الأربعاء 18 ديسمبر 2024

وصمت ۏجع

انت في الصفحة 59 من 95 صفحات

موقع أيام نيوز

ذلك العڈاب الذي لازمها من قدومها للحياة 
هو الآخر لا يقل عنها عذابا فمنذ أن رأى هيئتها وهي خارجة من غرفة العمليات وهو يشعر بشئ غريب داخله يؤنبه ويشعره بالذنب يرى أنه السبب فيما هي عليه الآن هو الذي تسبب في خروجها هاربة مما تعانيه داخل منزله هو لم يحسم الأمر من البداية ويقف لأمه ويقف للجميع لذا لن يترك ذلك الخطأ أن يتفاقم ولن يتركها تغادر ذلك المنزل ثانية مهما تطلب الأمر منه هو يعلم جيدا أنه غير مؤهل نفسيا لزواج آخر ومازال جرحه لم يشفي بعد ولكن عليه حسم ذلك الأمر ومصارحتها بكل شيء حتى يهدأ من تلك الحيرة وذلك القلق الذي لا يفارقه 
صعد إلى غرفتها وطرق الباب حتى جاءه صوتها ادخل
دخل ونظر إليها وهي تجلس بصعوبة وتأن فاقترب منها وسألها محتاجة مساعدة
فاستندت على يدها السليمة واعتدلت جالسة وقالت بهدوء متشكرة
فسألها عاملة ايه دلوقتي
ردت عليه بخجل أحسن الحمد لله
سحب كرسي بجانب الفراش وجلس عليه بينما هي تهرب منه بعينيها وصمت قليلا ثم قال شوفتي فرحة يزيد ويزن برجوعك 
هزت رأسها وقالت بحنان أنا فرحانة بشوفتهم أكتر منهم
فسألها وليه سيبتيهم من الأول
لم تنظر ليه وأخفضت بصرها وقالت بخفوت ڠصب عني 
رد عليها بهدوء ممكن تبصيلي وانتي بتكلميني
توترت والتفتت له بخجل فقال وهو ينظر لعينيها أنا هتكلم معاكي بصراحة أنا مش عارف طلبي الجواز منك ده أنتي شوفتي إيه الخطأ فيه بس كل اللي أعرفه أنه أصوب قرار
ردت بهدوء ممكن حضرتك متتكلمش في الموضوع ده تاني
نظر لها بتعجب وسألها ممكن حضرتي يفهم ليه
أجابته بتردد عشان عشان أنا منفعش أكون زوجة لك 
رد عليها بهدوء ومين قال كده 
أجابته الحقيقة كده 
فاقترب بوجهه منها وقال بجدية الحقيقة ياغصون بتقول إن البيت ده مبقاش ينفع من غيرك وأن ولادي وجدوا فيكي الأم اللي ملحقوش ينعموا بعطائها وحنانها زي برضه ماالحقيقة بتقول إنك كمان متقدريش تستغني عنهم وهما كمان عوضوكي حرمانك من الإنجاب ممكن أكون قاسې ف كلامي شوية بس أنا مبعرفش أجامل او أذوق الكلام 
هزت رأسها وابتلعت ريقها بتوتر ثم قالت أنت
مقولتش غير الحقيقة بس أنا كنت عايشة مع الولاد حياة عادية من غير جواز ومستعدة اعمل كده للمرة التانية عشان لا ابعد عنهم ولا يبعدوا عني 
أكمل حديثه بنفس النبرة الجادة وكلام الناس ومضايقتهم هتتحمليه 
ردت بحب مستعدة أتحمل أي حاجة عشانهم ومستع 
قاطعها بصرامة بس أنا مش هتحمل ده مش هتحمل تكوني في بيتي وحد يطعنك في شرفك لأنه بيطعنك بيا انا وأنتي فاهمة وعارفة كويس ده عشان كده الحل الأمثل هو جوازي منك وقتها هتعيشي في البيت بحريتك وأنا هكون مطمن ومرتاح
تنهدت وأدارت وجهها منه تحجب عنه عينيها التي تجمعت فيهما الدموع حيرة وألم وقلة حيلة عاجزة أمامه عن إتخاذ قرار لا تستطيع البعد عنه هو وولديه ولا تستطيع الإقتراب منه بالزواج أخرجها من حيرتها صوته الذي هدأت نبرته وهو يقول غصون أنا مش هخدعك وأقولك إني هقدر أكون زوج جيد لأني مازلت متأثر بفراق صبا بدرجة مؤلمة ومش قادر اتخطى ده حاليا بس اللي أقدر أقوله إني بحب وجودك في البيت وبطمن على ولادي معاكي الأكل من إيدك له نكهة مختلفة الخلاصة أن المشكلة فيا
أنا وعارف إن مع الوقت هقدر أعالجها بس حاليا محتاج وجودك جمبي وجمب ولادي زي مانا
محتاج اطمن عليكي وانتي ف بيتي اتمنى إنك تفكري كويس وتوافقي على طلبي عارف إني أناني
فيه بس صدقيني أنا مقتنع جدا إن مفيش واحدة غيرك تنفع تكون سيدة البيت ده ونهض
دون أن ينظر إليها وخرج من الغرفة تاركا إياها حائرة فقد أخرج مافي قلبه وقالها لها صريحة أنه مازال متعلق عاطفيا بزوجته ولكنها اطمأنت قليلا عندما أخبرها أنه في حاجتها بجواره هو وولديه تنهدت بتعب واستلقت پألم على فراشها والأفكار تعصف برأسها 
ليلة طويلة مرت عليها ودموعها لا تتوقف عن البكاء تبكي حظا سيئا أصابها ودنيا قاسېة سړقت فرحتها بعدما ظنت أن أخيرا ستحيا حياة هانئة سعيدة مع من تحب ولكنها نست تلك الفترة أنها ليست كغيرها وليس من حقها أن تسعد وتهنأ بل كتب عليها التعاسة والشقاء بسبب ذنب ليس لها يد فيه قلبها منذ ليلة أمس وهو ېحترق ۏجعا على ټحطم كل الآمال والأحلام التي بنتهم مع ذلك الفتى الذي اخترق قلبها وسكنه هي تعلم جيدا أن تميم يحبها بكل تفاني ولكنها لن تجعله في حيرة بين قلبه ورفض أمه لها لذلك أغلقت هاتفها منذ ليلة أمس لأنها تعلم جيدا أنه لن يكف عن الإتصال بها كما تعلم جيدا أنه يتألم مثلها تمنت لو ما كان هناك شيء يعوق اجتماعهما وعاشت تتمتع بحبه الكبير لها مدى الحياة ولكن دائما للقدر رواية أخرى 
نهضت بتثاقل من فراشها تذهب إلى الحمام تغسل وجهها الذي ذبلت ملامحه بعدما كانت مضيئة
58  59  60 

انت في الصفحة 59 من 95 صفحات