رواية شهد حياتى
بالرجل السئ لهذه الدرجه ولكنه حقا غاضب… وغاضب بشدة. فى منزل كامل بغرفته كان يجلس على طرف الفراش منكس الرأس فجاءت زوجته عزيزه وجلست الى جواره قائلة :كامل.. مالك. كامل بخزى:مش عارفة مالى. تنهد الاثنان بقوه فقالت هى:هون عليك ياكامل اللى حصل حصل. كامل:بقى حسنين البواب يطلع اجدع منى وهو باب على باب الله وشغال عنده وانا ابوه ماتكلمتش.. هى دى امانه سعد ليا.. هبص في وشه ازاى يوم الموقف العظيم. تنهدت عزيزه قائله:كلنا غلطنا يا كامل كلنا. كامل :اللى حازز فى نفسيتى ان البنت غلبانه ومنكسره… واللى عملته مروه فيها كان كتير وهى كانت لسه متجوزه يونس جديد وهو بالنسبه لها اخو جوزها ومايقدرتش تكلمه ولا تعارض.. لكن انا… عزيزه:صراحة شهد صعبة عليا اووى. كامل :البنت دى بالذات متضايق عشانها… من ساعة مادخلت البيت وهى معتبرانى ابوها… دايماً تسأل على مواعيد دوايا وبتهتم بيا زى ريهام واكتر. عزيزه:الشهادة لله بنت مؤدبه وبنت ناس واصيله.. دى دايماً كانت تيجى تساعدنى انا ورريهام بو جايلنا ضيوف ولا حاجة ولا عندنا عزومه… ده غير أنها كانت مهنيه سعد…. السعادة كانت بتنط من عينه. ثم تنهدت بقوه وكأى ام مصريه اصيله اكملت قائله:اه لو تهنى يونس كده هو كمان زى ما كانت مهنيه سعد… ده الواد غلبان ويستاهل والله. رفع كامل عينه لها مزهزل بها فهل هذا وقته :ايه اللي يتقوليه ده… بذمتك ده وقته. عزيزه بقوه وإصرار :الله ياكامل بقا… بقولك ايه… الدنيا كلها عارفه معزه سعد عندى.. وإن كل عيالى كانوا كوم وهو كوم تاني…ثم اكملت بحزن قائلة :بس سعد استشهد… ربنا يجمعه مع الشهداء والابرار… والحى ابقى من الميت ويونس هو الى عايش وهو اللى جوزها.. ياريتها تدلعه كجه وتعوضه. كامل:ياعزيزه عيب اللى بتقوليه ده. عزيزه:عيب ليه مش ابنى… عايزاه يتدلع ويتمتع والبت صغيرة وحلوه.. فيها ايه لما يتهنى بيها ماهى حلاله هى هتعمل حاجة تغضب ربنا لا سمح الله. هز كامل رأسه بيأس منها فوكزته بذراعه قائله:شوفته قلب الدنيا ازاى عشانها…. ده كسر البيت فوقنا… وطلق مروه حد كان يصدق. كامل :على سيرة مروه… انا مش عاجبنى ابدا اللى حصل. عزيزه:يعني ايه. كامل :يعني ماينفعش يطلق مراته ام ابنه. عزيزه:وهى اللى عملتوا كان شويه يا كامل. كامل:مش شويه وغلطت غلط كبير اووى بس مش لدرجة انه يطلقها… ده ابنهم بقا راجل طولهم اهو… وعمره ماهيقبل بكده… يأدبها شويه ويردها لعصمته تانى… لازم اكون شديد معاه اكتر من كده. عزيزه بتهكم :وكان فين ده من اللى حصل لشهد. نظر لها بحزن فادركت هى ما نطقت وقالت مصححه:انا ماقصدش ياخويا. كامل بحزن:لا انتى عندك حق… بس تقدرى تقولى ان اللى حصل لشهد ده فوقنى ونبهنى… واى غلط يحصل بعد كده انا هتصدى له. قال الاخيره باصرار وشرود ثم صمت الاثنان. بالخارج فى الصاله تجلس جورى وهى عاقده ذراعيها على صدرها بغضب ويرتسم على وجهها البديع عبوس طفولى محبب ولذيذ. وبالمقعد المقابل يجلس مالك بغضب هو الآخر. خرجت ريهام من المطبخ وهو تقضم خياره تنفس بها عن غضبها لما حدث مع شهد صديقتها. عقدت حاجبيها باستغراب من هيئته عصفورى الكناريا هؤلاء واقتربت منهم قائلة :ايه فى ايه…. انتو زعلانين من بعض ولا إيه. جورى بعضب وعصبيه لذيذه جدا جدا :سوفى انتى ياعمتو عسان ان سهقت. مالك بحده:زهتى… زهتى من ايه بقا ان شاء الله… انا اللى قولته هيتنفذ ياجورى.. ويانا يانتى. ريهام