الأربعاء 18 ديسمبر 2024

رواية فى قبضة الأقدار بقلم نورهان العشرى

انت في الصفحة 18 من 67 صفحات

موقع أيام نيوز


اللوحه أمامها 
ياسين وفيق عمران !
أخذت تردد الاسم بين بخفوت و هي تنظر أمامها بشرود قطعه صوت نفس السيدة و هي تقول بنصح 
أسمعي مني روحي أعتذريله أنتي قليتي أدبك عليه
جامد و الراجل معملكيش حاجه 
خرج الكلام منها حادا و هي تقول بنفي قاطع 
دا مين دا إلي أعتذرله نجوم السما أقربله . قال أعتذر قال !

كان يقف أمام إحدي ماكينات صنع القهوة ينتظر أن تنضج قهوته و هو يتنفس بحدة من تلك الجميله سليطه اللسان التي تتحول بلحظه من قطه ناعمه إلي نمرة مفترسه ! 
أنا أسفه !
أخرجه من شروده صوت أنطبع في مخيلته منذ أن
وقع علي مسامعه أول مرة و علي الرغم أن رقته حاليا تتنافي مع قوته سابقا و لكنه تعرف إليه و علي الفور إرتسمت إبتسامه خافته علي شفتيه حاول قمعها قبل أن يلتفت يناظرها بجمود و كأنه لم يسمع حديثها ممسكا بكوب القهوة الخاص به يناظرها بتفحص من رأسها حتي أخمص قدميها دون حديث و قد أغضبها تفحصه هذا فلعنت نفسها أنها أقدمت علي ذلك الإعتذار السخيف و قررت تصليح خطأها لذا التفتت تنوي المغادرة لتتوقف بمكانها حين أستمعت لنبرته الصارمة
أستني عندك !
توقفت بمكانها و أخذت نفسا قويا قبل أن تلتفت تناظره پغضب مكبوت بينما كان هو مستمتعا بمظهرها
و لكنه كان يحافظ علي جمود ملامحه حين اقترب منها بخط سلحفيه بينما عيناه لم تحيد عنها و ما أن وقف أمامها مباشرة حتي قال بخشونه 
أسمك إيه 
رفعت رأسها بشموخ قبل أن تقول بنبرة قويه ممزوج بغرور لاق بها كثيرا
حلا . حلا منصور الوزان .
لم يبدو و كأنه تأثر حين سمع حديثها بل تابع بنفس لهجته 
فرقه كام 
أجابت بملل 
تالته !
ياسين بهدوء مستفز 
تخصصك إيه 
حلا بنفاذ صبر 
فلسفه ! آداب قسم فلسفه . ها في أسأله تانيه 
ياسين بلا مبالاه 
لا. تقدري تمشي !
كان يطالعها بينما يرتشف من قهوته بهدوء أغضبها فكل ما صدر من ذلك المتعجرف يغضبها حديثه و إستجوابه و ايضا تجاهله لأعتذارها الذي جاهدت كثيرا حتي تخرجه لذا تمنت في لحظه أن ټحرق القهوة لسانه اللاذع عله يخرج عن طور البرود المستفز هذا. 
أخرجها من شرودها تجاوزه لها و خروجه دون أن يتفوه بحرف فوبخت نفسها بشدة كيف أنها كانت تقف بجمود تطالعه كالبلهاء و هكذا كان حالها حين دخلت إلي إحدي القاعات حتي تحضر أولي محاضراتها و تذهب إلي البيت علها تنهي ذلك اليوم الذي لم تكن بدايته تبشر بالخير أبدا !
جلست علي إحدي المقاعد بعيدا عن الجميع و لم تكد تستقر في مقعدها حتي تفاجأت بذلك الضخم المتعجرف يدخل من باب القاعه و يقف خلف الطاوله الكبيرة و هو يناظرهم و تحديدا هي قائلا بنبرة بها الكثير من التحدي المغلف بخبث يطل من عيناه 
أهلا بالطلبه الجداد إلي انضموا لجامعتنا . أحب أعرفكوا بنفسي أنا الدكتور ياسين وفيق عمران!!
برقت عيناها من هول ما يحدث معها و ودت لو أن الأرض تنشق و تبتلعها في تلك اللحظه فهذا المتعجرف هو دكتور إحدي المواد المقررة عليها لهذا كان يستجوبها و هي كالبلهاء أجابته بمنتهي الصراحه !
أخيرا انتهت الزيارة و استقل كلا من عدى و مؤمن السيارة و إنطلقوا عائدين إلي القاهرة و ما أن غادرت السيارة أبواب المزرعه حتي أنفجر عدى قائلا پغضب 
