هى المحروسه بتاعتك
هز رأسه بسرعة وهو يحثها على العودة مكانها حيث أمسك بكتفيها يجلسها مجددا ثم نهض: لا لا مفيش داعي أنا هنزل دلوقتي عند واحد صاحبي ومتفضليش مستنياني إحتمال أتأخر برة.
ثم خرج بسرعة تحت أنظارها بينما وضعت يدها على بطنها وهى تهمس بألم: بس أنت حتى مسألتنيش أنا أخدت الدوا ولا لا!
كانت والدته تجلس وحيدة في شقتها بملل حين رن جرس الباب فذهبت لتفتح ووجدت أمامها ابنة جيران لهم منزلها يبعد منزلين عن منزلهم تبتسم لها وهى ترفع يدها بطبق مغطى: أزيك يا خالتي؟ ماما بعتالك طبق رز بلبن من أيديها لسة عملاه حالا.
ابتسمت لها والدة محمد: ازيك يا سمر؟ عاملة إيه يا حبيبتي اتفضلي ادخلي.
دلفت سمر وتركت والدة محمد الباب شبه مغلق بينما تجلس مجاورة لها.
قالت والدة محمد بفضول بينما تتناول منها الطبق: قوليلي أخبارك أنتِ عاملة إيه؟ رجعتِ لجوزك؟
تنهدت سمر ثم ردت: لا والله يا خالتي أنا أطلقت من شهرين أنتِ متعرفيش؟
شهقت والدة محمد: أطلقتِ؟ طب ليه يا بنتي؟
رفعت سمر كتفيها بإنزعاج: متفكرنيش يا خالتي بالله عليكِ دول كانوا ناس ربنا ينتقم منهم الحمد لله خلصت منهم على خير.
أومأت والدة محمد برأسها: الحمد لله يا بنتي ملهمش في الطيب نصيب ده أنتِ جمال وأخلاق الكل يحلف بيهم.
ابتسمت سمر من مدحها ثم رأى كلتاهما محمد يهبط مسرعا على الدرج قبل أن يخرج من المنزل.
زمت والدة محمد شفتيها بإستهجان وهى تعود وتناظر سمر ثم تتذكر زوجة ابنها وهمست: صح حتى ابني ملوش في الطيب نصيب!
لمعت فجأة فكرة في رأسها، حدقت لسمر التي تجلس أمامها ثم عادت تنظر أمامها بتفكير حتى ابتسمت بخبث راضية تماما عن ما ستقوم به.
رواية مثابرة خاسرة الفصل الثاني بقلم ديانا ماريا
تحاملت حنين على نفسها ونهضت لتأكل شيئا ما لأنها لم تتناول شيئا منذ الفطور وقد تأخر محمد في العودة ولم يتصل بها حتى الآن.
في البداية شعرت بالدوار مما جعلها تستند على الجدار حتى عاد كل شيء طبيعيا ثم أكملت سيرها ببطئ حتى المطبخ وقامت بإعداد وجبة خفيفة تناولتها حتى تشبع جوعها وجوع طفلها.
حاولت الإتصال بمحمد لكنه لم يرد وعندما ملت، رمت الهاتف بجانبها وهى تزفر بضيق.
وضعت يدها على بطنها وهى تفكر ما الجديد الذي طرأ على زوجها حتى ينقلب حاله بهذا الشكل، فهو لم يبدو متضايق من تعبها من قبل لأنه يعلم أنه ليس بإرادتها.
لقد عانوا قليلا حتى حدث الحمل لأنها واجهت بضعة مشاكل فقد كان رحمها ضعيف للأسف واضطرت لأن تأخذ أدوية تساعدها ويجب عليها أن تلزم السرير غالبًا إن لم يكن طوال الوقت وألزمها الطبيب بذلك خوفًا على جنينها منبهًا عليها أن صحتها النفسية لا يجب أن تسوء تحت أي ظرف حتى لا يتأثر حملها سلبًا وأن أقل ضرر لها أو لنفسيتها قد يشكل خطرًا ومحمد لم يعارض ذلك بل كان يراعي حالتها مع أنها أحيانا تشعر بأنه ضجر من كل ذلك ولكنه لم يواجهها صريحا كما اليوم.
تناولت هاتفها وحاولت الإتصال عليه مرة أخرى فرد عليها أخيرا.
قالت متلهفة بنبرة عتاب: وأخيرا رديت عليا يا محمد! كنت فين كل ده؟
رد بنبرة متوترة من عتابها: كنت قاعد مع صاحبي يا حنين مسمعتش التليفون معلش.