بتساؤل:ايه بس فى ايه. مالك :الهانم… المؤدبه المحترمه.. دخلت الحضانه بتاعتها عشان اجيبها لاقيت عيل سمج كده وملزق واقف يملس على شعرها ويقولها شعرك احمر وحلو اووى ياجورى. ريهام بذهول:طب وايه المشكلة… بصراحة فعلا شعرها حلو لووى ولونه تحف…. قاطعها بصر@اخ :عمتتتتتو… انا مش ناقص. ريهام بخوف من هذا الرجل الصغير :اححمم. احمم. يابنى احترمنى ده انا زى عمتك برضه… ده أنا اللى هجوزهالك. مالك بثقة :انا كده كده هتجوزها.. ماتتعبيش انتى نفسك. ريهام :ااااه منك… طب برضه المشكله فين… هى ذنبها ايه ان ربنا خلقها حلوه وملونه. مالك:الهانم المحترمه مش عايزه تقعد من الحضانه. شهقت بقوه قائله:يخربيتك.. انت عايز تقعدها من الحضانه… ام وهى فى حضانه وعيال وبتعمل كده امال لما تكبر هتقعدها من المدرسه والتعليم… فى ايه يا مالك. مالك بقوه:اولا يا عمتو انا مش هقعدها من التعليم لا طبعاً… انا كل اللى بطلبه من الهانم انها تستنى لحد ما بابا يخلص بنى المدرسة الانترناشونال الى هو عملها ويفتتحها وتروح فيها معايا عشان تبقى تحت عينى… والموضوع مش هيطول دى كلها شهور يعني. جورى وهى تلوح بيدها :بس كده كتيل اووى ايه ده اوووف.
مالك:اوووف… بتقوليلى اوووف يا جورى… اتفضلى قدامى عشان اغسلك سنانك وتنامى اتفضلى. جورى:انا عايزه ماما بقا عشان ننام. مالك:مامتك شكلها هتبات برا. ريهام:تعالى نامى معايا يا جورى. مالك بغيره :نعم.. تنام فين ماعلش. ريهام :ايه بقا يا مالك… البنت هتبقى خايفه مامتها مش موجودة… ماعلش سماح النوبه… يرضيك يعني وردة الجورى بتاعتك تبقى خايفه بالليل. زفر مالك بعضب وغيره ولكن رضخ للأمر قائلاً :ماشى موقتا بس… كلها سنه واتجوزها. رفعت ريهام حاجبيها بزهول فنظر هو الى جورى قائلاً :اتفضلى قدامى اغسلك سنانك..ولازم مشوف حل لشعرك الأحمر ده… اصل انا كنت ناقص.. عيون زارقه وشعر احمر. التفت الى ريهام متسائلا :ماينفعش تتحجب. ريهام بزهول كبير:من دلوقتي… ماينفعش خالص. زم شفتيه بضيق وسار قائلاً :يالا قدامى يا عذاب ايامى الجايه. جورى وهى تلوح بيديها بضيق:خلاث مانا ماشيه اهو اوووف. مالك :افئفى اووى يا اوزعه… امال لو ماكنتيش اوزعه. كانت ريهام تنظر لاثرهم بزهول غير مصدقة ما يحدث حقاً من هذا الثنائي الصغير. بعد مده من الوقت دخل يونس للبنايه فقابله البواب. فوقف يونس امامه منادياً عليه بقوه. حسنين :نعم يا بيه. يونس:مين الشباب اللى كانت بتسأل عن شهد هانم. حسنين:الصراحه يا سعادة البيه انا كنت لسه هكلمك تكلملنا البوليس ولا تعين امن يابيه… ده من ساعتها وكل خمس دجايج ياجى واحد يسأل.. ده غير اللى بيسأل على شقه حتى لو هيشتريها بأى تمن واى سعر…ولما اجولهم مافيش شجج فاضيه يسيبوا رجم المحمول عشان لو فضيت شجه ولا حاجة. كان يستمع له وناره تزداد اشتعالا. نظر له بقوه قائلاً :اى واحد سأل على المدام تبلغه يسيب شقته فوراً… اى شاب يجي يسأل تانى تبلغ البوليس وانا هعرف البسه قضيه تمام سامعنى ياحسنين. حسنين بطاعه:اوامرك حاضر يا بيه. استدار كى يدلف للداخل لكن استوقفه حسنين قائلاً :الا الست شهد ماجاتش معاك ليه يا بيه… حضرتك معاود من غيرها.. امسكه يونس من تلابيب جلبابه قائلاً من بين أسنانه :وانت مالك بيها مش عايز اتغابى عليك. حسنين:مش القصد يابيه… بس انى حبيت افهمك ان الست هانم ماعليهاش ذنب والله الا تكون ظلمها ولا حاجة يعلم الله هى ملهاش ذنب. اغمض