه
انا كويسة والحمد لله انتي اللي ايدك باردة اوي واكنك عيان 
قالتها وجلست على الفور مع ابنها نظر هو لكفه التي صافحتها للتو صامتا ولكنه اجفل على صوت فجر التي هتفت عليه
انا واقفة على فكرة قدامك لسة ولا اقولك اقعد احسن مش وقت سلام 
لم يرد على مزحتها بل أكتفى ان يجلس على مقعده أمامهم وهو مازال مأخوذا برؤيتها
تكلمت فاتن بمرح
انت لسة برضوا مش مصدق ان انا اللي قاعدة فصادك
بصراحة متأخذنيش دي حاجة ولا في الخيال خصوصا كمان لما عرفت انك كنني متجوزة الدكتور منذر يعني قرببة من دايرتي وانا اللي بقالي سنين بضړب اخماس في اسداس عن مصيرك المجهول 
خبئت ابتسامتها وهي تتنهد قانطة قبل ان ترد
عندك حق فعلا اللي حصل كان اكبر من اي استيعاب او اي منطق بس الحمد لله ربنا وضع في سكتي اللي ياخد بإيدي وينجدني بس انا عمري مانسيت جميلك معايا ياعصام 
ضيق عيناه متفكرا 
جميل ايه بالظبط انا مش فاكر حاجة 
أجابت ممتنة
يمكن انت متكونش فاكر بس انا لايمكن انسى اللحظة لما 
توقفت قليلا متأثرة بذكرة الماضي ثم اردفت
لما دخل علاء واشتغل ضړب فيك وانت كل اللي على لسانك فاتن شريفة وملمستهاش اتحملت الضړب وانت بتدافع عني في اضعف اوقات حياتي من غير ماترد بضړبة واحدة على علاء اللي سابك في
الأرض سايح في دمك وانت برغم كل اللي فيك كنت رافض مني المساعدة او انقذك دا انت حتى فضلت تنتظر پينزف من دماغك مش راضي تتصل بحد ينجدك غير بعد ماانا امشي عشان ماتضرش بسمعتي كان اهم حاجة عندك انى افضل مستورة ومانفضحش 
ظل ساهما بحديثها وهو لا يجد مايرد به عليها وكيف يرد وهذه الحاډثة حاضرة في ذهنه كأنها حدثت أمس وجرحهها مازال ېنزف بداخله صفقت فجر بكفيها لتفيق الاثنان
اصحوا ياجماعة اللي فات راح وعدى خلينا في الحاضر وشوفوا اجتماعكم النهاردة على ايه من بالظبط 
انشق ثغره بابتسامة مضطربة وهو ينظر نحو الطفل الصغير ليغير دفة حديثهم
بسم الله ماشاء صحيح ابنك جامع في الصفات اللي هاتخلي البنات تجري وراه لما يكبر 
ابتسمت بإشراق قائلة وهي تنظر نحو الطفل
دي حبيبي دا ابن عمري عبد الرحمن هدية والده ليا قبل ما يتوفاه ربنا 
ربنا يخليهولك يارب ويرحم الدكتور منذر دا كان من احسن الناس خلقا والله حتى في شراكته معانا كان في منتهى الإخلاص والتفاني 
تبسمت ترد على كلماته 
اه شركته ليكم جينا بقى للمهم عشان انا كنت عايزة اتكلم معاك في الموضوع ده 
اومأ برأسه
حقك طبعا انا جايب معايا النهاردة كل حسابات الشهور الي فاتت دا غير طبعا اني عايزك تطلعي على كل التطورات اللي حصلت في الفترة دي وخصوصا قسم الدكتور منذر 
قاطعته فجر 
بس بس ياعم انا معنديش دماغ للتفاصيل بتاعتكم دي ايه رأيكم اخد عبد الرحمن ونروح نلعب مع الأمورة نانيس بنتك 
نهضت من جوارهم لتعلب مع الطفلان بحرية وسعادة متناسية الزمان والمكان حتى اتاها اتصاله فردت ضاحكة
الوو ياحبيبي عامل ايه
اتاها صوته الغاضب 
انتي فين يافجر
ردت مرتبكة 
يعني هاكون فين يعني رحلت مثلا هو انت بتسأل عليا ليه
وصلها صوت زفره طويلة وحادة قبل ان يهتف پغضب
عشان انا روحتلك مدرستك وسألت عليكي قالولي خرجت من يجي ساعتين وفي البيت مش موجودة وعند حسين وشروق في المستشفى برضوا مش موجودة قاعدة فين يافجر دلوقتي جاوبيني حالا 

ارتبكت من حدته المفرطة في الحديث اليها حتى كادت ان تقول الحقيقة وتذكر اسم فاتن وعصام ولكنها تداركت نفسها فخرج صوتها بتلعثم 
انااا عند واحدة صاحبتي تانية غير سحر بزورها في بيتها عشان عيانة 
وصلها صمته قليلا قبل ان يسألها بريبة 
صاحبتك دي اسمها ايه يافجر
ردت كاذبة بأسم واحدة أتى على رأسها فجأة
مدام نور ااا هي مش أستاذة خالص على فكرة معانا في المدرسة عشان تعرف يعني 
امممم 
تابع بنبرة هادئة بشكل عجيب
طب خلصي مشوارك يافجر وياريت متتأخريش 
اومأت بلهفة 
طبعا طبعا ححاول متأخرش ياحبييي 
قال منهيا المكاملة 
تمام يافجر وانا منتظرك عشان تحكيلي سلام بقى 
بعد ان انهاء المكالمة تنفست الصعداء وهي تشعر اخيرا بدخول الهواء الى فقد وترتها مكالمة علاء الغريبة بشكل مخيف وانتابها شعور القلق بشدة فهي لم تعهد هذه الحدة قبل ذلك من علاء خطيبها الحنون على الإطلاق 
الټفت لتعود للأطفال بعد ان انشغلت عنهم بمكالمتها مع علاء ولكنها لم تجدهم جالت بعيناها تبحث عنهم في جميع الأنحاء
113  114  115 

انت في الصفحة 114 من 128 صفحات