الأربعاء 18 ديسمبر 2024

رواية فى قبضة الأقدار بقلم نورهان العشرى

انت في الصفحة 43 من 67 صفحات

موقع أيام نيوز


فقومت قولتله هنام و هربت و جريت علي الجنينة و مش عيزاه يشوفني عشان ميفكرش إني كذبت عليه بس خلي بالك دا سر بينا 
أبتسمت جنة علي حديث الفتاة و قالت بمزاح 
أنتي شكلك حكاية يا ريتا . متقلقيش يا ستي مش هقوله حاجه 
طب يالا بينا بقي بشويش 
يتبع .....
السادس عشر
كل الأسود حداد إلا الأسود في عيناك. فهو فتنة من نوع خاص.

نورهان العشري 
حاجه أمينة . مالك في إيه 
لم تستطع أمينة الحديث و لكن بصعوبة استطاعت أن تشير بيدها على
شئ ما أسفل الأريكة في آخر الغرفة و الذي لم يكن سوي بخاخ لعلاج حالات الإختناق المشابهة لذلك فهبت جنة من مكانها و قامت بجلب تلك البخاخه و تقريبها من وجهها و قامت بالضغط عليها عدة مرات لتستشعر أمينة عودة الحياة إلى ا مرة أخرى فقد كانت على شفير الهلاك فقد انقطع عنها الهواء و لم تعد تستطع حتى إخراج صوتها و إزدادت ضربات ا بشكل كبير إلى أن أرسل الله لها الغوث في تلك الفتاة و التي كانت آخر شخص تتوقع أن يساعدها لتتخلص تدريجيا من آثار أزمتها على أقوي منها عندما شعرت بيد جنة الحانية و التي أخذت تمسد بها ا بحركات دائرية هادئة و بيدها الأخرى كانت تطوق كتفيها و قد آلمها أو لنقل أخجلها هذا الموقف كثيرا خاصة حين سمعت صوتها المتلهف تقول
طمنيني بقيتي أحسن دلوقتي 
هدأت أنفاسها تدريجيا و لكن كان صوتها بعيد و لم تكن قادرة على استدعائه فهزت رأسها بضعف لتقول جنة بلطف 
طب قومي معايا
افردي جسمك و ارتاحي علي السرير 
و كأن حنانها و لطفها كانوا كالسوط الذي أخذ يجلد قلبها دون رحمة .فبهذا المكان تحديدا أذاقتها كل أنواع الاټهامات واشنعها والآن تقوم بأنقاذ حياتها و معاملتها بكل ذلك اللطف و الحنان !
أي جرم ارتكبته في حق تلك الفتاة التي لا تستطيع نسيان نظراتها الملتاعة ولا التوسل الذي كانت تخفيه خلف قوتها بألا تواصل جلدها و إحراق روحها بكلماتها المهينة ولكنها دهست علي كل ذلك بأقدام الظلم و أجهزت على كبريائها دون أن يرف لها جفن من الرحمة و الآن ألقي بها القدر بين يديها و التي لم تتردد لحظة في إنقاذ حياتها بنفس المكان الذي قټلتها به !
انتهت جنة من وضع أمينة في فراشها و دثرتها بالغطاء جيدا و أخذت تناظرها باهتمام تجلي في نبرتها حين قالت 
حضرتك عامله إيه دلوقتى 
لم تجبها أمينة فلم تطاوعها شفتاها بالحديث إنما هزت رأسها و عيناها مازالت تعج بفوضى الشعور بداخلها و الذي قاطعه دلوف عاصف للجميع إلى داخل غرفتها و كان أول المهرولين هي حلا التي إندفعت إلى فراش والدتها و هي تقول بنبرة ملتاعة 
ماما حبيبتي مالك في إيه 
حاجة أمينة . انتي كويسة 
كان هذا صوت نعمة الخادمة الخاصة بها و جاء صوت مروان الذي كان يمسك بيد ريتال التي ما أن رأت أمينة ملقاة أرضا حتى هرولت إلى الأسفل لتخبر الجميع و قد كان آخر من دخل إلى الغرفة سما التي جاهدت قلقها علي أمينة و رسمت قناع البرود علي محياها و لم تتفوه بحرف و قد جذب انتباهها جنة التي انزوت بعيدا عنهم بآخر الغرفة خوفا من بطشهم 
أنا كويسة الحمد لله . اطمنوا
حلا پخوف 
كويسة ازاي يا ماما وشك مخطۏف و مش قادرة تاخدي نفسك 
