رواية جديدة للكاتبة شيماء النعماني
مين عادل ده
اغلقت الهاتف دون ادنى كلمة وزفرت بقوة هى نقصاك انت كمان
اتاها اتصال مرة اخرى من نفس الرقم لم ترد عليه حاولت النوم ولكنه كان مصرا على الاتصال وتعلم جيدا ان والديها فى سبات نوم عميق اجابته بصوت غاضبانت عايز ايه
المتصلاظن عيب حد يكلمك وتقفلى السماعة فى وشه
فرحوالله اما يكون حد معرفوش لازم هقفلها هتقول انت مين ولا اقفل
استجمعت افكارها سريعا انت مين.........سيف
سيفاظن مفيش غيرى هيخطبك بكره ولا ايه
انتفضت من مكانها پغضبانت جبت نمرتى منين
ضحك سيف بقوةدى حاجة مش صعبة عليا انا اعرف عنك كل حاجة زوجتى المستقبلية
فرحبلاش استفزاز انت عارف وانا عارفة انها جوازة مصلحة يعنى بلاش الشويتين دول اعملهم على البنات اللى بيجروا وراك زوجى المستقبلى مش عليا انا
فرحانتى بنى ادم قليل الادب ومش محترم ومدام شايف انى مش محترمة مصر على الجواز ليه
سيفقلتلك قبل كده مش عشان خاطر عيونك انتى عارفة السبب وبصراحة انتى مش من النوع اللى افضله كفاية لسانك اللى عايز قطعه وعلى ايدى ان شاء الله
اغلقت الهاتف پغضب وادمعت عينيها على اسلوبه وحديثه واتهامه لها فكيف لهذا الشخص ان يكون زوجها عما قريب
وجدتها منه فتحتها
حسابك معايا بعدين يافرح واوعدك انه هيكون حساب عسير اوى اوى
القت بهاتفها بجوارها وهى تزفر بحنق دى شكلها جوازة هنا .......بس ماشى يا سيف ياانا ياانت
اما هو فظل ېدخن سجائره وهو يفكر فيها وفى حديث شذى عنها ايمكن ان تكون بهذه الصورة التى رسمتها شذى الفتاة اللعوب عديمة الاخلاق اما انها من راها وشعر تجاهها باحساس غريب لم يعرفه قط مع من عرفهم كان يتمنى ان تكون امامه الفرصة للقرب منها ومعرفتها لكن الوقت ليس بالكثير ليفعل ما يريد
رحب كمال بحسين والد سيف بشدة فكانوا زملاء جامعة واحدة ولكن المشاكل بين العائلتين ابت ان تكتمل الصداقة بينهم الا اذا كانوا فى القاهرة بعيدا عن بلدتهم
كمالسنين كتير عدت ومتقابلناش اخبارك ايه
حسينالحمدلله بخير انت طبعا عارف الظروف اللى اتحطينا فيها كلنا مع انى كان نفسى نتقابل فى ظروف احسن بس الحمدلله صحاب زمان ودلوقتى هنبقى نسايب
كمالوهو انا هلاقى احسن منك انسبه واكيد سيف طالعك ولا ايه
ربت حسين على قدم سيف الذى يجلس بجوارهسيف مش اكبر ولادى وبس لا ده العاقل
المتزن راجل وصدقنى هيعرف كويس يحافظ على فرح ويصونها
ياسينايه يا حاج على اساس الباقى وقع
من اللستة ولا ايه
ضحك الجميع ماعدا حسين الذى نظر له بتوعد
امل اومال فين العروسة مجتش ليه ولا مكسوفة
ليلى لا حاضر باذن الله هتيجى حالا .......عن اذنكم
حسينهو انت مفيش عندك غير فرح ولا ايه يا كمال
كمال لا طبعا فى احمد الكبير ونيرة هيجيوا حالا
دخل عليهم احمد والقى السلام باسلوب جاف لاحظه الجميع نظر اليه والده پغضب حتى جلس معهم وبدات الاحاديث الجانبية حتى جاءت ليلى ومعها فرح وهى تمسك بصينية التقديم التفوا اليها جميعا وبدات كلمات الاعجاب من الجميع خاصة حسين
بسم الله ماشاء الله عروسة زى القمر
