الحكمة في ارض البرونز بقلم د.رحاب سليمان
تعالــج األمــراض المختلفــة،لــذا اي ـا ً كان مــا تعانيــه،ســتالحظ أن جســدك
تــم شــفاؤه بــكل ســهوله،فــا يوجــد أطبــاء نهائيـا ً بــأرض البرونــز،يوجــد
علمــاء فقــط يقومــون بعملــون علــى تطويــر العلــم والمعرفــة
كنــت أشــعر بالدهشــة،وإيليــن تتحــدث عــن هــذا العالــم الغريــب الــذى لــم
اتخيلــه يوم ـا ً .
ســألت ايليــن أريــد أن أعــرف هــل أرض البرونــز كوكــب خــارج المجــرة،
ويبعــد عــن األرض كثيــرا ً
فقالــت لــى:يوجــد بعــض األســئلة التــى لــن أســتطيع اإلجابــة عنهــا،منهــا
عــن العديــد مــن األســئلة التــى تــدور فــى ذهنــك،ولكنــى ســأخبرك بالمهــام
اليوميــة،والمعلومــات التــى ســوف تســاعدك فــى اتمــام مهمتــك هنــا فــى
أرض البرونــز،وهــذه هــى القوانيــن هنــا،فللمعرفــة أوقــات محــددة،وهنــاك
أمــور اذا علمتهــا مــن البدايــة لــن تســتفيد كثيــرًا،بــل ســتضرك،لــذا ســتعلم
كل شــىء فــى حينــه وأوانــه.
اخبرتنــى إيليــن أن وقــت القيلولــة قــد اقتــرب فهــو بعــد ســاعتين مــن تنــاول
وذلــك لشــحن الجســد وراحتــه .
تالشــت مخاوفــى،وبــدأت أشــعر بالطمأنينــة،وبــدأ يجذبى هــذا العالــم الغريب
بســبب المعرفــة الهائلــة،والتطــور التكنولوجــى الرائــع،الــذى أدهشــتنى
بتفاصيلــة،عالــم يتميــز بغموضــه وأســراره،تملكنــى الفضــول حــول مــا
اعيشــه هنــا،شــعرت بأننــى أريــد معرفــة المزيــد .
نمــت وقــت القيلولــة،وشــعرت بتجــدد طاقتــى،واســتيقظت علــى همــس إيلين
المســائية،واليــوم ســنقوم بالتنــزه فــى الحديقــة الكبــرى لتجديــد طاقتنــا
واالســتمتاع بوقتنــا،بالفعــل قمــت واســتعديت للخــروج مــع زوجتــى،ورأيــت
ســيارة صغيــرة أمــام منزلــى،يظهــر عليهــا شاشــة ضوئيــة مكتــوب عليهــا
(أهــا بــكَ يــا نــادر)،فنظــرت الــى زوجتــى وســألتها هــل هــذه ســيارتى؟ قالــت
نعــم انهــا ســيارتنا وبهــا نظــام تحكــم يســاعدك علــى تعلــم القيــادة الخاصــة
بــأرض البرونــز،فالقيــادة هنــا تختلــف عــن عالمــك،كمــا رأيــت باألمــس
داخــل الســيارة،الن بهــا نظــام جــى بــى اس متطــور،يســمعك ويجيبــك،تنطــق
اســم المــكان الــذى تريــد التوجــه اليــه،وســتصحبك الســيارة فقــط فــى ثــوان
معــدودة،مهمــا كانــت المســافة بعيــدة،حيــن اقتربــت مــن الســيارة،فتحــت
أبوابهــا فشــعرت بالذهــول جــراء ذلــك،فقالــت لــى زوجتــى:ال داعــى للقلــق،
جميــع الســيارات هنــا مــزودة بنظــام استشــعار،ليشــعر بوجــود صاحبهــا هــذا
النظــام يتــم بنــاؤه مــن خــال جهــاز تحليــل الشــخصية الــذى قــام بتحليــل
شــخصيتك ســابقًا،ســألنى الجهــاز أى مــكان أريــد التوجــه؟ فقلــت الحديقــة
العامــة،وبعــد أقــل مــن دقيقــة وصلنــا الــى الحديقــة العامــة،وهــى عبــارة
عــن متنــزه رائــع،بــه زهــور رائعــة بألــوان جميلــة،ســألت زوجتــى لمــاذا
تلــك الزهــور بألوانهــا الطبيعيــة وليســت برونزيــة اللــون فهــى أيضـا ً نباتــات؟
فقالــت لــى:اللــون البرونــزى هنــا فــى المحاصيــل الزراعيــة التــى تبــاع
وتشــترى،ليكــون عالمــة علــى انهــا تــم زراعتهــا بشــكل جيــد،أمــا بالنســبة
للزهــور والمتنزهــات ســترى انهــا بألــوان طبيعيــة أخــاذة،النبعــاث للراحــة
والطمأنينــة فــى النفــوس،واالســمتاع بجمــال األلــوان الطبيعيــة.
يحيــط بــى عالــم مــن الســحر،والخيــال،فتنســيق الحديقــة،ال يمكــن تخيلــه،
نظــام االضــاءة هنــا هــو نفــس النظــام الــذى رأيتــه عنــد البحــر،فــإذا أردت
الليــل ســيختار لــك اضــاءة ليليــة،وســتراها انــت فقــط،كل مــن حولــك ســيرون
االضــاءة التــى يرونهــا،وهــذا ألن االضــاءة لديهــا استشــعار برؤيتــك،وهــذا
ســيريك مــا تحــب وكمــا ترغــب،وهــذا يعتبــر اعجــاز فــى حــد ذاتــه.
كان بالحديقــة شــاالت مــن الميــاة يحيــط بهــا إضــاءة بنفســجية اللــون،وزهــور
فائقــة الجمــال والروعــة،مناظــر لــم أرهــا فــى حياتــى،طيــور رائعــة الجمــال
تحيــط بهــذا الشــال تــدور بشــكل دائــرى،كمــا لوكانــت تســير فــى مســار محــدد،
يتوســطه طائــر رائــع اللون،طــرأ إلــى ذهنــى موســيقى بحيــرة البجــع،وهــى
احــدى الروائــع الموســيقية للرائــع تشايكوفســكي،وتذكرت بعــض القصــص
الخرافيــة بهــذا الخصــوص،وهــذا فــى حــد ذاتــه شــعور ال يوصــف،وكان
ايضـا ً بالمنتــزه حيوانــات نــادرة،تتميــز بألــوان الطبيعــة الخالبــة،كان االطفــال
يلعبــون ويمرحــون،رأيــت الســعادة تعلــو وجــوه الجميــع،كان يوجــد ايضــا َ
العــاب جماعيــة لالطفــال والكبــار،حــدث مــا لــم يخطــر ببالــى،بــدأت همومــى
تتالشــى،ال أعلــم حقـا ً مــا هــذا المــكان،اال أننــى بالفعــل بــدأت أشــعر بالســعادة.
انتهــت نزهــة اليــوم،وبالفعــل شــعرت بتجديــد طاقتــى،وعدنــا الــى منزلنــا الــذى
شــعرت فيــه بالــدفء الــذى افتقدتــه فــى قصــرى الفاخــر،وقالــت لــى زوجتــى:
غــذا ً فــى أمســية المســاء ســنقوم بزيــارة جيراننــا والتعــرف عليهــم.