رواية شهد حياتى
ان تحولت إلى اخرى راغبه بشده.. ثقل تنفسه ويديده وعيونه تنتقل بخبث ورغبه إلى صدرها وفخذيها. وهنا كانت الانتفاضه من قبلها. جهاز الإنذار الخاص بعقلها قد عمل بقوه فانتفضت بين يديه لتبتعد. يونس بانفاس ثقيله من الرغbة :شهدى… خليكى… ماتبعديش. شهد بحزم:لو سمحت يادكتور ما.. قاطعها وهو يجذبها إليه :يونس…. أسمى يونس.. عايز اسمعها منك. شهد :لأ طبعاً مايصحش… ولو سمحت ابعد… كده ماينفعش ابدا. يونس :هو ايه اللي ماينفعش…. انتى مراتى.. انا جوزك. شهد بقوه:انا مرات سعد. يونس بغضب:مافيش سعد… مش عايز اسمعك بتنطقى الاسم ده تانى أبدا انتى سامعه… انتى مراتى انا وبتاعتى انا… تمسحى من حياتك الاربع سنين إلى فاتوا… مافيش فى حياتك غير جوزك يونس… يونس العامرى انتى سامعه. شهد :انت اتحولت كده امتى… وايه اللى غيرك… انا ماكنتش واخده عنك فكره انك كده أبدا. أراد الاعتراف بحبه لا بل بعشقه وهوسه او بجنونه بها… أراد أن يخبرها انه ايضا لم يكن يعلم انه هكذا…. كان يستغرب بشده من افعال ابنه مالك ونزعة التملك الشديدة به لم يكن يعرف انه ببساطه قد ورثها منه. ورث منه التملك المجنون الذى ظهر عندما وجد من يعشقها. لم يكن هكذا مع رانيا ولا حتى فى المرتين الذى اعتقد انه قد أحب فيهم فى فتره المراهقه او ايام الجامعه. الان فقط أيقن انهم لم يكونوا حبا على الاطلاق. فالحب حقاً هو مايشعر به الآن.. لا لا… مايشعر به الآن اقوه بمراحل من الحب بل تخطى حاجز الهوس والجنون. نطق وهو ينظر فى عينيها التي وقع صريعا لها :هتصدقينى لو
قولتلك ولا انا كنت اعرف انى كده… معاكى بس بقيت كده… معاكى كل حاجه فيا اتغيرت. حاجات كتير فى شخصيتى ظهرت وحاجات اختفت.. انا نفسى مستغربنى. كانت تنظر له بتمعن وتتعجب من اريحيته فى الحديث معها فقد كان يتحدث بسكينه وراحه فقالت:حاجات اية. اخذ نفسا عميقا وابتسم محاولا تغيير الحديث :مش وقته….المفروض تاكلى دلوقتي…. انا عرفت إنك ماكنتيش بتتغذى كويس الفتره الى فاتت. ابتسمت بخجل اذابه اكثر واكثر قائلة :لا شكرا. نظر لها باستنكار وهو على مشارف الغضب. اتعده غريبا عنها وغير ملزم بها. من المفترض انه زوجها تطلب منه كل شئ ويكون هو اول شخص تفكر فيه حين تريد اى شئ. يونس بقوه:هو المفروض أنى بعزم عليكى وانتى تتكسفى وتقولى لا شكرا وتستنى لما تروحى بيتك وتبقى تاكلى وكدا…. انا جوزك… يعنى اول واحد تجرى علية وتتعلقى فيه وتقوليلوا انا عايزه كذا… ليه مصره تعملى كده. شهد بتلعثم من طريقته وتفكيره :انا… بس…. يونس مقاطعا اياها وهو يلتقط الهاتف:الو… الروم سيرفس.. عايز غدا هنا في السويت… اوكى…. بيتزا… وعايز الحلو مارشميلو.. اوكى. اغلق الهاتف ونظر لها وجدها تنظر له باستغراب. فابتسم وهو يعرف السبب وقال:مالك بتبصيلى كده ليه. شهد :لا بس مستغربه… عرفت منين انى بحب البيتزا. وان حلاوياتى المفضله المارشميلو. ابتسم وكان