شفت بنت لعبتها صح إزاي و قدرت تضحك عليهم زي ما ضحكت علي حازم الله يرحمه !
ناظره مؤمن پغضب حارق قائلا بتقريع
بطل إستعباط و كلام أهبل كلنا عارفين مين ضحك علي مين 
عدى بإنفعال
تقصد إيه يا مؤمن وضح كلامك !
مؤمن باحتقار
قصدي أنت عارفه كويس يا عدى !
كفايه إلي حصل لحازم فوق بقي من غفلتك دي إحنا ممكن نكون مكانه في أي وقت !
عدى بنفاذ صبر 
بطل حكم و مواعظ و فكر معايا . إزاي قدرت تضحك عليهم بالشكل دا 
ناظره مؤمن بحنق قبل أن يقول مستنكرا 
تضحك علي مين أنت عبيط ! دا سالم الوزان! محدش يقدر يضحك عليه و أكيد لو عنده شك و لو واحد في الميه أنها كذابه مكنش جابها تعيش وسطهم 
ثم أعطاه نظره حانقه محتقره و هو يقول بتقريع 
معلقتش علي موضوع الحمل يعني ! أنت إلي شجعت حازم أنه يعمل عملته دي صح !
تراجع عدى للخلف و نظر أمامه قبل أن يقول بلامبالاه
مشجعتش حد كل حاجه كانت بمزاجها . و بعدين زيها زي أي واحده حازم مشي معاها و سابها. بس دي طلعت حويطه أوي و عرفت تلعبها صح !
كانت جملته الأخيرة تحمل حقدا من نوع خاص فهمه مؤمن علي الفور فقال بتوبيخ 
بطل أفتري و ظلم أنت اكتر واحد عارف
أنها مش زي البنات دي و أنت السبب في كل العك إلي حصل دا !
عودة إلي ما قبل سته اشهر
توجه الثلاثي مؤمن و عدى و حازم إلي إحدي القاعات لحضور محاضرة لذلك الدكتور اللزج الذي جعلهم يرسبون في
مادته للمرة الثانيه فأصبح لزاما عليهم أن يحضروا جميع محاضراته حتي يتثني لهم النجاح بها فهذه سنتهم الأخيرة و يريدون للخلاص حتي يشق كلا منهما طريقه نحو الحياة . 
أتخذ كل واحد منهم مقعد ينتظرون مجئ الدكتور الوغد كما أسموه و ما هي إلا ثوان و دلف إلي القاعه و ما أن وقعت عيناه عليهم حتي رماهم بنظرة متهكمه و أتخذ مكانه حتي يستعد لبدأ المحاضرة التي مر منها قرابه العشر دقائق و الثلاثي قد بلغ الملل بهم لذروته و لكن ما أن سمعوا طرقا علي الباب الذي أنفتح بعد سماح
الدكتور للطارق بالدلوف و الذي لم يكن سوي فتاه جميله بشعر أسود حريري و عينان تضاهيه سوادا تناقض كثيرا مع بياض بشرتها التي يتوسطهم التفاح الشهي المنثور فوق خديها الحمروان و كانت تعتذر من الدكتور بخجل علي تأخرها و قد سمح لها بالدخول و ما هي إلا دقائق حتي إنخرطت معه في المحاضرة وصارت تناقشه بجرأة و لباقه و لم تكن تعلم بأن هناك ثلاث أزواج من العيون تقتنص جميع حركاتها إلي أن أنتهت المحاضرة فخرجت جنة مع
أصدقائها تضحك هنا و تبتسم هناك و تشاكس هذا و تمازح ذاك غافله تماما عن كل ما يحاك حولها من مؤامرات تسببت في هدم حياتها !
كان أول المتحدثين هو عدى الذي قال بإعجاب صريح وقح 
واد أنت و هو شايفين الصاروخ إلي أنا شايفه دا !
أجابه مؤمن بإعجاب لم تخفيه عيناه 
شايف! إلا شايف دا إلي ميشوفش الجمال دا يبقي أعمي!
تحدث عدى متأثرا بمظهرها 
أنا لازم أروح أتعرف عليها!
هنا تحدث حازم الصامت منذ بدأ الحديث و قال بنبرة قاطعة
البت دي تلزمني ! 
وجه عدى أنظاره الغاضبه إليه و قال بحنق
و ليه بقي إن شاء الله . مانا كمان معجب بيها 
ناظره حازم بغرور و قال بتكبر 
عدى يا حبيبي متحطش نفسك في مقارنه معايا عشان أكيد هتطلع خسران 
أنفعل عدى و قال بحدة 
علي أساس أنك إلي مفيش منه أتنين يعني و لا حاجه !
حازم بفظاظه
بالظبط كدا . و أظن أنت جربت تدخل في منافسه معايا قبل كدا و شوفت النتيجه 
