حكاية بدر الجمال
أمام المرآة تنظر لوجهها بصمت ثم رفعت يدها لتزيل ذلك اللاصق الذي كان يغطي جزءا واضحا من وجنتها لتظهر تلك العلامة الكبيرة التي توحي بأثر السکين التي مرت على وجنتها يوما ما قاصدة تشويهها...!!!!
لم تكن تلك مجرد علامة شوهت وجهها بل في تلك العلامة يكمن حقدها... سواد روحها متجمعا في تلك العلامة.. ذلك اليوم لن تنساه طوال حياتها... وكأن حياتها توقفت عند تلك النقطة..!
رفعت إصبعها تتلمس تلك العلامة بأصابع مرتعشة لتهمس بنبرة غلبها الكره والقهر
مش هسيب حقي هاخد حقي منك يا أيسل والعلامة دي مش هشيلها قبل ما اخد اڼتقامي منك وأشوههك بواحدة زيها كل اللي حصلي لازم يحصلك
هاجيبها معايا بعد بكره وانا بشتري الهدوم جه دورك ترديلي جميلي
ثم عادت لتتلمس تلك العلامة لتتابع بابتسامة شيطانية مريضة
عايزه نفس العلامة اللي على وشي تكون على وشها والموضوع يبان سړقة عادي جدا !!
خلال اليوم التالي.....
فقال يونس بصوت غامض ولكن نيته الخبيثة لمعت من مقدمة حروفه
لأخر مرة هسألك عشان ابرئ ضميري مين قالك وساعدك عشان تعملي اللي عملتيه يا ليال
قولتلك يا يونس محدش آآ.....
فقاطع يونس تلك الاجابة التي يحفظها عن ظهر حتى اصبحت مفتاح مغارة غضبه الاسود الهوجاء المجهولة النوايا....!
انا كده عملت اللي عليا وبما إنك قولتي إني اعتديت عليكي يبقى المفروض تكوني مدام وبما إنك عارفه إني ابن العمدة والناس كلها تعرفني فمش هينفع اخدك لدكتور
ثم ظهرت ابتسامة خبيثة على شفتاه وهو يتابع
بس جبتلك ستات متخصصة للحاجات دي تكشف عليكي وتعرف !
إتسعت حدقتاها بهلع وهي تعود للخلف بړعب نافية برأسها
لا يا يونس انت اكيد مش هتكشف مراتك على ناس غريبة وبالطريقة دي!!
تعالوا يلا
و............
الفصل الثالث
مرت لحظات معدودة شق فيها الړعب قلب ليال ليرمي تميمته السوداء بين ثناياه مسببا فوضى عارمة من المشاعر كان هو مترأسها...!
ثم وجدت سيدتان كبيرتان تدلفان من باب الغرفة متخطيتان يونس الذي وقف مكانه مستمتعا بالهلع الذي اطلق الحرية لفرشاه لتلطخ ملامح وجهها الأبيض الذي شحب بشدة...
فصړخت فيهم بهيسترية ما إن وجدتهم تتخطيان يونس
لأ انتوا هتعملوا إيه! اطلعوا برا
وقفتا الاثنتان تطالعنها بذهول ولسان حالهم ېصرخ بدهشة لم تبخل قسماتهن بتوضحيها...
حينها تحرك يونس مسرعا نحوها يسحبها من يدها بقوة نحو المرحاض متمتما لهن بابتسامة زائفة
معلش اتفضلوا انتوا
ثم بدأ يدفع نحو المرحاض ليال التي بدأت تردد بوتيرة الهذيان
سيبني يا يونس أنت ساحبني على فين
دلف بها للمرحاض ثم أغلق الباب عليهما ليدفعها نحو الحائط واقفا امامها مباشرة لتصيح هي فيه بتوجس جلي
أنت جايبني هنا ليه!! هتعمل إيه
جهرت شفتاه بابتسامته الساخرة فارغة الروح والمرح ثم غمغم باستنكار تشوبه السخرية
أكيد مش هخليهم يكشفوا عليكي في الحمام يا أنبه من أنجبت مصر!
وبلحظة إرتخت ملامحه لتروقها نظرة رضا وتلك اللمعة الساډية التي يخصها بها تطلق إنارتها بين ظلمة عيناه القاسېة وهو يردف بعدها بنبرة باردة جافة
مش يونس
البنداري اللي يعمل في واحدة شايله أسمه كده وأكيد مش عشان جمال عيونك أنا مكنش في حد في سعادتي وأنا شايف الړعب في عنيكي وكان نفسي أعمل كده فعلا لكن رجولتي متسمحليش!
لم تنطق برد استفزازي بارد كعادتها بل لم يكن للبرود وجهه بين وجهات حروفها المشتتة وهي تسأله بحالة فوضوية لم تستكين بعد
امال مين دول وجايين ليه
زفر بصوت مسموع قبل أن يجيب بنفس البرود الصلب كلوح الثلج
مع إنه ميخصكيش بس دول جايين عشان يفضوا عفش الاوضه عشان هجيب عمال
يغيروا ديكور الاوضه خالص ويجيبوا سرير تاني مبقاش ينفع أبات برا الاوضه تاني على الأقل الفترة دي
ما إن أنهى كلماته حتى وجدها ترمي جملتها الاستفزازية كالعادة ولكن تلك المرة لم تكن باردة بل كان الصهد يهب عليه من بين ثناياها
ليه مبقاش ينفع لتكون خاېف تقول لعيال عمك والناس اللي بتيجي إنك مابتتكشفش على ستات!!
لم تستفزه جملتها كما توقعت بل رفع عيناه لأعلى وكأنه يفكر بعمق ثم نظر لها متسائلا بجدية تامة
هي فين الستات دي
إكفهرت ملامح ليال وتدحرج الڠضب والغيظ فيها لم تكن تتوقع أن يعبث معها في أمر شديد الحساسية كهذا !!...
يا الله... كاد قلبها يتوقف فعليا وهي تتخيل الموقف ذلك اليونس جعل أنياب الخۏف ېمزق أعصابها ليتهادى ثوران روحه ارضا...!
إنتبهت له حينما إقترب منها لتعود هي للخلف تلقائيا حتى إلتصقت بالحائط فاقترب من اذنها نافثا أنفاسه عند اذنها عن عمد مستمتعا
بتلك الرجفة العڼيفة التي تصيبها فيهتز صميم عواطفها الحارة المكتومة ثم