الأربعاء 18 ديسمبر 2024

رواية فى قبضة الأقدار بقلم نورهان العشرى

انت في الصفحة 42 من 67 صفحات

موقع أيام نيوز


قد تقصيه عن جنونه فقالت بتريث
طب و مامتك الحاجة أمينة إستحالة توافق علي جوازك مني 
سالم بصراحه صډمتها
دي حقيقة هي فعلا من الصعب جدا أنها توافق علي جوازي منك 
فرح بإندفاع 
شفت أدي أنت قولت عمرها ما هتوافق !
سالم مصححا 
لا
أنا قولت صعب بس مش مستحيل !
فرح بحنق
طب أفرض موافقتش هتزعل ممتك 

سالم بفظاظة
لا هقنعها و حتي لو مقتنعتش دي حياتي و
أنا حر فيها 
فرح بإنفعال 
عمرها ما هتقتنع أنت نسيت رأيها فيا لما كنا في المكتب . و علي فكرة بقي أنت كمان كنت موافق علي كلامها 
رفع إحدي حاجبيه و قال بإستفهام
بالنسبة لكلام الحاجة فدا رأيها هي حرة فيه بس عايز أعرف أنا أمتا وافقت علي كلامها 
فرح بحنق عندما تذكرت حديثهم بالمكتب
أيوا وافقت و متنكرش . و علي فكرة بقي أنا عمري ما هتغير أبدا 
سالم بأختصار
محدش طلب منك تتغيري
فرح بكبرياء
أنا بس بعرفك. فكرة الست الضعيفة دي بره عني عمري ما هعرف اعملها أبدا 
إرتسم بعيناه نظرات جعلتها تتوتر و خاصة حين قال بلهجة عميقة
الستات يا فرح مبيتصنفوش ضعيفة و لا قوية. وحشة ولا حلوة الستات بيتصنفوا ست ذكية و ست لا 
لامست نبرته شئ ما بداخلها و لكن معرفتة بأمور النساء لم تروق لها لذا قالت بسخريه غاضبة
أنت خبير في الستات بقي 
تابع متجاهلا جملتها
و الست الذكية بس هي إلي تعرف تتعامل مع الظروف إلي حواليها و هي كمان إلي تقدر تخلي ضعفها سلاح في أيدها .
تابعت تعانده 
الكلام دا مش صحيح 
أصر علي حديثه و قال مؤكدا 
بالعكس الكلام دا صحيح ميه في الميه أنتي بس إلي بتقاوحي !
تجاهلت تلميحه و قالت بعتاب خفي
بس أنت قولت غير كدا قدام ممتك 
شعر بها تعاتبه فقد تجلي ذلك في عيناها فقال بتخابث
فكريني بالكلام إلي أنا قولته معلش 
اندفعت الكلمات من بين حانقه
قولت الراجل بيحب الست تبقي قدامه ست و من وراه راجل 
سالم بتسلية
حلو أنك لسه فاكرة طب ممكن بقي تعرفيني إيه إلي فهمتيه من كلامي !
فرح بإستنكار غاضب
فهمت أنك تقصد انك عايز مراتك تبقي قدامك ست و معني أنها تبقي ست أنها تبقي ضعيفة 
سالم ببساطة
لا خالص يا فرح دا مش معني كلامي
لاح شبح الأمل في سماءها فقالت بنبرة هادئة مترقبة
آومال إيه معناه
لاح المكر في عيناه و تعمقت نبرته حين قال بوقاحة 
أوعدك أول ما يتقفل علينا باب واحد هعرفك أقصد إيه 
ا٥نتفض كيانها كله بكلماته التي جعلت زوبعه من المشاعر تجتاح قلبها و لامست أوتار ملغمة داخل ا فقالت بإندفاع
سالم بيه مسمحلكش !
كانت ملامحها ككتاب مفتوح لا يمل من قراءته أبدا لذلك تابع بلهجه تحمل وسام الغرور و الإنتصار معا
مش مستنيكي تسمحي . و لا عايز منك تتغيري . كل إلي عايزة حاجه واحده بس 
فرح بنبرة مرتعشة
إلي هي 
متقاوميش . و بطلي تستنزفي نفسك في حروب خسرانه . عشان أنتي بس إلي بټتأذي .
هبت رياح العناد برأسها فقالت بقوة
أنا حرة في نفسي علي فكرة 
إستدار
و تقدم بخطوات مغترة حتي وصل إلي باب الغرفة و من ثم إلتفت أليها قائلا بتملك إنبعث من عيناه أولا 
مبقتيش حرة بعد النهاردة .
ثارت جيوش التمرد بعروقها فقالت بحدة
نعم دا إلي هو إزاي 
أرسلت عيناه نظرات كالسهام التي تراشقت بقلبها فجعلته يرتجف بقوة بين ضلوعها لما لامسته بنظراته التي لم تخل من التملك و الإعجاب و ربما الإشتهاء الذي تجلي بوضوح في كلماته
