الأربعاء 18 ديسمبر 2024

وصمت ۏجع

انت في الصفحة 73 من 95 صفحات

موقع أيام نيوز

أما تعوضها حنان أمها الذي حرمت منه ولكنها الآن فاقت من كل أحلامها على واقع يؤذي داخلها فهم الآن يجلسون أمامها يرسمون الإبتسامة فقط من أجل إرضاء إبنهم وهي الآخري ستسمع لنصيحة سدرة التي نصحتها لها منذ وقت وهي أن الحياة فرص وكل فرصة ستكون لصالحك لا تخسريها لذا نفضت من رأسها كل تلك الأفكار المحبطة والتفتت بنظرها لتميم الذي يجلس أمامها سعيدا وكأنه قد فاز بكنز ثمين 
ابتسمت له هي الأخرى بسعادة فتشجع وقال لوالدها بعد إذنك ياعمي إحنا آخر الأسبوع هنعمل الخطوبة ومعاها كتب الكتاب وأول مانجهز الشقة نعمل الفرح على طول
رحب والدها بذلك قائلا تمام يابني اللي تشوفوه
تدخل والده قائلا يبقى على خيرة الله مبروك ياعروسة
ردت عليه بخجل الله يبارك فيك ياعمي
بعدها بقليل دخلت زوجة أبيها بالمشروبات المثلجة وبعض أنواع الحلوى المختلفة وقد تناولها الجميع مع خلق بعض الحوارات حول الحياة العامة وشئون الحياة 
ولكن بين كل ذلك قال تميم موجها كلامه لوالد سدن بعد إذنك ياعمي أنا هآخد سدن منك ساعة نتعشى بره وأجيبهالك تاني
صمت فتحي قليلا ثم قال موافق بس مفيش تأخير
ابتسم له تميم بسعادة ثم نهض وجذب يد سدن وقال لا متقلقش يا عمي ساعة بالظبط وهتكون هنا عن إذنكم ثم أخذها وخرج من المنزل 
بعد قليل كان يجلس أمامها في أحد المطاعم يتأملها بحب وهيام بينما هي تهرب بعينيها منه خجلا ولكنه لم يكتفى فقد مد يده وأمسك يديها يحتويها بين كفيه على الطاولة التي أمامها 
شعرت بالحرج فحاولت أن تجذب يدها من بين يديه وهي تتلفت
حولها وتقول مينفعش كده ياتميم الناس بتبص علينا
لم يرد أن يضغط عليها فترك يدها ونظر لها
بحب وقال
أصل بصراحة مش مصدق نفسي خلاص كلها أيام وهنكتب كتابنا
أخفضت بصرها وقالت بهدوء أنا كمان مش مصدقة بس مش عايزاك تزعل مني
ابتلع ريقه محاولا إخفاء مايكمنه داخله فهو على الرغم من سعادته بالحصول عليها ولكنه حزينا على ما اشترطته أن تمكث معه بعيدا عن منزل أبيه ولكنه على أتم الإستعداد أن يتحمل كل شئ مقابل أن تكون معه فهو عاش
أيام مريرة عندما ظن أنه لن يحصل عليها أبدا ظن أنه سيظل في غرفته حتى تنتهي حياته لأنه كان غير قادرا على مواجهة الحياة في بعدها 
رفعت عنه حرج الكلام وقالت مبررة أنا مكنتش أتمنى كده ياتميم بس إحساس صعب أوي إنك تعرف إنك غير مرغوب فيك وخصوصا من ناس هتعيش بينهم أنا عشت سنين طويلة اداري من عيون الناس بس كنت بداري بعيلتي اللي عمرهم ما شافوني ناقصة او بيا عيب عشان كده مقدرش أعيش معاهم وأنا حاسة بالنقص
أشفق عليها فقال بحنان أنتي مش ناقصة حاجة ياسدن ولازم تعيشي وتواجهي المجتمع وانتي واثقة من كده بالعكس أنتي جميلة ف حاجة فيكي سحر وجاذبية بيميزوكي عن ناس كتير بالإضافة لقلبك اللي نادر وجوده ف زماننا ده عشان كده عايزك تشوفي نفسك صح شوفيها بكمالها وجمالها
ابتسمت له
وردت بحب عيون المحب بس اللي بتشوف محبوبها كامل ياتميم 
غمز لها بمشاغبة وقال طب وحبيبي عايز إيه أكتر من كده أنا لا شوفت ولا هشوف حد ف الدنيا أحلى وأجمل منك ياجميل 
تجلس في غرفتها لم تتحدث ولا تتكلم منذ أتى بها من المستشفى ليلة أمس صامتة طوال الوقت وهو لم يرد أن يضغط عليها في الحديث ولكنه بدأ يشعر بالقلق لرفضها الطعام فهي مازالت ضعيفة وعندما تقف تترنح بسبب ما فقدته من دماء بالإضافة إلى يدها التي ضعف عصبها إثر إصابتها ولكنها لم تقبل أي مساعدة 
أعد لها طعاما وحمل الصينية وفتح عليها باب الغرفة وجدها نائمة مستغرقة في النوم وضع الصينية على المنضدة المجاورة للسرير ثم جلس على حافة الفراش بجانبها يتأمل ملامحها الشاحبة التي يبدو عليها الحزن حتى وهي نائمة يشعر بالعجز لا هو قادر عن التخفيف ولا هو قادر عن إزالة ذلك الثقل من عليه ولكن كل ما يستطيع فعله حاليا هو المحاولة لخلق حياة هادئة بينهما فهو من الصعب عليه تركها حاليا فهو يشعر بالقلق الدائم عليها وهي معه فكيف سيكون وهي بعيدة عنه وخاصة بعدما رآها بهذا الضعف لذا هو لن يتركها للحياة تخبطها وتنهكها نفسيا حتى لو اضطر أن يسحق نفسه لأجلها 
مد يده يرفع شعرها من على وجهها ويتحسس خدها بحنان ويناديها برفق سدرة سدرة
فتحت عينيها ونظرت له نظرة إنكسار فابتسم لها وقال قومي اصحى عشان تاكلي
ردت عليه بتعب مش عايزة آكل
إيه اللي أنت بتعمله ده
رد عليها وهو ينهض يحمل صينية الطعام إيه بقعدك عشان تاكلي
ابتلعت ريقها وردت عليه بهدوء قولتلك مليش نفس
وضع الصينية على رجلها وقال ما انا مش هسمع كلامك تاني الدكتور قال محتاجة تغذية وانتي رافضة الأكل فدلوقتي لو ما اكلتيش هاكلك انا 
نظرت للطعام ثم نظرت له نظرة تخبره عدم ارتياحها للطعام فنظر هو
72  73  74 

انت في الصفحة 73 من 95 صفحات