شعر عدى بنصل حاد يخترق أعماق قلبه و كبرياؤه و لكنه أبي الإنهزام أمامه إذ قال بعنفوان 
بيتهيألك ساندي أنا إلي سبتهالك بمزاجي . عشان مكنتش تفرق معايا
أوشك حازم علي الرد و لكن تدخل مؤمن الذي كان يشاهد صراعاتهم المستمرة فقال بتسليه
لا بقولكوا إيه متصدعوناش بنقاركوا دا . دلوقتي البت عجباكوا أنتوا الأتنين . يبقي نشوف مين فيكوا إلي هيقدر يوقعها .
راقت الفكرة للثنائي الأهوج الذي نزعت من قلوبهم كل معالم الرحمه لذا خرجت الموافقه من بين شفتيهم أتبعها عدى قائلا بتخابث
و مش بس كدا . دانا لو علقتها هاخد منك العربيه الجديده بتاعتك . زي مانتا خدت عربيتي قبل كدا !
أبتسم حازم بسخريه قبل أن يقول بحماس 
موافق ! أما أنا بقي لو كسبت الرهان و دا متوقع طبعا . هخليك .... و لا بلاش لما أكسب الرهان و أبقي أقولك وقتها !
أتفقنا .. أستنوني هنا
و شوفوا هعمل إيه 
كان المتحدث عدى الذي إندفع تجاه جنة التي كانت تتحدث مع إحدي صديقتها و ما أن اقترب منها حيث قال ليجذب انتباهها 
لو سمحتي ممكن كلمه 
ألتفتت جنة إليه قائله بتحفظ 
في حاجه 
عدى بإحترام مزيف 
أنا شفتك و أنتي بتتناقشي مع الدكتور و بصراحه أسلوبك كان سلس و منمق فلو مكنش يضايقك كنت عايزك تشرحيلي كذا حاجه واقفه قدامي !
كان مظهره العابث يتنافي مع حديثه المنمق و أيضا تلك الوقاحه المنبعثه من عيناه جعلتها تعرف الهدف الأساسي من حديثه المخادع هذا لذا طالعته بتهكم قبل أن تقول بلهجه قاطعه 
أنا هنا طالبه زيي زيك غير مؤهله إني أشرح لحد فلو عايز تستفيد فعلا أنت ممكن تروح للدكتور و تتكلم معاه . عن إذنك 
أنهت حديثها و التفتت تكمل حديثها مع صديقتها فانتابه ڠضب حارق تجاهها و لكنه حاول إبتلاعه قبل أن يرقق لهجته قليلا و هو يقول 
طب و لو قولتلك إني حابب أتعرف عليكي ووو..
قاطعته جنة بنبرة صارمه 
مبتعرفش !
و لو سمحت تمشي من هنا عشان مناديش علي حرس الجامعه و أعملك مشكله 
إحتدت لهجتها كثيرا في جملتها الأخيرة و قد وصل حديثها إلي مسامع كلا من مؤمن و حازم الذي ناظره بشماته و هو يعود أدراجه خائبا
بينما خرج الكلام ساخرا من بين شفتي مؤمن حين قال 
يااه عالحلقه ! دي غسلتك و شطفتك و نشرتك 
حدجه عدى بنظرة حادة بينما كانت عيناه تناظر حازم الذي قال بتشفي
قلبي عندك يا ديدو بس أنت كدا كدا خسران يا صاحبي من البدايه . لكن أوعدك حقك عندي . شوف و أتعلم
أنهي كلماته و توجه إليها بعنجهيه و غرور دائما ما يلازمه و ما أن توقف بقربها حتي سمع صديقتها تناديها بإسمه جنة أحتار للحظات أهو إسم أم وصف و لكنه وصل إلي نتيجه واحده أنه ينطبق عليها كثيرا . 
أقترب منها قبل أن يقول بخشونه و هو يناديها
جنة !
تسمرت بمكانها من فرط صډمتها فمن أعطي ذلك المغرور الحق في مناداتها بتلك الطريقه التي توحي بأنهم اصدقاء قدامي !
ألتفتت تناظره پغضب حاولت إخفاءه حين قالت بجفاء 
أنت تعرفني 
جاءها رده حين قال بتأكيد 
مانا جاي هنا عشان أعرفك ! 
إغتاظت من وقاحته و غروره فوقعت عيناها علي صديقه الذي وبخته للتو فأشارت إليه و قالت مرتفع قليلا 
أنت ! 
ناظرها عدى پصدمه تحولت إلي سعادة غامرة حين سمعها تقول 
أبقي قول لصاحبك الكلمتين إلي
لسه قيلاهملك عشان واضح أنه مبيسمعش !
ألقت كلماته مرفقه بنظرات ساخطه محتقرة لذلك
 

17  18  19 

انت في الصفحة 18 من 67 صفحات