سيخبرها انه دائما كان يرى سعد يجلب لها البيتزا للبيت ويقوم بشراء المارشميلو لها ولكن تقلصت معالم وجهه بحقد وهو لا يريد ذكر اسمه أمامها.. يكفيه حبها له الذى مازال ظاهرا.. يكفيه غضبه وهو يتخيلها وهى سعيده بما كان يجلبه سعد وتركض له تطبع قبله على وجنته بشقاوه وتلتقط منه ما جلبه لها. اغمض عينيه بقوه محاولا التحكم في اعصابه. يونس :حسيت…عشان تعرفى انى بحس بيكى. نظرت له باستنكار فحديثه هذا لا يناسب سنة الذى شارف على الأربعين حقا. فهم هو نطراته فابتسم بمرارة قائلاً :كلامى صغير على سنى صح…. كبير انا عليكى مش كده. احست هى بمافعلت فقالت محاولة التبرير:لا انا مش.. قاطعها قائلا :انا عارف انى كبير… وكبير عليكى انتى بالذات وفى فرق سن كبير بنا… سنه برضه مش قليلين ده عمر تانى…. بس انا قلبي لسه صغيره. ابتسمت ابتسامة ساحره من جملته الاخيره. ابتسامة اثلجت قلبه وجلعلته يجلس بجانبها متحدثا براحه :انا بدأت شغل من وانا فى الجامعه دخلت طب لأنى جبت مجموع كبير… بصراحة كان نفسى ادخل اى كلية عاديه عشان ماتبقاش محتاجه مذاكره وعملى وحضور ومجهود عشان اقدر اوسع شغلى الى ابتديته بالفين جنيه. ابتسمت هى لما يقول ببشاشه فقال وهو يرى ابتسامتها التى اراحته. فمروه لاتحب ابدا ان يذكر امامها انه قد بدأ من الصفر وأنهم لم يكونوا أغنياء يوماً وكل ماكانوا يملكونه هو مرتب والدهم من الدخلية. صحيح يجعلهم يعيشون جيدا ولكن ليس بدرجة الثراء خصوصا ان والده وقتها كان لا يزال ضابط صغير في بداية مشواره. تريده ان يتحدث فقط عن ايامه حاليا ولا يشاركها رحلة كفاحه وشقاءه حتى وصل الى ماهو عليه. يضيق صدرها ويمتعض وجهها حينما يتحدث عن تفاصيل الشقاء والتعب التى عاشها حتى يكبر رأس ماله ومشروعه الصغير يكبر ويتسع حتى يصبح مجموعة شركات. اما شهد. فلا.. هى استثناء.. نظرت الاحترام والتقدير الممزوجه بالحنان وهى تستمع لبدايته الشاقه اراحته كثيرا وجعلت يتحدث بمنتهى الراحه وكلما تحدث كلما ارتاح اكثر. فاكمل هو :بس امى وابويا كانوا مصرين ونفسهم ابنهم يطلع دكتور ويتباهوا بيه.. امى كانت دايما تقولى يارافع راسى.. وابويا كان بيتفشخر بيا اووى بين صحابه لما جبت مجموع كبير فى الثانويه.. نظرت الفرحة في عنيهم وكلامهم بثقه قدام الناس خلتنى اجى على نفسى عشانهم وعشان افرحهم. مش خوف منهم ابدا.. انا من صغرى راجل وشخصيتى قويه لكن ماحبيتش اطفى الفرحه والحماس الى شوفته في عنيهم.. ودخلت طب كنت بذاكر حاجة مش حاببها ابدا بس طول عمرى فى القمه فلازم ابقى فى القمة… اصل نبر وان ده عندى لازم يبقى فى كل حاجة. ماكنتش بنام تقريباً… بين مذاكره وعملى وجثث ومشرحه.. وبين شغلى اللى بحاول اكبره وازوده… تعبت… تعبت بجد.. بس فضلت مكمل… حبيبت بنت كانت معايا في الجامعة وهى كمان حبيتنى…. بس لما قربت منها اكتر حسيت انه لا مش هى دى… كانت ناشفه بمعنى جامده فى مشاعرها..