الأربعاء 18 ديسمبر 2024

عنيكي وطني وعنواني

انت في الصفحة 111 من 128 صفحات

موقع أيام نيوز

كدابة انا بس مستغرب ايه اللي لم الشامي عالمغربي ومن ناحية سمعة الدكتور فهو فعلا كان راجل محترم الله يرحمه بيه المثل في الطهر والنقاء كمان ورغم انه كان دايما بيخبي حياته الخاصة عن الجميع بس احنا كان ظننا انه عشان ملتزم يعني لكن يطلع متجوز فاتن اللي اتضح انها مامتش بصراحة بقى دي حاجة ولا في الخيال 
استراحت بوجنتها على كف يدها المستندة على طرف المكتب بتعب وهي تنقل نظراتها منه والى الطفلة الصغيرة وهي تلعب على أرض المكتب بألعابها ثم ما لبثت ان تعتدل بجلستها تتناول حقيبتها تبحث عن شئ ما وهي تقول
بقولك إيه ياعصام انا عارفة انك لايمكن هاتصدق غير لما تشوف بعينك او تسمع
بودانك صح
صح ايه
رددها بعدم فهم وهو يراها تتناول الهاتف تضغط على أحد ارقامه ثم ردت على محدثتها في الجانب الاخر
الوو ياحبيبتي ازيك تمام بخير الحمد لله بقولك ايه طيب ماتاخدي تكلمي الدكتور عصام بنفسك 
مدت بيدها اليه تناوله الهاتف قائلة
اتفضل اتأكد بنفسك 
تحركت رأسه بالرفض القاطع 
لالالا انا مش عايز اكلم حد انتي عايزاني اكلم مين اساسا
صاحت عليه حازمة
امسك ياعصام وبطل خوف بقى هي تاكلك في التليفون 
تناول الهاتف بإيد مرتعشة وخرج صوته باهتزاز ليفاجأ بصوتها الناعم الدافئ 
الوو ياعصام انت خاېف ماتكلمني ولا إيه
سقط من يده الهاتف وكأنه حية على وشك ان تلسعه ونهض عن مقعده ينظر لفجر بأعين متسعة من الخۏف والدهشة يصعد ويهبط بتنفس مضطرب تناولت هي الهاتف من على الارض قائلة بسخط
ايه ياعم بترمي التليفون بقلب جامد كدة مش خاېف لايتكسر
وهو بيرميلك التليفون ليه
الټفت الاثنان على الصوت الخشن وصاحبه واقف على مدخل الباب المفتوح بيد الطفلة الصغيرة 
اغلقت هي المكالمة سريعا فردت بارتباك
علاء! لا ياحبيبي دا بس وقع منه من غير ما يقصد هو انت وصلت أمتى
ردد بوجه جامد قبل ان يتناول الطفلة يرفعها للأعلى 
انا حالا واصل ياستي والقمر دي هي الليفتحتلي باب المكتب ايه ياعم عصام الحلاوة دي جايبها منين بس
رد عصام بتشتت وهي يعود لجلسته خلف المكتب
هاا اه ياحبيبي اتفضل اقعد هنا على الكرسي الفاضي ده 
جلس علاء وهو ينظر اليه بتفحص قبل ان يلتفت لفجر مستفسرا
دا ماله ده 
مطت شفتيها واهتزت كتفاها تجيب 
معرفش انا ماله اسأله انت
أسأله انا !!
قالها باستنكار قبل ان يتابع 
طب انتي جيتي هنا ليه مش قولتي انك رايحة تزوري واحدة عيانة 
ردت متناسية
قولت لمين اني رايحة لواحدة عيانة
عاد لخلف المقعد ناظرا اليها بتشكك مما جعلها تتدارك نفسها وتتذكر 
اااه انت قصدك على حسين وخالتي زهيرة معلش لو كنت نسيت انا فعلا زورت واحدة زميلة هنا في الدور التاني وبعدها جيت هنا اسأل عصام عن حالة حسين واطمن يعني 
تطمني من مين دا شكله مش معانا اساسا او اكنه مضړوب على دماغه عصاااام 
قال الاخيرة وهو بكف يده على سطح المكتب بقوة مماجعله ينتبه مجفلا 
في ايه بس ياعلاء ياأخي مالك 
رد ممازحا
هو انت بعد دا كله ولساك بتسأل بقولك ايه يابني نصيحة كدة خد بالك من الأمورة الصغيرة لامها تشلوحك في المحاكم 
تقبل مزاحه يرد بابتسامة
لا ياسيدي اطمن احنا واخدين اجازة اليومين دول من المحاكم اصل امها في رحلة لإيطاليا مع جماعة اصحابها شالله ماترجع تاني 
غمغم الاخيرة بصوت خفيض اثار ضحكات الاثنان 
بعد مغادرة علاء وفجر ظل عصام على حالة الجمود والتشتت لايجد تفسيرا لما يشعر به الان من وقت أن سمع صوتها وقد اصابته ارتجافة مفاجئة مع تسارع شديد في دقات قلبه وعقله يأتي بصورة وجهها وكأنه رأها الأمس وليس من عدة سنوات !!

بداخل السيارة وهي جالسة في الأمام بجواره كانت مستندة برأسها لخلف المقعد تنظر من نافذة السيارة للطريق الخارجي واليه مع ترديدها لكلمات الأغنية التي يصدح بها مذياع السيارة  
وهمسلي قالي الحق
عليه
نسيت ساعتها بعدنا ليه
فين دموع عيني اللي مانامت ليالي 
بابتسامة من عيونه نساهاني 
أمر عڈاب واحلى عڈاب عڈاب الحب للأحباب
ماقدرتش اصبر يوم على بعده
ماقدرتش اصبر يوم على بعده
دا الصبر عايز صبر لوحده 
كان يقود السيارة هو مندمج معها ومع صوتها الرقيق ومعاني الكلمات الموجهة اليه وهي خالصة رفع كف يدها بحب قائلا 
ربنا مايحرمني منك يارب 
تنهدت قائلة بصوت كخرخرة القطة
انا بحب الأغنية دي قوي ياعلاء عشان بتعبر قوي عن اللي جوايا ناحيتك انا فعلا مااقدرش اصبر يوم على بعدك ولا حتى دقيقة احس فيها بجفاك يعني لو حصل 
ضغط بكفه المطبقة على كف يدها يضعها على ركبته متأوها 
بس بقى الله يخليكي كفاية كدة انا مصبر نفسي بالعافية مش كفاية عملة الزفت حسين اللي هاتخليني انتظر فرحي عليكي شهور تاني كنت ناقصه انا ده 
ضحكت بدلال وهي تزيح بكف يدها الحرة خصلات شعرها المتطايرة على وجهها بفعل الهواء 
ياسلام يعني لدرجادي انت مستعجل على جوازنا
ترك الطريق لينظر اليها ويحدثها بصدق
اوي يافجر نفسي اليوم دا
110  111  112 

انت في الصفحة 111 من 128 صفحات