من اللحظة إلي قولت فيها إنك خطيبتي بقيتي علي إسمي. علي إسم سالم الوزان . أحفظي الكلمتين دول كويس أوي .
كانت أمينة بغرفتها تنتظر قدوم همت التي أرسلت بطلبها للتحدث معها و إنهاء الخلافات بينهم و ما هي إلا دقائق و سمعت طرقاتها علي باب الغرفة فسمحت لها بالدخول 
تعالي يا همت و اقفلي الباب وراكي 
أطاعتها همت بملامح متجهمة و تقدمت منها بخطوات مقتضبة و جلست علي الأريكة المقابلة لمقعدها فبادرت أمينة بالحديث قائله بود 
شكلك لسه زعلانة مني يا همت 
همت بتهكم
زعلانة منك ! لا إزاي هو أنتي بتعملي حاجه بردو تزعل 
تجاهلت أمينة السخرية في حديثها و قالت بتفهم 
حقك يا همت تزعلي . بس حطي نفسك مكاني ..
قاطعتها همت بحدة 
أنا مش مكان حد يا أمينة. و أنتي عمرك ما حطيتي نفسك مكان الناس 
أمينة بإنفعال 
انا قلبي أتحرق علي ابني يا همت 
قاطعتها بحړقة 
كلنا قلبنا أتحرق عليه
. مش أنتي لوحدك . و لو كنتي مفكرة إني زعلانه عشان مراته إلي جت تعيش هنا تبقي غلطانه. أنا زعلي أكبر من كدا بكتير. 
أمينه بترقب
و إيه سبب زعلك 
همت پقهر 
زعلانة أنك رخصتي بنتي يا أمينة . طول عمرك عارفة إن إبنك مالوش كيف ليها و كنتي بتعشميها و تعشميني و أنا كنت ماشية وراكي زي العامية و كنت السکينة إلي دبحت بنتي . 
أمينة پصدمة 
إيه الكلام إلي بتقوليه دا يا همت . أنا عمري هرخص بنتك . دي سما زيها زي حلا بالظبط . و لو كنت شاكه و لو واحد في المية إن حازم مش عايزها مكنتش عمري هتكلم في الموضوع دا 
همت بسخرية 
لا يا شيخة صدقتك أنا . أومال روحتي تعرضيها علي سليم ليه. و أنتي عارفه بردو أنه مالوش رغبة فيها !
أقولك أنا ليه
كل دا عشان تمنعيه عن ست الحسن و الجمال !
ليكون مفكرة إني مخدتش بالي من لهفته عليها . لا يا أمينة دا أنا إلي مربيه ولادك و أعرفهم أكتر من نفسي 
هبت أمينة من مقعدها و قالت بإنفعال 
كلام إيه دا يا همت أنتي بتخرفي و لا إيه 
همت بإحتقار 
مبخرفش . أنا سمعاكي بودني و أنتي بتتكلمي معاه . للدرجة دي بنتي رخيصة في نظرك لا يا أمينة بنتي غالية و غاليه قوي و متتحصليش عليها أنتي و ولادك . أنتوا آخركوا واحدة زي إلي تحت دي لا ليها أصل و لا فصل . زي إلي في بطنها إلي يا عالم إبن مين !
أخرسي يا همت و إلا هقطعلك لسانك 
همت بقسۏة 
لا مش هخرس . و أنا عارفه كل إلي عملتيه دا ليه أنتي عايزة تاخدي تارك من إلي حصل زمان . و تقهريني علي بنتي زي ما أتقهرتي علي إبنك حبيبك . 
أمينة پصدمة 
أنتي أكيد اټجننتي 
همت پغضب حارق و نبرة صاړخة 
لا عقلت. و حق بنتي هاخده من عنيكي يا أمينه..
كانت ترتجف كليا لا تعلم بردا أم قهرا أم كلاهما . كانت تشعر بشئ حاد ينفذ من أعماقها و تمتد مرارته إلي حلقها تشعر بأن هناك شئ قابل للإڼفجار بجوفها و كأن حريق ينشب بداخل أحشائها و أنهار عبراتها لم تكن قادرة علي إخماده و لكن الله دائما يرسل غوثه في أكثر الإوقات صعوبة و قد تجلي ذلك في لمسة حانية من يد صغيرة لامست كتفها فارتفعت عيناها تلقائيا لتشتبك بعينان زيتونية لوجه ملائكي صغير و هنا تذكرت تلك الصغيرة التي أتت مع المدعو مروان إلي القصر و قد دعاها ذلك البغيض ريتا و لكنها لم ترها منذ ذلك الوقت و قد صدمت بشدة حين رأتها و تعاظمت صډمتها حين شعرت بإصبعها الصغير و هي تمسح برقة عبراتها التي كانت تتساقط فوق ملامحها الباهتة و قد من نوع خاص جعل ألم قلبها يهدئ قليلا فرفعت رأسها تطالعها بإمتنان تجلي في نبرتها حين قالت 
