عنيكي وطني وعنواني
لحد امتى
تفاجأ بكف أبيه وهو يربت على ركبته بدعم يقول
هون على نفسك يابني شاكر عاقل وانا متأكد انه لو عرف الحقيقة هايتفهم الوضع وهايقدر المهم انت عرفت ازاي في وقتها
تنهد بعمق وهو يرد
لا يلدغ المرء من جحر مرتين انا سهيت مرة ولا يمكن أكررها تاني أما اشوف التانية كمان ظروفها إيه
غمغم الاخيرة بصوت خفيض لايصل الى أبيه مع زحمة من الافكار والمخاۏف تكاد ان تعصف برأسه
في طريق عودتها الى البيت بعد ان استفاقت جيدا من مقلب الأطفال أصر عصام على توصيلها بسيارته مع استحالة ان ترافقها فاتن كانت جالسة في المقعد الخلفي بجانب الطفلة التي كانت تلهو ببرائة معها وهي غير قادرة على الإندماج بسبب انشغالها في موقف علاء الذي تجاهل كل مكالماتها في الساعات الاخيرة بعد ان اخلفت بوعدها معه وتأخرت في العودة للمنزل امسكت بالهاتف مرة أخرى تحاول الاتصال ولكنه كالعادة اغلق الإتصال دون رد زفرت بإحباط وتمتمت
أنت كنت بتكلميني يافجر
سأل عصام مما جعلها تخرج من شرودها وردت بالنفي
لا لا انااا بس افتكرت حاجة كدة وطلع صوتي من غير ماحس ماتاخدتش في بالك انت
قال ضاحكا
ليكون افتكرت مقلب النهاردة ولا حاجة دا احنا شيبنا من الخۏف لما اغمى عليكي واحنا كنا يدوبك كنا بناخد نفسنا برجوع الولاد
والنبي ماتفكرني دا انا لسة لحد الان مش قادرة اتلم على من الخضة انا في حياتي مااتعرضت لموقف زي ده
ضحك من قلبه بصوت عالي وهو يرد
بصراحة انا عاذرك هي حاجة صعبة فعلا بس انا اعمل بقى في بنتي أصلها طالعة شقية زي ابوها انتي ماشوفتيش هي كانت ماسكة في الواد ازاي
ماهو عبد الرحمن كمان قمور عندها حق تعجب بيه
انت هاتقوليلي ماهو جميل زي والدته دي بقت بطل
اااسف يافجر متأخذنيش
لم تستطع منع ضحكاتها وهي تشيح بوجهها عنه مما جعله يبتسم بحرج من زلة لسانه
حينما عادت اخيرا لبنايتهم وصعدت الدرج تفاجأت بعلاء وهو يحتل الدرجة الاخيرة امام شقتهم مشبك كفيه وينظر نحوها بتحفز وكأن سبب جلسته الغريبة هذه هو انتظارها
سألت باندهاش وكان رده باقتضاب
مستنيكي
صعدت الدرجات الباقية نحوه وهي تسأل
طب ماانا كنت بتصل بيك ماردتش عليا ليه
زفر مطولا قبل ان ينهض مفسحا لها الطريق وهو يتحرك نحو شقته يقول
تعالي عايزك الاول قبل ماتدخلي بيتكم
ردت مزبهلة وهي تراه يفتح بالمفتاح باب شقته
القى نحوها نظرة مخيفة وهو يدفع بيده الباب
وافرضي الشقة مافيهاش حد غيرنا تفتكري اخلاقي تسمحلي انى استغل الوضع حتى لو كنت مراتي
اطرقت رأسها في الأرض بخزي منه وهو تابع
خالتك زهيرة قاعدة عندكم في الشقة جوا والموضوع اللي انا عايزك فيه مايستناش
بدون تفكير تحركت لتدلف معه الشقة رغم تخوفها الكبير من هيئته
بتقول إيه
صړخت بها بأعين جاحظة بهلع لتكمل وهي تهز رأسها بغير تصديق
لا انت اكيد بتهزر صح مش معقول يكون كلامك دا جد
مال برأسه مضيقا عيناه قائلا بنبرة متهكمة
يعني هو دا كلام ينفع اهزر فيه بزمتك انت تعرفي عني كدة
هتفت باكية
يانهار أسود يعني انا أختي اتخطفت صح
ايوة صح ولولا اني مشغل حد يتابعها ويجيبلي اخبارها مكنتش انا هقدر اوصل في الوقت المناسب عشان انجدها من ايد ولاد الهرمة دول
انتي مخلي ناس تراقب اختي
قالت بعدم تصديق وهو اقترب منها يؤكد
ايوة يافجر انا مشغل ناس تراقب شروق من ساعة اللي حصل مع سعد وانا مابقتش ضامن اي حركة غدر ولا خسة منه زي ما بالظبط مشغل ناس تراقبك انت كمان عشان ماضمنش انه يمكن يأذيني فيكي!
فغرت فاهاها وهي تستوعب كلماته وقبل أن تنطق ببنت شفاه وجدته يسأل
مين الست اللي ډخلتي معاها النادي النهاردة
يافجر وقعدتي فيه اليوم بطوله عشان تخرجي بعدها مع عصام يوصلك في عربيته
ارتدت للخلف مجفلة وهي تشعر كأن عقلها أصابه الشلل وما عادت قادرة على اختلاق كڈبة ترد بها فقالت بتعلثم
دي
واحدة صاحبتي ااا اصرت تاخدني معاها النادي وو عصام اا قابلته هناك بالصدفة واصر يوصلني معاه في سكته بس كدة
اومأ براسه يمط
بس كدة!! طب الست دي اسمها إيه
هتفت بدفاعية
وانت مالك انت باسمها ماانا قولتلك انها واحدة صاحبتي ولا هو تحقيق وخلاص
لا مش تحقيق يافجر بس انا لما الاقي خطيبتي او مراتي بمعنى اصح بتكدب وتألف قصص وتتأخر بسبب ست بتقابلها في الخفا يبقى انا لازم اعرف الست دي صفتها ايه عندك ولا انت نسيتي لما قولت الصبح انك في زيارة لواحدة عيانة اسمها نور وانت بتكلميني من قلب النادي
سقطت على المقعد خلفها باڼهيار ولسانها انعقد عن الرد وكأنها