أومأت أمينة برأسها بتعب تجلي في نبرتها حين قالت
متقلقيش يا حلا قلت كويسة 
إلتقمت عيناها تلك التي كانت تقف بأحد الأركان و يبدو عليها الخۏف فاندفعت تجاهها و أمسكت برسغها تهزها پعنف مصحوب بكلمات قاسېة 
أنتي إيه اللي جابك هنا أكيد انتي ضايقتيها بكلامك و خلتيها تعبت كدا 
خرج صوت أمينة ضعيف حين قالت 
سبيها يا حلا 
ارتعشت جنة تحت يدها و هزت رأسها بنفي ليقاطعهم صوت قوي قادم من خلفهم 
في إيه بيحصل هنا 
للقلب دائما سلطان علي العقل يسلك كل الطرق المشروعة و الغير مشروعة حتي ينفذ إرادتة و هذا ما حدث معه فبالرغم من أنه قد عزم علي محاربتها و كل شعور يخصها داخله إلا أن هناك شئ قوي اجبره قسرا علي الذهاب خلفها مختلقا حجج وهمية ترضي كبرياءه و لكن حين سمع صوت بكاءها شعر و أن عبراتها جمرات ڼار مشټعلة ټحرق احشاؤه من الداخل حتى كاد أن يذهب خلفها لا يعلم ماذا سيفعل و كيف سيصحح
أخطاءه التي دائما ما يرتكبها بحقها و لكنه توقف حين رأي ريتال تلهو بالحديقة فاقترب منها قائلا بلطف و حرج 
ريتا . بتعملي إيه هنا 
كنت زهقانه
شويه و قولت أخرج اشم شويه هوا 
و مروان سابك تخرجي لوحدك كدا 
لا مانا هربت منه . و حضرتك أكيد مش هتقوله 
فكر قليلا قبل أن يقول
لا مش هقوله بس عايز منك خدمة 
اتفضل يا عمو 
الطفله ببراءة 
طب و أنا هعمل كده إزاي يا عمو 
أجابها بما يعتمل داخله ويريده بشدة أوي .
إلتفتت حلا إلى سليم قائله پغضب و حلا قائلا 
سبيها يا حلا !
شحذت أمينة بعضا من طاقتها المفقودة و قالت بكل ما تملك من قوة 
اسمعي كلام اخوكي و سبيها. هي معملتش حاجه 
تمسك بجملة والدته الأخيرة كسلاح قوي أمام شقيقته العنيدة و التي قالت پعنف
دا شئ لا يحتمل إحنا مش مجبورين نتحمل كل عمايلها عشان حتة العيل إلى هتجيبهولنا 
ماما. جنة هي إلى ضايقتك و خلتك تتعبي زي ما هي بتقول 
أمينة بصوت واهن
أبدا يا سليم أنا جالي ضيق تنفس فجأة و البخاخة وقعت من أيدي و هي دخلت لقتني تعبانه و جريت عليا جابتهالي بعد ما كنت خلاص ھموت .
سقط الحديث علي مسامع الجميع كصاعقة و ما جاء بعده كان أقوي حين إلتفت إليها سليم يناظرها بإحتقار و يداه مازالت تعتصر رسغها پعنف تجلي في نبرته حين قال 
سمعتي ! إلي أنتي واقفه تهينيها دي هي إلي أنقذت حياة أمك . 
جف حلقها من حديث والدتها و شعرت بمدي حماقتها و لكن نظرات شقيقها المحتقرة أحرقت كيانها و خاصة نبرته التي كانت تسمعها منه لأول مرة فحاولت الحديث قائله بتلعثم
أنا . أنا اتلخبطت لما . شفت . ما . ماما ..
قاطعها نبرته الصارمة حين قال 
مش عايز مبررات . 
اعتذري !
صاعقة ضړبت رأسها حين سمعت حديث أخاها و رغما عنها هزت رأسها
بالنفي و كأنها لا تستطيع أستيعاب كلماته فخرج صوته هادرا 
قلت اعتذري 
لأول مرة بحياتها تشعر بالقهر و قد كان ذلك بيد داعمها الأول و مصدر قوتها فقد كان الأمر موجع للغاية و لكنها ابتلعت مرارته و قالت بعنفوان و هي تناظر جنة
پغضب 
تمام . أنا اسفة . بس خلي بالك أنا مبعتذرش عشان فعلا أسفة بعتذر عشان مجبرة 
إلتفت سليم إلى مروان و قال بصرامة 
مروان. خدهم و انزلوا كلكوا على تحت 
هز مروان رأسه و قال ناظرا إلى أمينة 
ألف سلامه يا مرات عمي 
