الأربعاء 18 ديسمبر 2024

عنيكي وطني وعنواني

انت في الصفحة 120 من 128 صفحات

موقع أيام نيوز

لا انت ولا الست فجر اللي كانت بتجري ورا العيال امبارح وكأنها زيهم 
رمقت علاء بنظرة ذات مغزى قبل ان تجيب 
معلش ياعصام ماهو امبارح كان شئ والنهاردة شئ تاني ويعالم بكرة هايبقى آيه
تجاهل علاء نبرتها المتهكمة ورد عصام وكأنه يريد طمأنتها
ان شاء الله خير يافجر ربنا ما بيجبش غير الخير 
السلام عليكم 
ارتفعت رؤس الثلاثة فجاة نحوها بعد أن أتت بطفلها كالعادة  
ردد عصام وفجر التحية اما علاء فتصلب مكانه مسهما بها وكأنه لايصدق وقوفها امامه 
اتأكدت بقى انها عايشة 
قالتها فجر بنبرة على وشك البكاء وهي ترى نظراته المركزة عليها وتابعت 
اقعدي يافاتن هو انت هاتفضلي واقفة ولا إيه
خلعت نظارتها فظهر كامل وجهها وهي تجلس امامهم وسألته
عامل ايه ياعلاء 
اومأ برأسه نحو الصغير
ماشاء الله ابنك ده
تدخل عصام بدعابة
امال يعني هايكون ابن الجيران مثلا في آيه علاء انت مش شايف الشبه 
اومأ بشبه ابتسامة قائلا
معلش ياعصام ممكن تقوم انت وفجر خمس دقايق بعيد عن هنا 
تفاجأ الثلاثة بمطلبه وكان الرد سريعا من فجر التي قامت منتفضة 
يالا بينا ياعصام خدوا راحتكم 
قالت فلم تنتظر عصام فقد تحركت مسرعة ذاهبة ما أمامهم اسرع عصام خلفها 
استني يافجر هو انت مركبة قطر في رجليكي
تتبعتهم فاتن بعيناها ثم اللتفتت اليه سائلة
هو في إيه بالظبط وانت مشيتهم ليه
تجاهل الرد وسألها 
انت عاملة إيه يافاتن 

على طاولة أخرى بعيدة عنهم بمسافة كافية جلست مع عصام على مضض بعد أن كانت مصممة على المغادرة من النادي تقضم على اطراف اظافرها وتهز بأقدامها تحت الطاولة دون ان تشعر بنفسها
براحة يافجر على نفسك هو إيه اللي حصل بس عشان تتعصبي كدة 
قال عصام وكان ردها بتشنج
لهوا انت مش واخد بالك دا قومنا من جمبهم من غير مايراعي شعوري ولا شعورك حتى هو احنا عيال صغيرين عشان يقومنا ولا هو ناسي اني مراته ولا يمكن عايز يحل نفسه مني
تمتم عصام باندهاش
يانهار
اسود ايه كل التحليلات دي يافجر ماحصلش حاجة لسة يابنتي ثم ان اللقاء ده كان لازم يتم مهما بعدت المدة او قصرت 
أشاحت بوجهها حتى كي تخفي هذا الألم عنه
عندك حق اللقاء كان
لازم وضروي يتم وحمد لله اننا لسة في اولها عشان يقرر براحته 
ضيق عينيه يسألها بحيرة
قصدك إيه مش فاهم 
نهضت فجأة مغادرة
قصدي اني عايزة امشي دلوقتي حالا لو افتكر يسأل عليا بعد مايخلص جلسته معاها قولوا روحت وهي متقبلة منك أي قرار ماشي
هم ليوقفها ولكنها لم تعطه فرصة بذهابها السريع عاد يجلس مرة أخرى وهو يفكر بفحوى كلماتها بوجوم 
بعد عدة دقائق أتى اليه علاء
خلصت جلستك مع فاتن 
اوما براسه بابتسامة راضية قبل أن يسأله 
هي فجر راحت فين
أجابه عصام
فجر بصراحة مشيت ومرديتش تستنى وبتقولك خد قرارك براحتك وهي متقبلة منك اي شئ 
بقى هي قالتلك كدة
قال باستنكار وهو يهز رأسه بيأس قبل ان يتحرك مغادرا 
انا رايح اشوف المچنونة دي وانت بقى خليك مع فاتن معلش 
ارتسمت راحة على ملامح وجهه حاول اخفاءها وهو يردد
ماشي تمام روح انت شوف خطيبتك وانا هاضطر اقعد مع فاتن !
على ارض صلبة في مكان يبدوا كمصنع مهجور كانت جالسة في إحدى اركانه ضامة ركبتيها الى تبكي وتنوح حظها السئ الذي لم يفارقها منذ مولدها حينما اتت الى الدنيا من أم لم ترغب بها فلا تعير العيب او الحړام او ألأصول ادنى اهتمام و لطالما قاست هي بسببها في عيشها من أعين الرجال الطامعة بها لمجرد معرفتهم بأن والدتها هي محاسن عملت في عدة مهن حتى لايصبح مصيرها مثلها فتمنت من قلبها ان تتزوج من رجل في الحلال فينتشلها من هذه البيئة الموبؤة فتعيش كبقية النساء ولكن حتى هذه كانت غالية عليها فكان نصيبها الزواج من رجل مدمن على المخډرات والتي سجن بسببها وعادت هي لوالدتها مرة اخرى 
رفعت رأسها تكفكف دموعها وتحمد الخالق انه نجاها من القبض عليها امس حينما عادت متأخرة من عيادة الطبيب ولكنها عادت للتشرد وهي لا تجد مكان يأويها 
تنهدت قانطة وهي تنظر للهاتف الذي اوشك شحن بطاريته على النفاذ وهو يصدح باتصاله فتحت على المكالمة تجيب بياس
ايوة ياسعد عايز ايه تاني مش ناوي تحل عن دماغي بقى
وصلها صوته
مالك بس ياامينة دي جزاتي يعني اني عايز اطمن عليكي بعد ماعرفت باللي حصل لوالدتك و نيرمين لما كبست عليهم الحكومة لليلة امبارح 
لا بصراحة قلبك طيب قوي فيكي الخير 
الله يسامحك ياامينة انا مش هارد عليكي بس اسمحيلي اسالك بحكم العشرة عاملة آيه وبتباتي فين دلوقتي بعد مااخوات جوزك كمان استولوا على بيتك
رفعت رأسها للسماء قائلة بدموع حاړقة 
حتى دي عرفتها 
قطعت الجملة وازداد نشيج بكاءها فاستغلها فرصة ليلقي عليها الكلمات المواسية 
خلاص ياامينة اهدي يابت الناس انت بس لو تقوليلي على مكانك كنت اساعدك 
في المصنع القديم 
انتفض منتبها على جملتها
ايه بتقولي فين ياأمينة 
اردفت صاړخة 
بقولك في المصنع
119  120  121 

انت في الصفحة 120 من 128 صفحات