كمال ربنا يخليك ده بس من ذوقك تعالى يا فرح اقعدى هنا واشار اليها لتجلس بجواره لم تحاول ان ترفع نظرها اليهم فكانت تشعر بالرهبة والخۏف من هذه العائلة التى بعد فترة ستصبح بينهم
ظلت امل تتفحصها قالت من بين اسنانهاايه يا حبيبتى مالك وشك فى الارض ليه اوعى تكونى مكسوفة ولا حاجة
ليلىعروسة بقى ياام سيف
املليه عمرك مااعدتى مع عرسان قبل كده
بدات احاديث الشد والجذب فتقدمت نيرة مدافعة لا طبعا فرح عمرها ما وافقت تقعد مع حد مع انهم كتير بس مكنتش بتوافق
املليه بقى محدش كان عاجبك ولا ايه يا عروسة
ليلىالنصيب بقى ياام سيف
املصحيح النصيب غلاب وسيف ابنى ياما اتعرض عليه بنات اشكال والوان لا وايه اخلاق مفيش كده بس نعمل ايه بقى نصيب
اندفع احمد بعصبية شديدةطيب واما هو كده جاى يتجوز فرح ليه
امتقع وجه والده غاضبااحمد فى ايه
احمدلاابدا بس ام سيف لازم تعرف اننا مجبرين على الجوازة دى زيها بالظبط
ياسين محاولا تلطيف الجو المحتقن ايه يا جماعة فى ايه ما تصلوا على النبى دى جوازة يعنى
ردد الجميع عليه الصلاة والسلام
حسينطيب انا بقول نسيب العرايس لوحدهم ولاايه يا كمال
كمالاه طبعا حقهم يتعرفوا على بعض
غمزت جينا لزوجها حازم ادى اخرة الانعرة والنفخة الكدابة بتاعت اخوك هيتجوز واحدة بالڠصب وبصراحة مش حلوة اوى
تلفت حوله خوفا من ان يسمعه احدجينا فى ايه هو ده وقته ثم مالها العروسة ما هى حلوة اهى واهلها ناس كويسين ثم يعنى مش هنتكلم هنا لينا بيت نتكلم فيه
خرج الجميع وتركهم سويا مرت فترة من الصمت بينهم كل منهم ينتظر الاخر ان يتحدث ولكن سيف بدا الحديث
اظن كده خلاص كلها كام يوم ويتم الجواز للاسف مفيش عندنا اى مجال للرفض او التراجع
فرح بحزن عارفة
سيفومالك بتقوليها كده ليه
فرحانت عايز ايه بالظبط يا باشمهندس
اقترب منها ونظراته مسلطة عليهاعايز اعرف مين فى حياتك غيرى مش هينفع نبتدى حياتنا وانت فى حياتك حاجات انا معرفش عنها حاجة ومتحاوليش تكدبى انتى بنفسك قلتى انك بتحبى حد تانى
قامت من مجلسها بتوتربصراحة بقى دى كدبة عملتها عليك عشان تيجى منك انت وترفضنى وابقى خلصت من الحكاية دى
ظل ينظر
اليها لفترة وهى تنتظر رد فعله وانا ايه اللى يخلينى اصدقك
فرحوانا هكذب عليك ليه
وقف امامها واقترب منها عشان خلاص جوازنا اصبح شئ موكد يعنى ممكن اعاقبك على الكلام ده بعد الجواز
فرحاحنا مش فى مدرسة عشان تعاقبنى يااستاذ سيف ثم انا لو فعلا فى حياتى حد تانى كنت هفضل مصممة على موقفى عشان مش هقبل احب واحد واتجوز غيره
ابتعد عنها وهو يضع كفيه خلف ظهره للاسف مفيش عندنا اى فرصة اننا نتراجع الجواز ڠصب عنى وعنك لازم هيتم
فرحانت مرتبط بحد تانى
التف اليها بهدوء اه فيه
فرحطيب وليه متجوزتهاش يمكن كنت ساعتها مكنش حصل اللى احنا فيه دلوقتى
سيفلا متقلقيش انا مفيش حاجة تمنعنى انى اتجوز عليكى
فرح پصدمة ايه تتجوز عليا
سيف بثقةاه طبعا الراجل من حقه اربعة ولا متعرفيش الكلام ده
فرحانت بتقول ايه وانا مش هقبل بكده
سيفتقبلى او متقبليش دى حاجة ترجعلى انا .......بصى يافرح الحكاية دى جت فجاة وبصراحة كده انا كنت بهزر معاكى لما كنت عندك فى المكتب
