روايه رائعه
انت في الصفحة 1 من 21 صفحات
الفصل الاول
نظرت الي يديها لتجدها قد باشت وأبيض جلدها من كثرة الصابون والماء اللذان أصبحت تعيش بينهم مع الأطباق التي لا تنتهي من الغسل لتتأمل ساعتها البسيطه قبل أن تركض مسرعة الي عملها وهي تتذكر أعين العجوز الضخم وصوته العالي وهو ينهرها
مريم بتعب من اثر ذلك الركض أنا كده أتأخرت ومستر عدنان مش هيرحمني
. فهي عربيه من اصل جزائري تعيش هنا في كندا من أجل العمل كي تجلب نقودا تنفق بها علي والدتها المريضه وأخاها الذي مازال طالبا مريم أنتي اتأخرتي كده ليه
لتضحك مريم بشده علي نطقها للغه المصرية البسيطه لو كنت أعرف أن تعليمي ليكي للغتي هيخليها بالشكل ده كنت فكرت قبل ما اعلمهالك ياريما انتي ډمرتي اللغه
لتنظر اليها مريم بحسره كنت ببعت فلوس لماما وبعدين قررت أفضل شويه قدام البحر اصله بيفكرني بسكندريه
فتبتسم ريما اليها قائله بس أنتي كده مش هيبقي معاكي فلوس كتير تقدري تجيبي لبس ليكي وتدفعي ايجارالسكن ولا هتقدري تخرجي في العطله وده اول مرتب ليكي ليه مخلتهوش
ريما بأبتسامه مش قصدي يامريم انا اقصد ...
وقبل ان تكمل ريما حديثها اقتربت مريم منها بوجه مبتسم وانا بهزر ياريما علي فكره
ليسمعوا صوت العجوز الصخب يعلو حتي تقول ريما ضاحكه اكيد الاكله الجديده اللي بيخترعها مقاديرها متظبطتش معاه
التي تتسطح بجانبه علي ذلك الفراش الوثير فيتذكر ليلتهم المثيره أمس فيبتسم بسخريه ويذهب سريعا الي حمامه المزخرف بماء الذهب فيأخذ حماما منعشا كي يريحه بعد تلك الليله التي قضاها وبعد وقتا ليس بالكثير خرج
صوفيا هشوفك أمتا تاني ياجو
فيلقي بهاتفه جانبا ويدخل ذلك الممر الذي ينتهي بحجره واسعه مليئه بأحدث ملابس الموضه الرسميه والغير ذلك وبعد دقائق كان يخرج وهو ينثر من عطره المفضل علي بذلته ويقف أمام المرئه ليمشط شعره برسميه وتصبح هذه هي هيئته العمليه
فتترك هي لكلماته ان تتناثر حولهاا كما تناثر ذلك العطر حتي اصبحت رائحته تتلاشي فتمسك الشيك وتتأمل المبلغ فتبتسم أبتسامة عارمه .....
وعندما رددت بقلبها قبل لسانها قول الله تعالي ولا يظلم ربك أحدا
فتتجمع الغيوم حول السماء ويبدء المطر بالسقوط بغزاره لتقف ناظرة للسماء من شرفة غرفتها الصغيره التي تقطنها مع صديقتها ريما في ذلك البلد الأروبيه ... وهي ممدده بأحد أيديها فتتساقط قطرات المطر لتنساب من بين أصابعها حتي تبتسم وهي تتذكر طفولتها بشرود
يلاا يامريم ادخلي بسرعه عشان متبرديش
فتنظر لوالدتها ببتسامة هادئه لاء أنا عايزه ألعب في المطر وافضل باصه للسما كتير مش أنتي قولتيلي ياماما أن ربنا بيستجاب لدعائنا لما المطر بينزل لانه بيجي معاه الخير انا هفضل ادعي بقي أن بابا ينزل من السما
لټحتضنها والداتها بقوه وهي تمسح علي شعرها قائله بحب بابا راح عند ربنا ياحببتي والي بيروح مش بيرجع تاني ادعيله أن ربنا يرحمه
فتبتسم ريما قائله شربة عدس بالجزر انتي ناسيه اننا بقينا في نص الشهر
لتضحك مريم علي صديقتها انتي تقريبا بتعملينا طول الشهر شربة عدس بالجزر ياريما
فترفع ريما بوجهها عن طبقها قائله شربة العدس مفيدة في الجو ده