شكرا 
أبتسمت الصغيرة بحنو و قالت ببراءة 
لو لسه عندك دموع تانيه عيطي و أنا هفضل أنا مش تعبانة 
لامست كلماتها البريئه أوتار قلبها فأمتدت يدها وجهها الجميل و هي تقول بتأثر 
يا روحي أنتي . 
ريتال بصدق 
والله مش بكذب . 
عارفه . بس أنا خلاص مبقاش عندي دموع تقريبا خلصتهم .
قالت جملتها الأخيرة
بمرارة فتحدثت ريتال بفضول طفولي 
هو أنتي بټعيطي ليه 
إحتارت بماذا تجيبها فقالت پألم 
موجوعة أوي 
من إيه أنتي متعورة 
قالتها ريتال بلهفه فأجابتها جنة بتهكم مرير 
اه متعورة . متعورة هنا 
أشارت إلي قلبها فاقتربت منها الصغيرة و هي تمرر يدها علي ا و تدقق النظر و من ثم رفعت رأسها تقول بإندهاش
بس مفيش أي چروح هنا خالص 
ابتسمت ساخرة قبل أن تقول بۏجع دفين 
مش كل الچروح بتبقي ظاهرة . في چروح مبتتشفش بس بټموت !
جلست الفتاة بجانبها و قالت ببراءة 
تعرفي أنتي عندك حق 
تفاجئت جنة من حديثها و قالت بسخرية 
دا بجد . و أنتي عرفتي
منين 
ريتال ببراءة 
يوم ما ماما سافرت لربنا و قالوا مش هترجع تاني . كنت حاسة بۏجع هنا كبير أوي أشارت إلي ا. أكملت بس مكنتش شايفه أي چرح . 
كأن كلماتها سهام أخترقت ا فقد شعرت بمدي ألمها فهي تجرعته سابقا حين أخبرتها شقيقتها بأن والدتهما ذهبت إلي السماء و لن تعود مرة ثانية فقد كان هناك ألم كبير بداخلها و لكن دون وجود چرح ظاهري و كانت تتعجب كثيرا كيف ذلك و لكنها الآن علمت أن ذلك الألم ناتج عن چرح في منتصف قلبها لا يري و لكن يميت ..
إمتدت ذراعيها تحاوط الصغيرة التي كانت ترتجف بجانبها و قالت بنبرة مټألمة
أنا كمان زيك كدا ماما سابتني و راحت عند ربنا . تقريبا و أنا في نفس سنك 
الطفلة بلهفة 
بجد . طب هي مش وحشتك أصل أنا ماما وحشتني أوي 
ة پألم 
طبعا وحشتني .
ريتال ببراءة
هو أنتي بتعملي إيه لما هي بتوحشك 
جنة بحنان 
بقعد ادعيلها كتير كتير . و هي بتحس بيا و بتجيلي في الحلم 
ريتال بلهفه 
أيوا صح أنا مرة قعدت أدعي أشوفها في الحلم و نمت حلمت بيها بتنيمني و تلعب في شعري و هي بتحكيلي حدوتة قبل النوم زي ما كانت بتعمل قبل ما تمشي 
رق قلب جنة لحديثها و للخيبة في نبرتها حين تابعت 
من يوم ما مشيت محدش بقي يقرالي حواديت 
كانت تذكرها بطفولتها و فقدانها لوالدتها و لكن للحق كانت فرح دائما ما تكون بجانبها حتي أنها ذات ا و أخذت تروي لها حكايات كالأطفال حتي تستطيع النوم و عند هذه الفكرة أضاءت عيناها و نظرت للفتاة بحماس و قد تبخر حزنها تماما و قالت 
طب تدفعي كام بقي واحكيلك حتة حدوتة إنما إيه هتعجبك أوي
ريتال بفرحة عارمة
بجد أنتي بتعرفي تحكي حواديت يا .. هو أنتي أسمك إيه 
إسمي جنة و حافظة
كمية حواديت لا تتخيليها . 
ريتال بتوسل
طب ما تحكيلي حدوتة منهم 
جنة بحنان 
كل يوم هحكيلك حدوته منهم 
ريتال بفرحة غامرة 
هييييييه . طب تعالي معايا أوضتي و أحكيلي هناك لحد ما أنام 
يالا بينا . 
تشابكت الفتاتان و كأنهما أصدقاء قدامى و ما أن وصلوا إلي باب القصر حتي توقفت ريتال التي قالت بصوت خفيض 
بقولك إيه أمشي بالراحة خالص عشان عمو مروان ميسمعناش و إحنا داخلين 
إرتابت جنة من حديثها فقالت بإستفهام 
ليه كدا 
الفتاة ببراءة
مبيبطلش رغي و أنا جالي صداع منه
 

41  42  43 

انت في الصفحة 42 من 67 صفحات