يونس عينيه وزفر بقوه قائلاً :فاهم فاهم.. نفذ انت اللى طلبته. صعد هو ووقف بتردد أمام منزل والديه. ولكن اخيرا حسم أمره ودلف للداخل كى يطمئن عليهم كما اعتاد يوميا. وجد كامل يجلس فر شرفة الصاله فذهب اليه قائلاً :مساء الخير يا سيادة اللوا. كامل بقوه :مساء النور يا يونس… اقعد عايزك. استغرب قليلا من نبرة والده الجديدة عليه بعض الشئ ولكنه جلس قائلاً :خير يا بابا. كامل :عملت ايه مع شهد. يونس بغيره :دى حاجة تخصنا يا بابا. زفر كامل بضيق وهو يراه يغلق الموضوع ولا يريد التحدث به فقال:ماشى بلاش شهد… هتعمل ايه مع مروه. يونس بعصبيه:انا عملت خلاص يا بابا. كامل بقوه :يونس لانت ولا هى صغيرين للكلام ده وابنكوا بقا راجل… وعمره ماهيوافق باللى حصل مهما كان دى امه حتى لو كانت مش حنينه عليه وحتى لو حاجات كتير لكن الحقيقة الثابته انها امه… مش هتقدر تغير الواقع وكفايه انه سكت انك اتجوزت عليها. يونس بتهكم :انت فاكره سكت عادى…. ده ابنى وانا حافظه… مخه ذرى ويوزن بلد… هو سكت عشان مصلحته… عشان جورى تفضل جنيه. ابتسم كامل قائلاً :حتى لو.. مش هينفع تتطلق مروه نهائى… انت رميت يمين الطلاق عليها… هنعتبر ده تأديب ليها… وردها لعصمتك يا يونس. يونس يغضب:يا بابا دى… دى ذلتها… ذلت شهد. كامل وهو يتفرس بداية العشق فى عينيه:هى خلاص عرفت ان شهد بالنسبه لك خط احمر.. ومش هى وبس… كلنا. كلنا عرفنا. يونس يتوتر كى لا تنقص هيبته :عرفته ايه. كامل بابتسامة جانبيه:ان شهد بالنسبة لك خط احمر. وقف من مقعده بحدة قائلاً :تصبح على خير يا بابا. كامل :فكر كلامى يا يونس. نظر له يونس وذهب دون ان يرد عليه فنظر كامل الى الخارج بشرود. كان يهم بمغادرة شقة والده فوجد ابنه مالك يخرج من غرفة عمته بغضب كبير فناداه قائلاً :مالك فى ايه. مالك:مش طايق نفسى ولا طايق حد حواليا. يونس:ايه يابنى اللي حصل. مالك :كتير.. اللى حصل كتير.. مش عارف الاقيها منين ولا منين.. من العيال الملزقه الى فى الحضانه ولا من جدو وتيتا ولا عمتو ولا عيونها الملونه وشعرها الاحمر. ولا ولا ولا. نظر له يونس باشفاق قائلاً :تعالى نطلع فوق عشان عايز اتكلم معاك. نظر هو لغرفة عمته التى تنام بها جورى خاصته وقال:ماينفعش ابات هنا النهاردة. تنهد يونس قائلاً :طيب نتكلم وابقى انزل… اتفضل قدامى. جلس الإثنين مقابل بعضهم فقال يونس :فى ايه بقا. مالك :انا عارف باللى ماما عملته فى شهد… بس حضرتك هطلقها بجد. اغمض عينيه قائلا :مامتك هانتها وذلتها اووى يا مالك… لا وكمان اتبلت عليا وقالت انى انا اللى قولت كده… انت شايف ان كده ينفع يعدى بسهوله. مالك:مش بسهوله.. مش بسهولة يا بابا… بس انت اهانتها وضربتها.. وكسرت الشقه فوق دماغها.. وطلقتها… ياريت يا بابا يكون كفايه… انا سالت وعرفت ان طلقة واحدة يعنى مش طلاق نهائى وينفع تردها. ابتسم يونس على ابنه الذى كبر ويبدو أن الموضوع مهم بالنسبة له فهو قد سأل وبحث حتى عرف. تذكر مافعلته شهد حياته به فقال :خلاص يا مالك.. يومين وهترجع.. بس حضر نفسك.. عشان هننقل كلنا للفيلا الجديدة. مالك:ليه يا بابا. يونس :من غير ليه.. اسمع اللى بقولك عليه… مش هينفع نقعد هنا تانى. مالك:اوكى.. بس هو حضرتك هفتتح المدرسه بتاعتك امتى. يونس باستغراب :كمان شهر مع الدراسة….. ليه؟ مالك:عايز انقل جورى فيها عشان تبقى تحت عينى. تنهد بقوه وخوف من الطريق الذى يسلكه ابنه وقال باشفاق