هزت أمينة رأسها و لكن عيناها كانت متعلقة ب همت التي كانت تنظر إلى الأرض و لم تستطيع رفع وجهها بل إلتفتت مغادرة دون التفوه بحرف و كذلك سما التي رمقت أمينة بنظرات باردة مصحوبة بكلمات خاوية لم تنتظر حتي ردا عليها 
حمد لله علي سلامتك 
لم تعنيها كلمات حلا بل كانت تود الفرار من ذلك المكان الخانق باقصى سرعة لذا ما أن سمعت كلماته حتي أرادت الهرب و لكن يده كانت تحكم الإمساك بها و قد ألتفت إليها حين شعر بمقاومتها ولكن تلك المرة كانت نظرته مختلفة عن سابقتها على عكس نبرته التي لازالت غاضبة حين قال 
استنيني بره متمشيش 
هزت رأسها دون حديث فجل ما تريده الهرب من بين براثنه و ما أن أفلتها حتى هرولت للخارج و تبعتها ريتال و كان آخر من غادر هي نعمة التي ما أن أغلقت الباب حتى هوت صڤعة قوية على خد حلا أدارتها للجهة الأخرى و دوي رنينها في أرجاء الغرفة حتي أن أمينة هبت پذعر من مجلسها قائلة بلوعة
سليم !
و لكنه لم يلتفت لوالدته بل ظلت نظراته الغاضبة مسلطة علي وجه حلا الشاحب و المصډوم 
القلم دا عشان يرجع عقلك لراسك . و عشان تفكري ألف مرة قبل ما تهيني حد خصوصا لو ضيف عندك. و عندي إستعداد اديكي بداله ألف لو كررتي إلى عملتيه النهاردة 
خرج صوتها مجروحا كحال قلبها حين قالت 
أنت . بتضربني . عشانها. يا أبية 
سليم بصرامة 
بضړبك عشان قليتي أدبك و محترمتيش حد . معقول دا آخرة دلعنا فيكي! بقيتي تتجبري علي الناس و تهنيهم من غير ما يكون معاكي أي دليل 
حلا بإنهيار 
أنا دخلت لقيت ماما تعبانه و هي إلى موجوده معاها مفروض أفهم إيه 
مفروض تسمعي عشان تفهمي . 
هكذا قال بصرامة بينما نفضتها يداه تجاه والدته التي كانت تتابع ما يحدث بصمت و داخلها ېحترق ألما علي صغيرتها و ندما على تلك الفتاة التي أذاقوها الويلات دون أن يكون لها ذنب و جاء صوته الغاضب ليزيد من حزنها و هو يقوم بدفع شقيقته تجاه مخدعها 
فهميها و علميها إزاي تتعامل مع الناس بعد كدا . و لو لزم الأمر ربيها من أول و جديد . عشان مش هسمح بأي غلط زي إلى حصل دا يحصل تاني. و كلام سالم هيتنفذ بالحرف الواحد 
ألقي بكلماته و توجه إلي باب الغرفة قبل أن يلتفت ناظرا إلى شقيقته بحنق تجلي في نبرته وهو يقول 
فكري
بقي يا أم لسانين هتقوليله إيه لما ييجي . لأن إلى حصل دا كله هيوصله 
خرج من الغرفة غاضب للحد الذي جعله يأكل خطاياه و هو يبحث عنها فقد كان في تلك اللحظة على وشك الإعتذار منها . فقد صب جام غضبه علي شقيقته و أفرغ بها شحنات ندمه و يأسه و قد كانت كلماته لها تخترق قلبه و ټعنف عقله الذي جعله ېهينها و ېؤذيها هو الآخر و هي ماذا فعلت بالمقابل أنقذت حياة والدته بعد دقائق من إهانته لها ! أي وغد هو كيف إستطاع إلحاق الأڈى بها بذلك الشكل لم يكن ظالما لأي شخص بحياته و الآن أصبح جلادها الذي لا يعرف الرحمة وكأنه يعاقبها علي إختراقها لدوافعه و حصونه التي لا يعلم كيف اڼهارت أمامها 
كان يقاومها بشدة بينما هي تتسرب إلى داخله دون أن يدري حتى باتت تحتل جزء كبير داخل قلبه العاصى الذي إنحاز لها بكل قوة حتى عدوه هو وليس هي !
هكذا وصلت به أفكاره و هو يقف في أسفل الدرج بينما عيناه تمشط المكان بحثا عنها و قد توقف أمام حقيقة واحدة و هي أن لا ذنب لها بغباء قلبه و وقوعه
 

42  43  44 

انت في الصفحة 43 من 67 صفحات