وبعد أن نظرت مريم الي طبقها وقطعة الخبز الصغيرة بسم الله الرحمن الرحيم
لتتطلع اليها ريما هو انتي كنتي بتقري ايه يامريم انا كنت سامعه صوتك وانتي پتبكي
فتبتسم مريم لها كنت بقرء في كتاب ربنا ياريما عايزاني بقي أزاي مبكيش وانا بين ايد الحنان المنان الكريم
لتنظر اليها ريما بغرابه وانتي ليه كنتي بتقولي لا يظلم ربك احدا هو ربنا ظالم
مظلومه في الدنيا وشيطاني بيصورلي أن ربنا ظالمني بحب اوي افتكر الايه ديه عشان أثبت لشيطاني كويس ان ربنا عمره ماظلم حد من عباده وبكده نفسي بتطيب الا بذكر الله تطمئن القلوب
فتنهض ريما بدورها من علي المنضده انتي فليسوفه يامريم وعارفه عن ربنا حاجات كتير ريما متعرفهاش بس ليه بقي ربنا خلق ناس زي وزيك فقرا پيتعذبوا في حياتهم وناس تانيه عايشه في قصور وراكبه احدث العربيات وترفع ريما بأحد المجله قائله شايفه الحفلات وشايفها الناس دول اه لو واحد فيهم دخل مطعمنا ده ممكن مستر عدنان يبقي اغني واحد في المنطقه ..
فتبستم مريم قائله لصديقتها هو انتي مبتصليش ليه ياريما ولا انتي مسلمه بالاسم بس
فتمسك ريما بطبقها كي تفرغ ما به من طعام قائله وهصلي ليه مادام مافيش أي أمنيه لريما بتتحقق لا ريما بقيت غنيه ولا حياتها أتغيرت الاحسن ان ريما تعيش كده من غير دين
فتتأملها مريم بحسرة وهي تخرج من جيبها صورة ذلك الطفل ذو قدم واحده قائله طيب والطفل ده انتي مش شايفه نفسك أنك أحسن منه وانتي واقفه علي رجلك ليه بصيتي لأصحاب القصور والعربيات الحديثه ومبصتيش للطفل ده
فتقول ريما ساخره عشان لازم نبص ديما للأحسن منا ده هو المفروض مينفعش الأنسان يبص للأقل منه
فتربط مريم علي كتف صديقتهاا بعدما نهضت انتي طيبه ياريما بس عقلك ده عايز غسيل من اول وجديد
فتضحك ريما قائله بالعكس انتي الي عقلك ده عايز غسيل من جديد لتمسك بيدها حتي تقترب من تلك المرئه الصغيره التي تتوسط غرفتهما بصي لنفسك في حد لسا بيلبس كده او حاطت علي شعره القماشه ديه ... ده أسمه تخلف يامريم
فتبتسم مريم لصديقتها قائله واجمل تخلف ياريما صدقيني احنا ليه بتعجبنا المجوهرات والتحف الجميله
لتنظر اليها ريما قائله بتعجب عشان مش اي حد يقدر يشوفها ويشتريها يعني انا وانتي مثلا منقدرش نقف عند اكبر محلات المجوهرات لانهم ممكن يفتكرونا لصوص
فتضحك مريم قائله وانا بقي مش سلعه رخيصه عشان اي حد يقدر يشوفها وشوفتي انتي شبهتي الي بيشوف المجوهرات ديه بأيه بالص شوفتي بقي ربنا حافظني ازاي بحجابي ولبسي ده حافظني حتي من عيون اللصوص عشان انا غاليه ...
تعرف على كاتب القصة.
لتنظر اليها ريما بتعجب قائله يلا ننام يامريم عشان شغلنا بكره
فتبتسم مريم .. وتهرب ريما من تلك الافكار التي تراودها بأحلامها ..
شخصية اذا رأيتها ستظن بأنها لا تفعل شيئا سوا العمل وكيف لا تظن ذلك وبالرغم من عمره الذي لا يتعدي الثلاثون سوا بثلاث اعوام أصبح يحمل اسما ناجحا في عالم البيزنس نعم هو ينتمي لتلك الطبقه ولكن عندما بدء يتخلي عن رفاهية الشباب ويدخل هذا العالم استطاع ان يثبت اسمه وبقوة رغم نزواته التي
أيضا تلاحقه وتسرق منه بقية عمره ..