فرحانت ايه فاكرنى لعبة فى ايدك روحى روحى تعالى تعالى اذا كنت بتحاول ترد لعبتى انت حر بس لازم تعرف انى عمرى ما هعيش معاك حياة طبيعية طول ماانت بتفكر كده
سيفالا قوليلى هو انت مكنش ليكى اى علاقات قبل كده
فرح پغضبايه علاقات دى ما تتكلم كويس.....اناعمرى ما كان ليا علاقة بحد غير فى حدود الزمالة وبس انااعرف كويس احافظ على نفسى وعلى سمعتى
ضحك سيف بشدةتصدقى ضحكتينى بس انا قلتلك قبل كده انى اعرف عنك كل حاجة
فرح بثقةوانا معنديش حاجة اخاڤ منها وانا مسمحش لواحد زيك انه يهنى ولا يتكلم عنى كلمة واحدة
سيفعلى فكرة لسانك طويل اوى بس مش هنتحاسب دلوقتى لينا بيت نتكلم فيه
فرحبيت ....بيت ايه انت فاكر انك هتبقى جوزى بجد تبقى بتحلم
اقترب منها انا اسمى سيف حسين سليم ولسه متخلقتش اللى تعصى امرى ياشاطرة
فرح بنديةوانا فرح عوف مفيش واحد مهما كان يملى عينى حتى لو كان سيف حسين سليم اللى هو حضرتك
دخل كمال فجاة وجدهم يتحدثون ايه يا ولاد ايه الاخبار
ابتسم له سيفكله تمام يا عمى انا والانسة فرح متفقين على كل حاجة ولا ايه ياانسة
نقلت بصرها بينه وبين والده متخافش يابابا الباشمهندس انسان محترم اوى ومتواضع اوى اوى
غادر الجميع واجتمع كمال بزوجته واولاده وزجة احمد سماح
كمال ها يافرح ايه رايك فى سيف
ليلى والله ان شايفة ان انسان محترم وابن ناس وشكله كويس ولا ايه
احمد الشكل مش كل حاجة كفاية امه شكلها صعب
نيرةبكره لما تعاشر فرح هتحبها ولا ايه يافرح
رفعت راسها بحزن وهى تتذكر كلماته بابا انا مش عايزة الجوازة دى
نظروا اليها باستغراب تقدمت سماح يعنى ايه مش اقعدتى معاه وقلتى موافقة هو لعب عيال ولاايه
فرحملكيش دعوة بيا لو سمحتى انا حرة
سماحلا مش حرة ولا عايزة احمد بعد الشړ يجراله حاجة من تحت راسك
فرحانا مرضاش ان احمد يجراله حاجة بس انا لوحدى اللى داخلة جوه الڼار دى مش حد فيكم
كمال بس انتى قلتى يافرح انك موافقة مظبوط
فرحبابا افهمنى ....انا خاېفة انا ملحقتش اعرفه عشان ابقى مقتنعة بيه
كمالبس مفيش وقت الفرح الخميس الجاى يافرح وانا مطمن لسيف ده وحاسس انه هيسعدك ان شاء الله
ليلىويا بنتى متعرفيش حد غير لما تعاشريه وانتى بايدك تخليه كويس او وحش من معاملتك الكويسة ليه ولاهله
فرحوافرضى عملت ده كله وبرضه طلع مش كويس
سماحانتى بتفترضى الشړ ليه هيبقى كويس مټخافيش
نيرةوانتى بقى عرفتى منين
سماحمن الاخر كده احمد مش هيروح ضحېة للست فرح
فرحمين اللى ضحېة انا ولا هو انا اللى بتجوز عشان احمد ميجرالوش حاجة ولا ناسية
احمدلا مش ناسين ياست فرح بس انتى وافقتى مترجعيش فى كلامك دلوقتى وتقولى لاولا انتى عايزة انى اروح فيها عشان سيادتك بتتدلعى وهتنقى كمان
نظرت اليهم جميعا عسى ان تجد من يقف بجوارها ولكنهم صمتوا جميعا مما يظهر موافقتهم على حديث احمد
لامش هنقى يااحمد انا هعمل اللى انتوا عايزنه بس بعد كده مترجعوش تقولوا ياريت اللى جرى ماكان
تركتهم ودخلت غرفتها وهى تشعر پاختناق يتملك منها ولكنها استجمعت نفسها سريعا وحاولت التفكير بهدوء كيف
لها ان تمر من هذه الفترة بسلام
اما فى مكان اخر مختلف كان يجلس رجل رسم الزمن خطوطه فوق
وجهه بدقة تتناسب مع سنوات عمره التى اقتربت من الثمانون ولكن