الأربعاء 18 ديسمبر 2024

عنيكي وطني وعنواني

انت في الصفحة 88 من 128 صفحات

موقع أيام نيوز

ابنه في العناية المشددة التي لم يتحملها لا تفارق ذهنه انعقد لسان شاكر عن الرد ولم يقوى على الجدال مرة اخرى معه فالمصاپ اكبر من طاقة الجميع 

وبداخل المشفى كان علاء يتحدث مع سميرة في الهاتف ليطمئن على صحة والدته وبجواره فجر وشروق التي غلبها التعب وغفت على كتف شقيقتها 
يعني هي كويسة دلوقتي ياخالتي
وصله الصوت المضطرب
ان شاء الله تبقى كويسة يابني طمن قلبك انت 
طب اديهاني اكلمها
ماينفعش ياحبيبي الدكتور اداها حقنة مهدئة وهي نايمة دلوقتي ان شاء الله لما تصحى يارب نسمع خبر حلو عن حسين عشان تقدر تقوم وتيجي بنفسها 
يااااارب ياخالتي يارب
طيب ممكن تديني فجر لو قاعدة جمبك ياحبيبي 
اه ممكن طبعا اتفضلي أهي معاكي 
تناولت فجر منه الهاتف وردت عليها
ايوة ياماما ايه الأخبار
ردت سميرة بصوت خفيض حتى لا يصل سماعه الى علاء
الحمد لله يابنتي بس الست تعبت قوي معايا النهاردة بعد ما مشيتوا وهي تصرخ وعايزة تروح لابنها لحد أما وقعت من طولها ولولا الدكتور عطاها مهدئ ربنا العالم مش بعيد كان راحت فيها لاقدر الله 
هزت رأسها وهي تجاهد لعدم اظهار تأثرها وحزنها أمامه حتى لا تزيد من همه 
طب انتي اتصرفتي ازاي دلوقتي
والله يابنتي ماعارفة اقولك ايه عمتك الله يكرمها ساعدت معايا شوية في مراعية الست لكنها فجأة سابتني وخرجت قال في مشوار مهم لناس قرايبها رغم انها ماخدتش بنتها الرغاية معاها!
يعني هاتكون راحت فين يعني هي تعرف حد في البلد غيرنا
خرجت منها بهمس قبل ان تجفلها والدتها سائلة 
انتوا مش ناوين ترجعوا بقى دي الساعة داخلة على احداشر 
مش عارفة ياماما دلوقتي اصبري كده شوية 
بعد ان انهت المكالمة واعطته الهاتف خاطبها هو وقد فهم فحوى كلمات والدتها الاخيرة
على فكرة يافجر خالتي عندها حق انتوا اتأخرتوا فعلا ويدوبك بقى تروحوا ماينفعش قاعدتكم هنا لحد دلوقتي 
لم تسمع أي حرف من كلماته فقد كانت مأخوذة بهذا الألم المرتسم على وجهه وهو يدعي الثبات أمامها وامام الجميع دون ان تنطق ببنت شفاه اجفلته فجأة تتناول كف يده الكبيرة تطبق عليها بكفيها الصغيرتين تومئ له بعيناها وصوتها الدافى الحنون
خليك مطمن انه ان شاء الله هايبقى كويس وهايقوم من تاني على رجليه 
رغم دهشته من جرأتها وفعلتها الغير متوقعة غمره إحساس الراحة والسعادة المؤقتة رغم صعوبة الموقف وكأنه بهذا التواصل البسيط بينها وبينه قد ضمن شفاء اخيه ونهوضه مرة أخرى على قدميه دون أن يدري اطبقت كفه الحرة على إحدى على كفيها الملتفين حول كف يده الأخرى ليرفعهم اليه ويقبلهم الاثنتان في تعبيره عن امتنانه لها ولدعمها فخرج صوته بصعوبة
انا مش عارف اشكرك ازاي يافجر مجرد احساسي بقربك جمبي في اللحظة دي خفف عليا كتير قوي وربنا 
التمعت عيناها بدموع تحاول جاهدة لمنع سقوطها أمامه فتفقده صموده حتى الان 
احم احم مساء الخير 
ارتفعت عيناهم الاثنان نحو عصام الذي تهرب بعيناه عنهم في رسالة واضحة لهم أشعرتهم بالحرج وقد استفاقوا اخيرا انهم جالسين في ممر المشفى وعرضة للنظرات الفضولية من البشر حولهم سحبت فجر كفها فجأة بحرج لم يعترض علاء وقد انشغل فورا بالسؤال
ايه الأخبار ياعصام اخويا عامل دلوقتي
رد عصام 
خير ان شاء الله بس احنا لازم ننتظر مرور اربعة وعشرين ساعة على ما يفوق 
تدخلت فجر 
طب هو احنا لازم نصبر اربعة وعشرين ساعة ماينفعش يفوق قبل كدة
رد بتمني
والله ياريت بس دي فترة تقريبة عشان بصراحة لو مافاقش بعد كدة ممكن المدة تطول وماحدش فينا يعرف امتى دا هايحصل بالظبط انا بس
بوضحلكم الصورة 
تمتمت فجر بالدعاء اما علاء فقد شحب وجهه خوفا ان يحدث هذا استيقظت شروق على اصواتهم ترفع رأسها على قول عصام 
انا مش عايز ازعجكم ياجماعة بس انا شايف انكم تروحوا ترتاحوا
شوية قعدتكم هنا مافيش منها فايدة
رد علاء بحمائية
انا مش متعتع من هنا غير لما اخويا يفوق 
يا حبيبي قعدتك مافيش منها لازمة 
قاطعه بحدة
بقولك مش منقول ياعصام 
ايه مالكم هو انتوا بتتخانقوا ولا إيه 
قالها شاكر الذي أتى إليهم فكان الرد من عصام الذي تنهد بتعب وهو يضع كفيه بجيبي سترته الطبية
انا بس بقولهم ان مافيش داعي لقعدتهم كدة وتعبهم ويروحوا دلوقتي يرتاحوا شوية فيها غلط دي
لا يابني مافيهاش غلط الدكتور بيتكلم صح قوم معايا ياعلاء يابني مش كفاية والدك اللي مرضاش هو كمان يسيب مكانه في مسجد المستشفى 
قالها شاكر بحزم وكان الرد من علاء ببعض اللطف
معلش ياعم شاكر اتفضل انت وروح البنات معاك عشان انا مش هاقدر اروح الليلادي خالص 
ردت شروق بانغعال
وانا كمان مش هاروح وهافضل جمب حسين 
رد علاء 
روحي انتي دلوقتي ياشروق وتعالي الصبح على الأقل انت هناك هاتاخدي فرصتك كويس عشان تصلي وتدعيلوا من قلبك دا اللي محتاجه مننا دلوقتي 
اقتنعت بكلمات علاء ونهضت لتذهب مع أبيها
شدد شاكر على ذراع علاء قائلا 
بإذن الله نيجي بكرة
87  88  89 

انت في الصفحة 88 من 128 صفحات