فيرفع بوجهه قليلا بعدما نظر في بعض الاوراق بأتقان ووقعها كده اوراق الصفقه تمام يا أمجد في اي حاجه تانيه
فينظر أمجد الي بعض الاوراق .. ثم يعود بالنظر اليه فيقول عجباك حياتك ديه يايوسف سهرات وشرب فين نفسك من كل ده
ليرتخي هو بجسده الرياضي قليلا حتي ينهض من علي كرسي مكتبه قائلا ما الشرب والسهر والستات هي ديه نفسي يا أمجد
فيضحك أمجد قائلا وانت مبسوط بحياتك ديه بقي
فيبتسم يوسف قائلا جداا هو في حد يلاقي حياه زي ديه وميتبسطش
وقبل ان يتحدث اليه أمجد ثانية تطلع هو الي ساعة يده قائلا متكملش عارف هتكلمني عن الدين بس للاسف ديني ده الي بتتكلم عليه انا معرفش عنه حاجه انا مسلم اسما وبس ثم قال ضاحكا ومسيحي برضوه
فيبتسم يوسف قائلا انت اه قولت اني اتربيت علي الدين المسيحي بس للاسف ولا بقيت مسلم ولا بقيت مسيحي انا عايش بعقيدة نفسي
ليتطلع اليه امجد بأسي .. حتي يقول يوسف بكره عندنا اجتماع بدري ومتشغلش بالك بيا كتير .. سلام
وانصرف وهو لا يفكر بشئ سوا بعالمه الفاني حتي تتبعته نظرات ابن عمته بأشفاق وهو يقول ربنا يهديك يابن خالي !
نظرت اليها الطفله بعفويه ثم بدأت تقرب يديها التي لطخت بالدقيق حتي أصبحت بيضاء مثلها تمام وبرغم من بياض يديها الا أنها أكتسبت ذلك اللون أيضا فتأملتها مريم بضحك قائله كده يا لانا تعملي فيا كده .. فتمسك بيدها برفق حتي يقتربوا سويا من تلك المرئه التي تتوسط هذا المطبخ شوفتي بقينا أزاي ودلوقتي لو جدو دخل علينا هيرفدني
لتبتسم الصغيره قائله بس لانا مش هتخلي جدو يرفد مريم لان لانا بتحب مريم كتير
فټحتضنها مريم وهي تبتسم علي نطق الصغيره لها بأسمها من بين حديثهاا وهي تقول مريم كتير .. طب أشمعنا كتير بقي الي قولتيها بالعربي الي حاله يعتبر ماشي معاكي
لتنظر اليها الطفله قائله مش أنتي كل شويه تقوليلي انا بحبك يا لانا كتير فالانا لازم تقول لمريم انها برضوه بتحبها كتير
فتتطلع اليها مريم بحب قائله
طيب تعالي يلا أغسلك أيدك ونضف هدومنا يا مفعوصه
فتتطلع اليها لانا .. حتي تتضحك مريم علي منظر فاها الذي فتح ببلاها ايه مفعوصه ديه
لتضحك مريم .. وقبل أن تكمل حديثها مع الطفله وجدت هذا العجوز يقف ينظر اليهما بتفحص بعد ان صنع تلك الكعكه لحفيدته
فتمسك مريم بيد الفتاه الصغيره كي تهندم هيئتهاا ليقول جدها انتي مش شايفه المطعم مليان زباين .. روحي قدمي المشروبات المطلوبه يلا
لتضحك مريم من كلمة العجوز عن مطعمهم البسيط الذي لا يردف اليه الا القليل
الفصل الثاني
أدمعت عيناها وهي تري كلمات ابنتها التي سطرت في ذلك الجواب فأحتضنت الجواب بشده وهي تستنشق عبير رائحته وكأنها تريد ان تحتضن صاحبته لتسمح دموعها سريعا عندما وجدت زوجها واقف امامها ...
فهمي بحنق كل يوم لازم الاقيكي
قاعده نفس القاعده ست نكديه ماخلاص سافرت واطمنتي عليها ..
فتتطلع اليه سعاد پألم يعتصر قلبها منك لله انت السبب كان